الجزائر

أين التاجر الصدوق ؟



شهر رمضان شهر القرءان والخير والبركة تتضاعف فيه الحسنات ويتنافس فيه المؤمنون لاكتساب الأجر والثواب وتصفد فيه الشياطين هذا ما نعرفه نظريا ونردده في خطبنا الدينية ومواعظنا في القنوات الإذاعية والتلفزيونية وفي المساجد قبل جائحة كورونا أما الواقع فهو مخالف لذلك تماما فالتجار يترصدون شهر رمضان ليس من اجل الصيام بل من أجل المضاربة ورفع الأسعار وإحداث موجة من الغلاء وكان شياطين العالم كلهم يفرون إلى بلادنا لتصول وتجول وتعبث بالقلوب والعقول إننا أمام حريق هائل تمتد ألسنته إلى مختلف السلع والبضائع من المواد الغذائية بداية بالزيت الذي صار قضية وطنية والسكر والعجائن والبقول الجافة والعصير والمشروبات الغازية فالأسعار في تصاعد ومواد التنظيف إلى الملابس إلى الأجهزة الالكترونية وعادت الندرة التي تذكرنا بطوابير سوق الفلاح زمن الاشتراكية وخلط القهوة بالشعير فلا ندري هل نحن نتقدم ...قطاع التجارة يحتاج إلى إعادة نظر جدية وشاملة تتناول الإنتاج والتوزيع والبيع بالجملة والتجزئة والاستيراد أيضا وتحديد السعر المرجعي لبعض المواد كالسكر والزيت والحليب مثلا وتحديد هامش الربح ومراجعة منح السجل التجاري لان التجارة مهنة شريفة لها قواعد وقوانين لأن هناك إفقار مستمر للطبقة الوسطى مقابل ثراء فاحش للمتحكمين في السوق كل أجور العمال والموظفين تذهب إلى جيوب بعض المضاربين وبعض الغشاشين قبل نهاية الشهر والحرمان يزيد وقد نسينا سورة المطففين وحديث الرسول (ص) عن التجار وأسواقنا صارت غابة فيها الآكل والمأكول فلا خير ولا بركة ولا رحمة ولا شفقة نصوم بالغلاء ونفطر به فالتجارة شطارة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)