دشن مساء الثلاثاء وزير التضامن الوطني والأسرة ثلاثة مشاريع جوارية ببلدية باب الوادي من بين الأربعة التي تضمها البلدية ضمن برنامج «ترفيه ومواطنة» الذي تشرف عليه الوزارة، في إطار مفهوم «التنمية التضامنية» الذي أطلقته بداية السنة الجارية.
وشدد الدكتور سعيد بركات وهو يزور مواقع هذه المشاريع بكل من ساحة تريولي وساحة الألفية وشاطئ الكيتاني،على أهمية الحفاظ على هذه المنشآت، مصرا على القول بأن الأخيرة «ملك لمواطني البلدية وليس للدولة» مضيفا أنه من الضروري الخروج من مفهوم «ملك البايلك» الذي أدى إلى تدهور الكثير من الإنجازات الرياضية والترفيهية في أحيائنا.
وفي تصريحات صحافية نفى أن يكون تدشين هذه المنشات الجديدة في إطار الإحتفالات بخمسينية الإستقلال بإعتبار أن «الجزائر لم تنتظر خمسين سنة لتنجز مثل هذه الهياكل». وأكد أن المشاريع التي تمت بعد مشاورات مع أهل الحي والجمعيات الناشطة به، ومن خلالها يتم السعي إلى تنشيط هذه الأحياء» يكفينا أحياء تسكن فيها الحركة مع غروب الشمس، نريد أن يلتقي أهل الحي من كل الفئات مع بعضهم البعض ليتسامروا أو ليلعبوا الدومينو،أو ليمارسوا الرياضات التي يحبونها...لقد مررنا بمرحلة صعبة لم يكن فيها ممكنا أن يخرج الناس من بيتوهم في ساعات المساء، واليوم الأمور تغيرت ونريد أن تشع هذه الأحياء بالحياة».
لكنه بالمناسبة أطلق نداء لسكان الأحياء المعنية بالمشاريع، داعيا إياهم إلى المحافظة عليها والإعتناء بها ليستنفعوا بها،لاسيما وأن مهمة تسييرها أوكلت لجمعيات من هذه الأحياء.كما دعا الأحياء الأخرى إلى التعبير عن إحتياجاتها واعداً بمساعدتها ودعمها لإنجاز مثل هذه المشاريع الجوارية،لاسيما وأن مهمة إنجازها توكل إلى مقاولات من ذات البلدية.
وتعد الهياكل التي أنجزت بباب الوادي بمثابة «عملية نموذجية» لتجسيد مفهوم التنمية التضامنية الذي تبنته وزارة التضامن الوطني والأسرة. ومن خلاله تحاول أن ترسخ هذا المفهوم المطبق في العديد من البلدان والذي سمح بإنشاء 100 مليون منصب عمل في العالم.لذا بادرت في جانفي الفارط بتنظيم ملتقى حوله بحضور باحثين وخبراء لتحديد خطوط التماس بين التنمية التضامنية والأشكال الأخرى للتنمية، والمشاريع التي سيقوم بها كل قطاع، حتى يتم التضامن بشكل أفقي ويشمل قطاعات عدة.
وأهم ما يركز عليه هذا المفهوم هو إشراك المواطن في إتخاذ القرارات حول الأولويات التي تخص المشاريع المحلية التي تقام على مستوى قريته أو حيه أو منطقته، وتكون مساهمة المواطن مختلفة الأشكال، بالمال أو بالخبرة أو بالجهد العضلي، والأهم هو تجسيد مبدأ ‘'التسيير الديمقراطي'' لشؤون المنطقة، فليس الإدارة هي التي تقرر وحدها، كما يسمح بمراعاة خصوصية كل منطقة.
وفي السياق كشف الوزير أن مثل هذه المشاريع ستعمم على مستوى كل التراب الوطني بمعدل أربعة لكل ولاية في مرحلة أولى بمبلغ إجمالي يقدر ب804 مليون دج ل192 مشروع ،متمنيا أن تتلقى الوزارة طلبات تعبر عن إحتياجات كل منطقة،لتعمل على تحقيقها بالتعاون مع رؤساء البلديات والجمعيات المحلية ولجان الأحياء.
وبالنسبة للعملية الأولى بباب الوادي،فإنها تضم أربعة مشاريع،ثلاثة منها إستكملت - وهي التي زارها الوزير - وواحد على مستوى شارع رشيد كواش مازال قيد الإنجاز.وهي عبارة عن ملاعب جوارية متعددة الرياضات وملاعب للكرة الحديدية ومساحات للترفيه، بلغت تكلفتها الإجمالية 52 مليون دج.وتكلف جمعيات محلية، مثل جمعية «الأمل» للمعاقين حركيا وجمعيات رياضية بتسيير هذه المنشآت حسب مايسمح به القانون.
ولضمان ذلك تم تجنيد 35 عون أمن يعملون على مدار الساعة بالتناوب، وتم توظيفهم في إطار الإدماج المهني للشباب ضمن نشاطات الإدماج الإجتماعي لمديرية النشاط الإجتماعي والتضامن لولاية الجزائر المشرفة على المشروع رفقة وكالة التنمية الإجتماعية. وخصصت لهؤلاء ميزانية تقدر ب200 ألف دج شهريا، ويكلفون بحراسة المواقع وصيانتها تحت رقابة الجمعيات في إطار عقد شراكة مع وزارة التضامن الوطني والأسرة.
وعن كيفية إختيار الأحياء المعنية بهذه المشاريع، فإن إستراتيجية الوزارة تقوم على تحديد جملة من المقاييس أهمها: إعطاء الأولوية للبلديات الحضرية وشبه الحضرية ذات الكثافة العالية للسكان،التحكم في برنامج التنفيذ،الإستعمال الأمثل لقدرات الإنجاز، مع التشديد على إنجاز مرافق ذات نوعية توضع تحت تصرف السكان وتستجيب لتطلعاتهم في فترة قصيرة، إذ تنجز في آجال قصيرة،وهو ماحدث مع مرافق باب الوادي التي أنجزت في مدة ثلاثة أشهر.
أما الأهداف الكبرى للبرنامج فهي: تحسين إطار الحياة للساكنة ورفاهيتها، ترقية فضاءات اللقاء بين المواطنين وإيجاد أجواء حميمية والتبادل بين الأجيال،الوقاية من كل أشكال الإنحراف الإجتماعي ومكافحتها،حماية الشباب من الآفات الإجتماعية الناجمة عن الفراغ، حث المواطنين على روح المبادرة،تقوية وتعزيز التلاحم الإجتماعي.
وقد عبر بعض ممثلي المجتمع المدني بباب الوادي عن إبتهاجهم لإنجاز هذه المشاريع، رغم التأخر المسجل في هذا المجال،واعتبروها مكسبا من شانه أن يساهم في إمتصاص فئة من الشباب وبالتالي حمايتهم من الأخطار.وإعتبر بعض العارفين بالحي ومشاكله أن مثل هذه المنشات لو تمت المحافظة عليها سيكون لها اثر إيجابي على أهله،لأنها ستعمل على تخفيف الضغط الذي يعانيه الشباب ودفعهم إلى الإنضمام إلى نواد وفرق رياضية،بدل حالة الفراغ التي تخلق مشاكل وصراعات تفاقمت في السنوات الأخيرة.
تاريخ الإضافة : 05/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان ح
المصدر : www.el-massa.com