الجزائر

أولياء يجبرون أبناءهم على دراسة تخصصات جامعية لا يرغبونها



أولياء يجبرون أبناءهم على دراسة تخصصات جامعية لا يرغبونها
لم تدم فرحة بعض التلاميذ بالنجاح في شهادة البكالوريا طويلا، فقد تحوّلت السعادة الكبيرة والزغاريد والاحتفالات إلى امتناع تناول الأكل أو مغادرة المنزل العائلي، بعد أن حاول أولياؤهم إرغامهم على عدم دراسة تخصصات لطالما حلموا بها ورغبوا فيها... لتتحول بذلك الفرحة العارمة لدموع غير منتهية ومحاولات لإيجاد وسيط قادر على إقناع أحد الطرفين.وجد عديد من التلاميذ الحائزين على شهادة البكالوريا أنفسهم في مواقف لا يحسدون عليها بعد أن قرر أولياؤهم من باب الحرص على مصلحتهم وضمان مستقبلهم، التدخل وإقناعهم بدراسة أحد التخصصات الجامعية التي يرون أن العمل فيها مضمون وهي الأفضل، ضاربين بذلك رغبة أبنائهم وأحلامهم عرض الحائط ليكتشف الناجحون أن التسجيلات هي فترة أصعب بكثير من الامتحان.يحكي لنا أحد الحاصلين على شهادة البكالوريا من حي باش جراح، بعد إعلان النتائج خرجت لأحتفل رفقة أصدقائي واتفقنا على دراسة الحقوق، بالرغم من أنني متحصل على البكالوريا تخصص علمي، لكن رغبتي في أن أكون رجل قانون أردت تحقيقها على أرض الواقع، ولأن الفرحة لم تدم طويلا بعد أن كانت والدته بالمرصاد فلم تتقبل أن يدرس ابنها الحاصل على البكالوريا بمعدل 13 .48 تخصصا أدبيا، وهددته بأنها ستغضب عليه طوال حياته إن لم يدرس بيولوجيا وبالفعل قد امتنعت عن تحضير وجبة الإفطار حتى يملأ ابنها بطاقة الرغبات وفقا لرغبتها.وليس محدثنا السابق هو الوحيد، فإحدى التلميذات بثانوية روشاي بوعلام ببلكور، التقيناها تعض أصابعها ندما على نجاحها في البكالوريا بعد أن قرر والدها إجبارها على أن تصبح أستاذة في المستقبل مع أنها كانت تحلم دوما بدراسة علم النفس، وبذلت مجهودات كبيرة لتحقيقه غير أن والدها هددها أنها لن تغادر البيت إلا لتصبح أستاذة. والغريب أن بعض الأولياء يجبرون أبناءهم على دراسة تخصصات حتى وإن لم يكن لديهم المعدلات التي تسمح لهم بدراستها مثل الطب والهندسة ويمارسون عليهم ضغوطات كبيرة. من جهته، اعترف رئيس منظمة أولياء التلاميذ بن زينة علي، بوجود هذه المشكلة فعليا بعد ظهور النتائج حيث يعمل الأولياء على اختيار تخصصات لأبنائهم وإلزامهم على دراستها، وهو حال تلميذة من تيبازة اتصلت به قبل أيام طلب منها والدها أن تدخل المدرسة العليا للأساتذة غير أن رغبتها تتجه نحو دراسة الإعلام، وقد كانت التلميذة تبكي لذا طلب منها رقم والدها حتى يتحدث معه ويقنعه. وخاطب المتحدث الأولياء بضرورة ترك حرية الاختيار لأبنائهم لدراسة التخصص الذي يرغبون فيه مستقبلا، مواصلا أن إجبارهم على ما لا يريدونه يزيد من احتمالات رسوبهم في الدراسة الجامعية وعلى الأولياء مشاركتهم وليس إرغامهم، كما دعا المتحدث وزارة التعليم العالي لجعل قائمة الاختيار تشمل 15 رغبة حتى يتمكن الطالب من وضع عديد الرغبات.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)