الجزائر

أيُّ مستقبل لعلاقات فرنسا مع الجزائر؟



أيُّ مستقبل لعلاقات فرنسا مع الجزائر؟
في حال وصول اليمين المتطرّف إلى الحكم
أيُّ مستقبل لعلاقات فرنسا مع الجزائر؟

ـ 5 مليون جزائري بفرنسا.. هل من دور في الانتخابات؟

س. إبراهيم
تسود حالة من الترقب بلدان المغرب العربي ومنها الجزائر إزاء نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة التي تجري جولتها الثانية يوم الأحد. فبينما يرى محللون أن الجزائر يمكنها التعامل مع أي نتيحة يرى البعض أن مستقبل علاقات البلدين يلفّه الغموض بسبب الإرث السياسي والتاريخي الثقيل لاسيما في ملفي الذاكرة الهجرة.
الدول المغاربية وبشكل خاص بلادنا تتابع عن كثب مجريات الانتخابات التشريعية الفرنسية بحكم العلاقات التاريخية التي تربطها بفرنسا ووجود جالية كبيرة في هذا البلد.
وحاول كثيرون قراءة واستشراف تحديات الانتخابات التشريعية في فرنسا ومستقبل العلاقات مع باريس وسط مخاوف من تداعيات إمكانية وصول التجمع الوطني اليميني المتطرف إلى السلطة على الجالية الجزائرية التي يقدر عددها بنحو خمسة مليون شخص ربما يشعرون بالتوجّس بخصوص المستقبل ناهيك عن التأثير المرتقب على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الجزائر وفرنسا فيما يتساءل البعض عن دور الجالية الجزائرية الكبيرة في الانتخابات الفرنسية وهو دور يمكن أن يكون كبيرا يوم الأحد بالنظر إلى أن عددا غير قليل من هؤلاء الجزائريين يحملون الجنسية الفرنسية أيضا ويحق لهم التصويت.
ويترقب كثير من الجزائريين باهتمام نتائج الجولة الثانية لمعرفة ما إذا كان سيحصل اليمين المتطرف على الأغلبية الساحقة أم سيكتفي بحكومة ائتلاف تكون للرئيس ماكرون كلمة يقولها فيها.
وفي ظل هذه المتغيرات في السياسة الداخلية الفرنسية تظهر العلاقة بين باريس والجزائر على أنها أكثر حساسية لأسباب تاريخية واجتماعية كون الجالية الجزائرية التي تعيش في فرنسا تعد من بين أكبر الجاليات عددا إضافة إلى مشكلة الذاكرة التي لطالما عقدت العلاقة بين البلدين منذ استقلال الجزائر في 1962 مثلما ذكّر به تقرير نشره موقع قناة فرانس 24 .


قلق؟
ذكر الباحث إبراهيم أومنصور مدير المرصد المغاربي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس أن الوصول المحتمل لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الأسبوع القادم يقلق الدول المغاربية بسبب الرسائل التي بدأ هذا الحزب يطلقها بخصوص مسألة الهجرة .
وقال أومنصور في حوار مع قناة فرانس24: أمامنا سيناريوهان. إما أن يطبق التجمع الوطني برنامجه في مجال الهجرة ويقوم بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بكثافة لإرضاء ناخبيه ويفكك الاتفاقيات التي تربط الجزائر بفرنسا. وإما أن يختار عدم حلحلة هذا الملف باسم الواقعية السياسية ومبدأ الحفاظ على المصالح المشتركة .
ويضيف أومنصور: في حال اختار التجمع الوطني تطبيق السيناريو الأول فالجزائر سترد عبر اتخاذ إجراءات ضد فرنسا .
وواصل: إذا اختار التجمع الوطني السيناريو الثاني أي عدم حلحلة ملف الهجرة فستحاول الحكومة الجزائرية الحفاظ على العلاقة مع فرنسا لكنها ستراقب عن قرب تطور خطابات وسياسات اليمين المتطرف في نفس الوقت .
وأشار نفس الباحث إلى أن الحكومة الجزائرية لم تدلِ بأي بيان رسمي بخصوص نتائج الجولة الأولى لكنها تراقب تطور المشهد السياسي في فرنسا وكيف سينعكس على الجالية الجزائرية .
وجدير بالذكر أن البلدين يتشاركان كثيرا من الملفات باعتبار أن فرنسا كانت تحتل الجزائر. وفي مقدمتها الملفات الاقتصادية والاستثمارية وملفي الذاكرة وتعامل الدولة الفرنسية مع أفراد الجالية الجزائرية التي يصل عددها إلى حوالي 5 ملايين شخص.


النموذج الإيطالي
قارن إبراهيم أومنصور العلاقة التي نسجتها إيطاليا بزعامة رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني التي تترأس حزب إخوة إيطاليا اليميني المتطرف مع تلك التي يمكن أن يبنيها التجمع الوطني مع الدول المغاربية.
وخلص إلى أن روما لديها علاقة جيدة مع هذه الدول كونها لا تتدخل في شؤونها الداخلية ولا تنتقد وضع حقوق الإنسان فيها. وأن كل ما يهمها هي المصالح الاقتصادية مشيرا إلى أن التجمع الوطني يمكن أن يحذو حذو سياسة جورجيا ميلوني في تعامله مع دول شمال إفريقيا .
إلى ذلك أكد الأكاديمي الجزائري والمتخصص في علم الاجتماع ناصر جابي أن الصعود المتوقع لأقصى اليمين سيكون أول تجربة في تاريخ العلاقات بين فرنسا والجزائر مما يهدد مستقبلها متوقعا بأن تمر بـ فترة مضطربة .
كما أوضح في حديثه مع موقع أصوات مغاربية أن اليمين المتطرف الفرنسي لديه ملفات قديمة تتعلق بحرب التحرير طوّرها من خلال صراعه التاريخي مع الجزائر وترجمتها مواقف الأب الروحي لليمين المتطرف جان ماري لوبان الذي كان ضابطا في الجيش الفرنسي بالجزائر خلال فترة الاستعمار.
ونظرا لذلك يؤكد جابي أن العلاقات بين البلدين بوجود أقصى اليمين ستمر بفترة صعبة مشيرا إلى أن التطور الإيجابي المتوقع لمواقف اليمين المتطرف قد يكون سلسا مع إفريقيا والمغرب وتونس بينما سيكون صعبا مع الجزائر .
وفي فرنسا لم يصدر بعد أي تعليق من قبل مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني بخصوص العلاقات المستقبلية مع الدول المغاربية في حال وصل حزبها إلى الحكم. فهل ستسلك طريق الحوار والمصالحة للحفاظ على المصالح المشتركة أم ستتبع سياسة تؤجج المواقف والخلافات؟.. 
ننتظر لنرى..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)