ليس خفيا أن تركيا كانت من الدول التي رفضت التدخل الغربي في صراع الشعب الليبي مع حاكمه، ولم تخف أنقرة في بداية الأزمة مساندتها لنظلم العقيد القذافي في مواجهته للمشاريع الغربية التي كانت معدة للتمرير عبر بوابة مجلس الأمن، وعلى هذه الخلفية رفضت القرار الذي منح لحلف الأطلسي حق حماية المدنيين الليبيين من مطاردات الجيش الليبي قبل أن يتحول من جيش إلى مجرد كتائب... لكن مع تطورات الأحداث وبلوغ مستوى المواجهة بين ثوار ليبيا وكتائب القذافي نقطة اللارجوع، أدارت أنقرة سياستها بدرجة مائة وثمانين درجة، فاستقبلت وفدا عن المجلس الانتقالي الليبي واحتضنت إحدى دورات ما يعرف بمجموعة الاتصال بشأن ليبيا، ثم اعترفت بالمجلس ممثلا للشعب الليبي.
هذه السياسة تعني شيئا واحدا ووحيدا، وهو أن قادة تركيا يضعون مبادئهم في خدمة مصالح بلادهم، فعندما كانوا من حيث المبدأ ضد تدخل حلف ''الناتو'' في الشأن الليبي الداخلي قالوها ودافعوا عن قناعتهم، لكن بمجرد اقتناعهم أن القذافي أصبح من الماضي والثوار هم المستقبل رموا هذا المبدأ وراء ظهورهم واحتضنوا حكام ليبيا الجدد... بالمناسبة حكام تركيا الحاليون مصنفون في خانة الإسلاميين حتى وإن كانوا يقودون نظاما لائكيا.
عندنا في الجزائر... ليبيا تقع جغرافيا عند خاصرتنا ولا تفصلنا عنها مسافة كتلك التي تفصلها عن تركيا، لكن مع ذلك ظلت ولا زالت الجزائر غائبة عن المشهد الليبي بالرغم من أن كل ما يحدث بهذا البلد الجار ينعكس علينا سلبا أو إيجابا، فهل من قادر على تفسير هذا الغياب والتغيب عن لعب دور يفترض تجاهله إخلالا بالأمن القومي للجزائر، أما القول أو الاختباء وراء تبني الموقف الإفريقي فلا يعني سوى التهرب من تحمل المسؤولية، لأن ليبيا بالنسبة للجزائر أو العكس ''الجزائر بالنسبة لليبيا'' ليست كزمبابوي أو زامبيا أو الكامرون أو حتى جنوب إفريقيا بالنسبة للجزائر ولليبيا على حد سواء.
من غير المعقول أن يسقط النظام الليبي ويقام بدله نظام آخر، دون أن يكون للجزائر دخل أو رأي في ذلك، فلماذا كل هذا الإصرار على تغييب الجزائر وتقزيم دورها إلى هذا الحجم المهين... عندما أطالع كلام وزير الدولة... نعم وزير الدولة بلخادم عن الأحداث في ليبيا وعن مجلسها الانتقالي أشعر بالغثيان
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : العربي زواق
المصدر : www.elkhabar.com