التحقيق مع وكالة سياحية تحايلت على القانون ونقلت 44 حاجا أنهى الحجاج الجزائريون، أمس، مناسك الحج، حيث يستعد أول فوج منهم للعودة إلى أرض الوطن غدا، انطلاقا من مطار جدة، بينما يغادر آخرون اليوم مكة في اتجاه المدينة المنورة، موازاة مع ذلك أكدت البعثة الجزائرية أن حصيلة الوفيات استقرت عند الرقم 11، ويخضع 32 حاجا للعلاج المكثف في المستشفيات السعودية والعيادة المركزية بالفرع الطبي للبعثة الجزائرية.
فسيعود غدا الجمعة أول فوج من الحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن انطلاقا من مطار جدة، بعد أن أنهوا مناسك الحج في ظروف طبعتها بعض النقائص من حيث التنظيم والنظافة، حيث تعايش الحجاج طوال أيام إقامتهم بالمشاعر مع القمامة التي غزت شوارع منى وعرفة وعجز السلطات السعودية عن مواجهة السيول البشرية التي اجتاحت المشاعر، كما وجدت صعوبات في التنظيم في عملية رمي الجمرات وخاصة في اليوم الثاني من أيام التشريق، ولحسن الحظ لم يسجل هناك تدافع بين الحجاج وإلا حدث ما لا تحمد عقباه. ويبدو أن السيول البشرية التي تدفقت على المشاعر وقدرتها السلطات السعودية بأكثر من 4 ملايين حاج دفعت بأمير منطقة مكة إلى التصريح بضرورة إعادة النظر في عدد الحجاج الذين ينبغي أن يدخلوا منطقة المشاعر، والتي لم تعد بإمكانياتها الحالية استيعاب الكم الهائل من الحجيج، وينعكس ذلك سلبا على خدمتهم لعدم التحكم في عملية التنظيم ورفع القمامة وتوفير شروط النظافة في المخيمات، وهي مظاهر تتكرر مع كل موسم حج وكانت محل مراسلات بين مسؤولي بعض البعثات ومنها الجزائرية والسلطات السعودية. ورغم هذه الصعوبات التي واجهت الحجيج في المشاعر إلا أن البعثة الجزائرية وصفت ظروف تأدية المناسك هذا العام بـ العادية ، وربما أفضل من الموسم الماضي، واستدلت على ذلك بتراجع عدد الوفيات الذي استقر إلى غاية أول أمس عند الرقم 11، بينما سجلت في السنة الماضية وفي نفس الفترة 20 حالة وفاة، ونفت في نفس الوقت ما تداولته بعض وسائل الإعلام الجزائرية من أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يكون قد تعرض لمضايقات من قبل بعض الحجاج في مخيمات منى وتدخلت الشرطة السعودية لنجدته. وأكدت في هذا السياق أن كل ما في الأمر أن مجموعة من الحجاج الأحرار اعترضت طريق الوزير وطلبت منه توفير أماكن الإقامة، وأخرى رمت بأفرشتها للشارع بمبرر ضيق المخيم، وتدخل الوزير ومنح الأفرشة للغاضبين الذين اعتذروا لمسؤولي البعثة في عين المكان، ولم يكن وفد البعثة محل تدخل الشرطة السعودية لحمايته من الحجاج المحتجين أو أن يكون أي شيء حدث من هذا القبيل. ومقابل ذلك اعتبرت البعثة الجزائرية أن الحجاج من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة يشكلون نقطة سوداء مع كل موسم ويمثلون عقبة تعرقل كثيرا عمل البعثة، حيث سجلت في هذا السياق تيه 73 حاجا في عرفة ومزدلفة. كما تمكن المرشدون لغاية الآن من إيصال 69 منهم إلى مقرات إقامتهم وما يزال لحد كتابة هذه الأسطر 4 منهم في مركز التائهين لعدم قدرتهم على الحديث أو معرفة إقامتهم لأنهم لا يحوزون على شارة الهوية (بادج) التي تكون قد ضاعت منهم أو تركوها في غرفهم.
وقد أوضح مدير ديوان الحج والعمرة الشيخ بربارة في اتصال مع الخبر أن الحج ليس أمرا سهلا لأنه يكمن في الاستطاعة، والآية الكريمة صريحة وواضحة وخاصة من الجانب الصحي وتحمل المشاق لكل ما يتعرض له الحاج في طريقه أو في إقامته أو في المشاعر .
وكشف بربارة أن هناك وكالة سياحية جزائرية غير معتمدة تحمل اسم نوبة تحايلت على القانون وقامت بنقل 44 حاجا إلى البقاع المقدسة، تخضع الآن للتحقيق على مستوى لجنة المتابعة المكلفة بمراقبة الوكالات السياحية لمعرفة الكيفية التي قامت بها هذه الوكالة في التكفل بهؤلاء الحجاج رغم أنها غير معتمدة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : البقاع المقدسة :مبعوث ''الخبر'' كمال بوطارن
المصدر : www.elkhabar.com