يعد أحد أيقونات الصحافة المكتوبة بولاية خنشلة، توفي يوم الرابع جانفي 2016 عن عمر يناهز 67 سنة، وهو واحد من الأسماء المميّزة وأعلام خنشلة، رحل تاركا بصمة إبداعية خالدة في مجال الإعلام. قلم نبض بحياة أهل مدينة خنشلة ونقل تطلعاتها وعايش انشغالاتها.«عزو» كما يحلو لمحبيه تسميته، هو المرحوم عز الدين سالمية من مواليد 02 أكتوبر العام 1949، ابن الشهيد سالمية مسعود والابن الأصغر من بين خمسة إخوة، تدرج في مسيرته المهنية والسياسية بعد تحصله على شهادة نهاية التعليم المتوسط سنة 1967، فبعد قسمة جبهة التحرير الوطني، انخرط في صفوف الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ليقرر في عام 1971 إكمال مسيرته السياسية بترشحه في الانتخابات المحلية، لينال عضوية المجلس الشعبي البلدي للولاية، حيث عمل طوال تلك العهدة على التكفّل بانشغالات المواطنين، فكان صوتهم الذي يعلو لدى السلطات كلما سنحت له الفرصة.
مسيرة مهنية حافلة .. قدوة للأصدقاء والأقران
بعد أن أكمل عهدته كنائب بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية خنشلة، التي خرج منها بباكورة من التجارب، وتقرّب فيها عن كثب من عمل الإدارة المحلية والإقليمية، اختار عز الدين سالمية المكنى إدارة الضرائب، ليعمل كعون بالمديرية الولائية لها، ويكتسب الخبرة في ميدان المحاسبة والمالية، كان فيها ذلك الشاب المجتهد والطموح، حسب شهادة عدد من أصدقائه. وفي سنة 1983 تحول إلى مفتشية أملاك الدولة، وتدرّج في المسؤولية إلى غاية حصوله على منصب مراقب عام بها. وهناك أيضا التزم المرحوم عز الدين سالمية بالتواضع والانضباط، بالإضافة إلى أنه معين لزملائه في العمل رغم أنه مسؤول عليهم، حسب ما أكّده كمال جغلال أحد زملائه بالمفتشية قائلا؛ «عزو كانا أبا وصديقا وأخا قبل أن يكون مسؤولا»، وواصل عز الدين على نفس الوتيرة إلى غاية إحالته على التقاعد عام 2000.
قلم موضوعي وكلمة صادقة
بدأ عزو مسيرته في ميدان الإعلام كمراسل صحفي باللغة الفرنسية في الجريدة الرياضية «لو ماتش» عام 1990، ليواصل مسيرته في مهنة المتاعب كمراسل في عدة جرائد تصدر باللغة الفرنسية بداية بجريدة «الوطن» سنة 1991، ثم جريدة «لوماتان» في الفترة الممتدة بين 1992 إلى غاية 05 جوان 2004، فتفرد في زمن كان البوح والكتابة مهنة العظماء والشجعان، فخاض محطات بارزة في مسيرته الإعلامية في زمن العشرية السوداء، إلى مرحلة الحرية الإعلامية وتحرر الإعلام المكتوب، عبر محطات جعلت منه قلما متميزا مخضرما مطلع على خبايا مهنة المتاعب بفضل تنوع طريقته في الكتابة الصحفية، بعد أن خاض تجارب عديدة في جرائد صادرة بالفرنسية، من بينها «أوسوار دالجيري» من عام 2004 إلى غاية 2008، ليكمل مسيرته بجريدة «الوطن» سنة 2016 عندما وافته المنية إثر مرض لازمه لمدة طويلة.
تمكن المرحوم عزو من جمع زملاء المهنة في مختلف المؤسسات الإعلامية بفضل قلبه الكبير وتواضعه، فكان المرحوم الشمعة التي أضاءت مختلف الجرائد والقدوة دون منازع لزملاء مهنة الصحافة المكتوبة، فهو بالنسبة لهم العين والأذن والقلم الذي دافع عن خنشلة الأوراس، ونقل هموم المواطنين، فبرز حسب المراسل الطيب بن جمعة أحد أصدقائه ونال احترام كلّ المراسلين، كونه ذاك الشخص الرزين، الموضوعي والمحبوب بين أقلام الولاية.
وبعد أكثر من 25 سنة في الإعلام و4 عقود في العمل، كان فيها مثالا للانضباط، تعود ذكرى وفاة المرحوم عز الدين سالمية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، لتذكّر بمسيرة حافلة بالعطاء لإعلامي فذ ومتميز، استطاع بفضل خبرته وحنكته أن يوفّق بين عمله في الإدارة ومهنته كمراسل صحفي ورب أسرة، وهو ما أكده ابنه الأكبر حسام الذي قال بأن أباه «كان الأب والأخ والصديق ولم يجعلنا نحسّ بفقدانه يوما بحضوره الدائم والمستمر في أغلب المسائل العائلية» فكان مثالا يقتدى به في تنظيم الوقت وتقسيمه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/10/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع ز
المصدر : www.el-massa.com