الدار الموريتانية الوحيدة التي شاركت في معرض الكتاب بالعاصمة الجزائرية سبتمبر 2012 هي «دار الرضوان»، إلى جانب عشرات الدور من أكثر من 52 دولة، واختير لإقامة المعرض، قصر المعارض الدولي المطل على البحر الأبيض المتوسط في الجزائر العاصمة، وهو مكان جميل، مميز ومعلم من معالم العاصمة الجزائر.
واختيرت «دار الرضوان» لتكون في القاعة المركزية، وهي أكبر القاعات المهيأة للعرض وأجملها، كان الزوار يتوافدون على هذا المعرض الكتابي اليومي بعشرات الآلاف، وعند مجيئي إلى القاعة المركزية، ذهبت إلى المكان المخصص ل«دار الرضوان»، فوجدته مزدحما بأئمة وشيوخ زوايا وطلاب معاهد شرعية، وجلهم أراد من مجيئه إلى الدار اقتناء الكتب الفقهية في المذهب المالكي من إصدارات الدار، كانت الطبعة الفريدة والمميزة التي قامت بها «دار الرضوان» لكتاب «الحطاب» أكبر عامل جذب لهؤلاء الأئمة والشيوخ.
وعند إمعاني في إصدارات «دار الرضوان»، وجدتها قد تميزت فعلا عن مختلف دور النشر التي عرضت الكتب الفقهية في المذهب المالكي، وكذا الكتب الأدبية، فكانت بالفعل واحدة من كبريات الدور التي ازدانت بها قاعات المحفل الدولي الثقافي الكبير، باتفاق الزائرين.
ذلك أن «دار الرضوان» لصاحبها أحمد سالك ولد محمد الأمين ولد أبّوه، قامت بعرض كتاب مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل للعلامة الإمام الحطاب.
وهو من أشهر موسوعات الفقه المالكي وأشملها وأدقها، وقد نشرته «دار الرضوان» بطبعة فاخرة حملت من التصحيحات والفهارس ما لم تحمله أي طبعة أخرى.
فاللجنة العلمية التي قامت بتصحيح الحطاب كانت من كبار علماء الشناقطة الذين لهم دراية علمية في الفقه المالكي وفي علوم اللغة العربية، واستعانت بنسخ الطبعات القديمة وبمخطوطات قيمة وجدتها، وكان عملها في حقيقة الأمر بعث كتاب الحطاب من جديد، خال من التحريف المعيب الذي كان يلازم كل الطبعات السابقة، إذ وجدت اللجنة أكثر من 11846 غلطا، وأكثرها أغلاط مخلة بالمعنى، وبعد ذلك، تم عرض عملها على المرحوم العلامة الجليل ومجتهد عصره موسوعة شنقيط المرابط الجليل محمد سالم عبد الودود.
فأجاز من عمل اللجنة ما أجاز وأضاف 682 خطأ زيادة على ما أثبتته اللجنة المحققة من «دار الرضوان»، وكانت مضامين تحقيقاته تتعلق بأقوال العلماء.
لقد أرادت «دار الرضوان» أن تكون إصداراتها في العلوم الشرعية واللغوية والأدبية خالية من التحريف وروعة في الطباعة، وهي بهذا، وبفضل من الله تعالى، تحقق ما كان الجميع يتوق إليه.
ومن بين ما عرض من نفائس كتب هذه الدار في معرض الكتاب الجزائر الدولي، موسوعة محمد مولود ولد أحمد فال اليعقوبي في الفقه المالكي (كفاف المبتدئ ورحمة ربي)، وهي من أكثر الموسوعات الفقهية المالكية التزاما بأقوال الترجيح، قامت الدار بنشرها، ضبطها وإخراجها في أبهى حلة.
وامتاز كتاب ميسر الجليل للعلامة محنض باب ولد اعبيد الديماني الذي لاقى إقبالا كبيرا من رواد الدار.
أما مطبوعات الرسائل القصيرة في الفقه المالكي، فهناك مجموعات منها؛ «محارم اللسان» للعلامة محمد مولود، «رسالة اللفعة» لفقيه شنقيط محمد اليدالي وحياة العالم الجليل النابغة الغلاوي، وهذه الرسائل في مجملها من كنوز الفقه المالكي لأعلام الشنقيط المتميزين في العالم الإسلامي والعربي، وكانت بحاجة لمن يعتني بها ويخرجها للناس، فاهتمت الدار بالأمر واعدته بالاستعانة بمحققين أكفاء حرصت الدار على استقطابهم.
أما إصدارات «دار رضوان» في الآداب فقدمت ديوان محمد بن الطلبة اليعقوبي الذي يعتبر بحق كنز من روائع الأدب العربي الأصيل، وبهذا العمل الجليل، فإن الأدباء العرب في كل أنحاء الوطن العربي المهتمين بالشعر العربي القح يسرهم ما قامت به الدار لإصدار هذا الديوان، خصوصا وأن من أشرف على تحقيق وجمع الديوان وشرح مفردات لغته القاموسية الأصيلة هو العلامة المرحوم اللغوي الشاعر الفاضل محمد عبد الله ولد اشبيه، وخلال وجودي في مكان عرض «دار رضوان» في الجناح المركزي من معرض الكتاب الدولي في الجزائر، تجاذبت أطراف الحديث مع بعض الرواد الأفاضل من أئمة وشيوخ الزوايا وطلاب العلوم الشرعية في جمهورية الجزائر الشقيقة، فكان جل حديثهم في الاستفسار عن المحاظر، وهل ما زالت تتمتع بالكفاءات العلمية المميزة ... فهم مجلون ومقدرون للعالم الشنقيطي بصفة عامة، وأوردوا في حديثهم أن إخراج «دار الرضوان» لهذه الإصدارات القيمة جعلتهم يثقون بأن موريتانيا ما زالت لها مصداقية شنقيط، لاهتمامها الفريد بعلوم الفقه واللغة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ق
المصدر : www.el-massa.com