حذر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، أمس، من قسنطينة، من عودة الجزائر إلى بحر الدم في حالة الامتناع عن التصويت في الانتخابات المقبلة، مذكرا بأن فوز الفيس كان سببه الامتناع عن التصويت.
وجه الأمين العام للأرندي، خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة الندوة الوطنية الثالثة حول المرأة، تحت شعار المرأة والإصلاحات السياسية في الجزائر ، بقصر الثقافة مالك حداد ، رسالة شديدة اللهجة لدعاة مقاطعة الانتخابات، قائلا: إن ما وقع في 26 ديسمبر 1991، كان فيه الامتناع الفائز الأكبر، ما سمح لآخرين، في إشارة للجبهة الإسلامية للإنقاذ، بالاعتقاد بأنهم فازوا، بل أن عزوف الشعب هو الذي صور لهم فوزهم، وأدخل البلاد في الدم . وعليه، قال أويحيى: إذا رغبنا في عدم رؤية بعضنا مذبوحين، وعدم رؤية مظاهر التسلح بالكلاشنيكوف، وإذا أرادت المرأة أن تبقى مسلمة كما جاء في الإسلام وليس إسلام الدراويش الذي يقترحونه، والحفاظ على استقلال الجزائر من أي هيمنة خارجية، تحت غطاء الديمقراطية، على الجزائريين الذهاب للتصويت بقوة، وقطع الطريق عمن يتربصون بالبلاد، والتأكيد على عدم العودة للبكاء . إلا أنه أضاف: هذا لا يعني أننا في التجمع ضد الإسلاميين، بل عدونا هو عدو الجزائر .
من جهة أخرى، وجه أحمد أويحيى انتقادا لرئيس الحكومة الأسبق، سيد أحمد غزالي، حين قال: ليس لنا حرج في وجود معارضة، وأن يقول حزب معارض إن من في الحكم فاشلون، أمر مفهوم ومقبول ويدخل في إطار العمل السياسي . لكن مثلما ذكر أويحيى، أن يخرج رئيس حكومة سابق، وكنت أقدره بصفتي عملت تحت إمرته كوزير، على أنه معارض ويدعو لمقاطعة الانتخابات، ويقول عن وقف المسار الانتخابي إنه خطأ، بينما كانت له الشجاعة في ذلك الوقت للمشاركة في ذلك، فهذا تلاعب بالتعددية، وتلاعب بالجزائر والجزائريين، وتلاعب في رزقهم ومنازلهم .
وذكر أويحيى بشأن ما يحدث في الساحة الدولية أن الصورة لم تتوضح بعد، ولا أحد يعلم إن كان مشروع إرحل أو الثورة هل هو ضد الإسلام، ضد العرب، ضد العلم، ضد المبادئ أم أنه يستهدف الثـروات ، مشيرا إلى أنه في الجزائر، فالمراهنة على نتائج مماثلة غير ممكن، فالجراح لا تزال مفتوحة والشعب لا يرغب في العودة إلى الوراء . ليعرج أويحيى على المد الشيعي، حين حذر من وصوله إلى بلاد السنّة، حيث قال: أين هي الملاية القسنطينية، الحايك، أصبحنا لا نرى سوى الحجاب والخمار، فنحن ندافع عن الحفاظ على المقومات الجزائرية التي بدأت تندثر، في الوقت الذي بدأ المد الشيعي في التغلغل .
وشدد أويحيى على الدور الهام الذي تلعبه المرأة في حياة المجتمع، داعيا بعض ممن ينتمون إليه لأن يغيروا ذهنياتهم، خاصة أن العنصر النسوي يشكل 50 في المائة من تعداد الجزائريين، وعلى المرأة أن تحصل على مكانتها التي أقرتها الجمهورية لها ، إلا أنه دعاها للتجند لإنجاح الانتخابات المقبلة.
وفي سياق متصل، اجتمع الأمين العام للأرندي بأمناء المكاتب الولائية لولايات الشرق، بالمكتب الولائي لقسنطينة، حيث قالت مصادر مطلعة إن أويحيى استقبلهم على انفراد، وعرض كل مسؤول حزبي قائمة ولايته وتمت مناقشتها وتحديد الأهداف، وتوقعات المقاعد التي يمكن للحزب الحصول عليها خلال التشريعيات في كل ولاية، والتي تعتبر التزاما من الأمناء الولائيين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : قسنطينة: ف. زكرياء
المصدر : www.elkhabar.com