ظل الشعر الجاهلي يمثل نوعا من أنواع الحركة الدقيقة التي كان الشاعر الجاهلي يوظفها في شعره لرصد واقعه إما عن طريق الوصف التقريري أو عن طريق الخيال المبدع. وكانت محاولته تلك تعكس صراعه مع بيئته الطبيعية الصحراوية، وصراعه مع أخيه الإنسان. لذلك انساق وراء قوى الدمار والخراب لامتلاك الحياة. ومن خلال الشعر حاول الجاهلي تقمص الأفعال على مستوى الكلمة بدافع من الانفعال المثير للرغبة في البناء، وإعادة التوازن لعناصر الحياة التي قد تعمل النواميس الكونية المختلفة على الإخلال بتوازنها. وهو ما يجعل القصيدة الشعرية تمثل الوجود المستقل عن الذات الإنسانية الواعية لما تكنه من حقائق تخرج إلى الوجود بالفعل من اللاوعي الإنساني الذي يختزن مجموعة من الرؤى القابلة للصياغة، وإعادة التناسق والانسجام، والتي يمكنها التجلي من خلال العمل الإبداعي، لتمثل "أيام العرب" رصيدا ثقافيا وإنسانيا ضخما، حملت جذور التراث الشعري الجاهلي في جميع مراحله، وكونت صورة حقيقية عن الواقع الجاهلي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/01/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - كبير أمال
المصدر : Annales du patrimoine Volume 15, Numéro 15, Pages 91-104 2015-09-15