أين الحقيقة في قضية مراح؟

''كرة الثلج'' في قضية الشاب الفرنسي محمد مراح بدأت تكبر بشكل جدي وسط تساؤلات قطاع واسع من الفرنسيين حول دوافع تفضيل الأمن الفرنسي ''تصفية'' الشاب محمد بدل توقيفه أو جرحه على الأقل، حتى يتسنى للمجتمع الفرنسي فهم ''الألغاز'' التي دفعت محمد لقتل جنود من أصل مغاربي وقتل طلاب يهود أيضا، قبل مدة قصيرة من انتخابات الرئاسة التي تحدى فيها نيكولا ساركوزي الجميع، وأعلن استعداده لاعتزال السياسة في حال خسرها. الألغاز كثيرة والإجابات التي قدمها المسؤولون الفرنسيون بدت غير مقنعة، فمن بين الألغاز أن الفرقة التي قامت بمحاصرة الشاب محمد هي فريق ''نخبة''، وهذا يفترض أن توقيف شاب مسلح مثل محمد أمر لا يحتاج إلى ''فلسفة أمنية'' كبيرة. وهناك لغز ثان يخص نوعية الأسلحة التي تم العثور عليها في شقة محمد مراح، فقد تم الإعلان عن أسلحة متطورة وذخيرة وسلاح إسرائيلي أيضا، والسؤال: من أين حصل الشاب الصغير على هذا الكم من الأسلحة، وأين كانت مصالح الأمن عندما كان محمد مراح يجمعها؟ أما اللغز الآخر، فهو تصفية محمد برصاصة في الرأس عندما رمى نفسه من النافذة.. على بعد أمتار قليلة من الأرض. في هذه الأثناء، يجب أن ينتبه الرأي العام الفرنسي والرأي العام الدولي إلى منعرج يحدث الآن في قضية الشاب مراح، حيث تحتجز مصالح الأمن الفرنسية أفرادا من عائلة مراح، بينهم والدته بغرض التحقيق. وبسبب الغموض الذي رافق عملية تصفية الشاب محمد، يبدو مهما تسليط الضوء على مجريات التحقيق مع عائلته، حتى لا يتم التأثير عليها ودفعها للإدلاء بشهادات تدين محمد مقابل ''امتيازات'' تحسن الوضع الاجتماعي الصعب لعائلة مراح في تولوز. ومن حقنا افتراض هذا الأمر في ظل الغموض الذي يحيط بالقضية. وفي انتظار الحصول على إجابات للألغاز المحيرة، لا يغيب عنا طبعا تأثير بيانات تنظيم القاعدة خلال عهد أسامة بن لادن في تحفيز الأمريكيين للتصويت على الرئيس السابق جورج بوش أثناء حملته الرئاسية الثانية. ولهذا يبدو أن ''قاعدة فرنسا'' تتحرك في الاتجاه نفسه من خلال قضية محمد مراح، مع ما يبحث عنه ''حليف'' الأمريكيين، نيكولا ساركوزي، من دعم في تقوية حظوظه في الانتخابات المقبلة أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند.   belramddz@yahoo.fr