أولاد سيد الحاج : العلامة أحمد إبن الحاج اليبدري

يعتبر إبن الحاج اليبدري من أشهر علماء الجزائر في العصر الزياني ، أعلمهم في زمانه إن لم نقل في سائر المغرب الكبير و الأندلس و هو من العلماء المؤلفين و المستفتين . هو أحمد بن محمد ( سيدي الحاج ) بن محمد بن عثمان بن يعقوب بن سعيد بن عبد الله المناوفي أصلا ، يقال أنه من نسل الأدارسة العلويين ملوك فاس و ذرية سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه . الورنيدي مولدا حوالي النصف الأول من القرن 9 هجري ( 15 ميلادي - أي منذ حوالي 6 قرون خلت ) ، عرف بالجبلي نسبة لجبل ورنيد و بابن الحاج نسبة لأبيه ، كان في إبتداء أمره ساكنا في موضع يقال له "إيثلاثن أوليلي" ( بني عاد حاليا ) ، ثم إرتحل إلى منطقة "وادي يبدر" ( الوادي الأخضر أي أهل الواد حاليا ) ربما بعد وفاة والده سيدي الحاج دفين منطقة بني عاد ، و تأهل - أي درس أو قام بالتدريس فيها - بموضع يقال له "بنو إسماعيل" و "بنو سميل" التي تجاور الوادي الأخضر شرقا و أولاد ميمون جنوبا .
* تتلمذ على يد والده و العلامة سيدي أحمد بن محمد بن زكري التلمساني : أخذ منه الأصول و المنطق و المعاني و البيان و العربية و أجازه ، و كان ماهرا في علم الحساب ( الرياضيات ) و هو علاوة على ذلك أديب لغوي بياني منطقي ناظم للشعر و شاعر مجيد من طبقة الإمام الشاعر العلامة محمد بن غازي . و من شعره في الزهد :
قطعت زماني في المعاصي مجاهرا ****** فجنتك أبغي العفو إن كنت قادرا
و علمك ما يخفى كعلمك ظاهرا ************* علوت على السبع السماوات قاهرا
* قال عنه التنبكتي : " علامة تلمسان بلا مدافع ، إماما فاضلا علامة متفننا ، له تآليف و مسائل و تعاليق في فنون و كلام محقق على الرسالة " . أسس العلامة إبن الحاج مدرسة في جبل يبدر ( أولاد سيدي الحاج ) عدت من أرقى مدارس الدولة الزيانية ، و كان يفد عليه طلبة العلم من كل صوب و حدب ، و تخرج عليه علماء أجلاء من شتى أصقاع المغرب و المشرق ، و كان يستفتيه علماء بلاد المغرب قاطبة في المسائل التي تستعصي عليهم .
* من أشهر آثاره :
- كتاب "أنيس الجليس في جلو الحناديس عن سينية ابن باديس"
- كتاب "شرح البردة البوصيري" لم يكمله .
- كتاب "نظم عقيدة السنوسي الصغرى"
* توفي العلامة أحمد ابن الحاج اليبدري بقرية "أولاد سيدي الحاج" بالوادي الأخضر عام 930 هجري الموافق لسنة 1524 ميلادي ، و لا يزال ضريحه هناك معروفا . رحم الله العلامة أحمد إبن الحاج اليبدري و نفعنا من علمه .