الجزائر

أي تخندق إلكتروني ضد سلاح العصر؟



لا يختلف اثنان في أنّ رؤساء الأحزاب الذين هم في الغالب مرشحون للانتخابات يجدون صعوبة في التواصل مع القواعد الشعبية و إطلاق جولات الحوار.و شهدت مختلف المواعيد الانتخابية في الجزائر تكثيف المرشحين للخرجات السياسية من خلال الإعلام التقليدي لاسيما البصري ، فتجدهم يشنون حملاتهم على التلفزيونات و المحطات الفضائية و يكثفون ظهورهم لما للإعلام الثقيل من دور فعّال في توجيه الخطاب الانتخابي و رفع أو إنزال من يشاء من المرشحين.
و رغم أنّ كثيرا من رجال السياسة و ليس المرشحين للانتخابات فحسب لا يجيدون التعامل مع المنصات الالكترونية للإعلام ، فإنّ الاستشارات الإعلامية التي يتمّ كراؤها و التي ترافق مسار حملاتهم الانتخابية و التي عادة ما يقودها مختصون في الإعلام الإلكتروني من مهندسين و تقنيين تقترح عليهم التوجه صوب هذا الشكل من الإعلام من أجل ضمان تواصل نوعي و تمرير الخطاب الدعائي ، و هو ما يتم فعلا فتجد مراكز الحملات و المداومات الانتخابية لأيّ مرشح تضجّ بالمتخصصين في هذا الشأن ، رغم أنّ أغلب المرشحين خاصة الذين تجاوز عمرهم الخمسين أمّيون في هذا المجال و حتّى عندما تسأل أحدهم عن هذا العالم الإلكتروني يجيبك بصراحة أنّه لا يفقه فيه شيئا ، في حين أنّ اللغات و تطويع التكنولوجيا الرقمية صارا سلاح العصر و من أهم الأسلحة التي تحقق النتائج المحمودة للمرشحين لأيّ استحقاق ، فتجدها تروّج لهذا الذي عرف كيف يستغلها و تقضي على الآخر الذي عرف خصمه كيف ينافسه بل يحاربه و يشنّ حملة مضادة .
و أظهرت النتائج الانتخابية أنّ الفئة التي تفوز هي تلك التي كانت متقدمة في استخدامها لتكنولوجيا الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعية، و الجميع يستشهد لذلك باستخدام المرشحين لتوتير وفا يسبوك وبعمليات القرصنة والاختراقات كما هو الحال في استحقاقات كبريات الدول و الأنظمة الديمقراطية لدرجة أنّ كل العملية الانتخابية منذ الإعلان عنها إلى فرز أوراقها و إظهار نتائجها تتحكّم فيها و تسيّرها منصات التواصل الاجتماعي .
و في المداومات التي تجيد التحكم في المنصات الإلكترونية يبقى المرشح بمثابة دمية لأنّ عليه فقط الاستماع لما يملى عليه من المتخصصين في المجال و التطبيق الفعلي للأوامر لأنّ الكلام و الحركة و التفاعل الفوري و رد الفعل الآني كلّها مدروسة و متحكم فيها من قبل المتخصصين الذين يوجهون المرشح و يتابعون حتّى تحركاته في حالة التواصل المباشر مع الصحافة أو الجمهور أو القواعد الشعبية التي تنتمي إلى تشكيلته السياسية ، و هذا المجال باستطاعته تحقيق النتائج الإيجابية أو القضاء على المرشح ، كلّ ذلك بحسب طريقة الاستغلال .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)