الجزائر

أين أصدقاء ليبيا؟


 أين هم أصدقاء ليبيا الذين هبّوا بالأمس لإنقاذ البلاد من الديكتاتور، أين هم اليوم وليبيا تواجه خطر التقسيم بعدما رفع البعض شعار الاستقلال الذاتي في إقليم برقة وتبعهم ''الغاوون''، فرفعوا راية الإقليم فوق شركة نفط محلية.
الليبيون لم يمارسوا السياسة ولكن عندما أتيحت لهم الفرصة بدأوا للأسف بسياسة تقسيم البلاد، فكل جماعة فهمت السياسة على أنها الحصول على أوراق ضغط لاستعمالها في الابتزاز. جماعة الزنتان مثلا ألقت القبض على سيف الإسلام القذافي فحصلت على وزارة الدفاع، وجماعة مصراتة كان لها ''شرف'' قتل العقيد القذافي، فتمت مكافأتها بوزارة الداخلية. والسيد عبد الله ناكر، رئيس مجلس ثوار طرابلس، يريد امتيازات من قبيل السيارات والقروض بدون فوائد لمقاتليه الـبالغ عددهم 001 ألف مسلح، كما أنه يرفض تسليم السلاح للحكومة الجديدة، فقط لأنه يمسك الآن برئيس مخابرات القذافي، عبد الله السنوسي، وها هو يفاوض به الأمريكان الآن وليس أبناء عمومته في المجلس الانتقالي.
أما جماعة برقة، الذين أعلنوا تأسيس ''دولة'' في شرق ليبيا، فهم يسيطرون على حوالي 08 بالمائة من احتياطي النفط والغاز في البلاد، ولهذا يبدو أنهم يريدون التفاوض ببترول الأرض للحصول على امتيازات الحكم فوق الكرسي.
وأمام هذا المنطق الابتزازي، الأقرب إلى منطق جماعات قطاع الطرق والمنظمات الإرهابية، لا يدري أحد ماذا ينتظر ليبيا الشقيقة في قادم الأيام من أخطار. فالجميع شارك في الثورة والجميع يريد اقتسام ريع الثورة، والجميع أيضا يتهم ''الجميع'' بأنه كان من أعوان القذافي كلما تعلق الأمر بالصراع للحصول على امتيازات سياسية أو مالية أو غير ذلك. إذن الجميع يرفض الاعتراف بشرعية الآخر.
ووفق هذا المنطق وصل الأمر إلى حد إعلان الاستقلال الذاتي وتشكيل جيش محلي يحمي مصالح الإقليم، الذي يضم أغلب مقدرات البلد من محروقات.. هل هكذا تمارس السياسة؟ وأين هم أصدقاء ليبيا ليتدخلوا الآن ويمنعوا شبح التقسيم. لأنه إذا لم يتدخلوا فهذا معناه أن الغاية من إسقاط نظام القذافي هو تقسيم البلاد، والعودة بها إلى عهد الملكية السنوسية.


belramddz@yahoo.fr
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)