لايخلو حديث المواطن اليوم عن الانسدادات التي تقع في زمن قياسي عند نزول الأمطار، للأسف هذا ما وقفنا عليه يوم الإثنين الماضي عبر أحياء العاصمة خاصة الناحية الشرقية، بدأت من مدخل بلوزداد وإلى غاية المحمدية كل الطرق الرئيسية غمرتها المياه بمستويات عالية.ماذا عسانا أن نفعل بعد الذي شاهده الجميع ليس بالعين المجردة فقط، بل عبر وسائل إعلامية وتواصل أخرى، بعد قرابة حوالي خمسة أيام لم تتحرك البلديات التي كانت عرضة لهذه السيول، من أجل القيام بإصلاح البالوعات، والمجاري المائية، وقنوات الصرف، وكأن الأمر لا يعنيها.
كميات الأتربة والحجارة والنفايات الصلبة التي جرفتها المياه ماتزال ملقاة على الطرقات وفي زوايا الأرصفة معرقلة حركة السير، سواء بالنسبة للراجلين أوالسيارات ناهيك ما تخلفه من متاعب بالنسبة للأطفال الصغار المتوجهين الى المدارس. كلها تجمعت بكثرة عند نهاية مسارها مشكلة أكواما من الحصى والرمال.
وفي مقابل ذلك فإنه للوهلة الأولى تتجه الأنظار إلى البلديات التي يعتبرونها المسؤولة مباشرة عما حدث انطلاقا من وجود مصالح الوقاية والنظافة تحت وصايتها، مخول لها أومكلفة بمتابعتها في الميدان وفحصها بالدقة المطلوبة لتفادي كل ما من شأنه انسدادها.
لا يعقل للبلديات أن تبقى متفرجة على أوضاعها الطارئة احيانا الناجمة عن الأحوال الجوية، استغربنا وذهلنا عندما لم يحضر أي عون من البلديات من أجل إزالة كل تلك المياه الراكدة وكأن الأمور عادية، في حين لاحظنا شبابا يقومون بمحاولة تسريح البالوعات بقطع من الخشب لا يعرفون حتى مكانها مما صعب من عملهم هذا.
هذه الأعمال الترقيعية الصادرة عما يسمى ب» أولاد الحومة» لن يسمح لها أن تكون القاعدة من الآن فصاعدا، بل هي الاستثناء لأن مصالح البلدية هي المسؤولة عنها اقليميا وفق القوانين المعمول بها وهي محددة بدقة في قانون البلدية والولاية، أين هي المداومات في البلديات ألا توجد مصالح مطالبة بأن تضمن المناوبات الليلية للوقوف على أي حالة غيرمتوقعة.
هذه « الفيضانات» و» السيول» وغيرها كشفت لنا أن هناك اختلالا على مستوى البلديات في تسيير أوضاع كهذه، خاصة من ناحية مبدأ التدخل ماديا وبشريا لذلك علينا مراجعة النظام المعمول به حاليا وإحلال محله طريقة أكثر فعالية عبارة عن فرق الطوارئ تكون حاضرة في أي لحظة عندما يعلن عن نشرة جوية خاصة، الموعد يكون في البلدية ولايغادر أحد مكانه ويستدعى فورا كل عون لأداء مهمته على أحسن وجه. هكذا يكون العمل غيرهذا فهوعبارة عن تكريس لواقع أظهر محدوديته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جمال أوكيلي
المصدر : www.ech-chaab.net