أول صيام ...آية بن قدور صامت 25 يوما.. وحظيت الدمية بدمية

لم يتجاوز عمرها 7 سنوات عندما قررت الطفلة الهادئة آية بن قدور صوم أيام شهر رمضان السنة الماضية، ليظل أول يوم صيام راسخا في ذهنها، تتذكره كلما قلبت صفحات ذاكرتها. فرغم تزامن الشهر الكريم وموجة الحر، غير أنها أبت إلا أن تقاسم الكبار عزوفهم عن الأكل والشرب طيلة اليوم. تقول آية: ''رغم إحساسي بالعطش، إلا أنني غالبت نفسي، وعزمت على إكمال يومي. ففي ذلك اليوم الذي غير الكثير من الأشياء بداخلي، استيقظت على الساعة العاشرة والنصف صباحا، توضأت وصليت، ثم قصدت صديقاتي فلعبنا خارجا، إلى أن حان وقت صلاة الظهر، فعدت للبيت، صليت وجلست قبالة التلفزيون بعد أن انتقيت قناة للرسوم المتحركة''. ولأن النوم لا يعرف طريقه إلى آية، ما كان عليها إلا أن ولجت مملكة أمها لمساعدتها في إعداد السلطة والبوراك باللحم المفروم. تقول والدتها: ''عند الساعة الرابعة مساء، خارت قواها وأحست بالتعب والإرهاق الشديدين، فرحت أشجعها على إكمال نهارها، ففرحتي بصوم ابنتي التي لم يتجاوز سنها 7 سنوات لم تكن توصف، علمتني بصبرها على مشقة الصيام العديد من الأشياء، فتحملها العطش والجوع إرضاء للمولى عزّ وجلّ نزلت سلاما على قلبي''. ليست آية من البنات اللواتي يحببن الأكل كثيرا، إلا أنها هي من وضعت قائمة أطباق خاصة بها، وما كان على والدتها إلا النزول عند رغبتها، فكانت البطاطا المقلية سيدة المائدة، إلى جانب الشوربة، واللحم الحلو، وأصرت آية على وضع حبة بيض مقلي أمامها. وبما أن العصائر مرفوضة في بيت عائلة آية، حضرت لها الشاربات بالماء والسكر والقرفة، حتى تظل أيامها حلوة، وبعد أدائها صلاة العشاء وقراءتها آيات من القرآن الكريم، حظيت آية بدمية كانت قد تمنتها هدية لصومها الأول، فكانت أحلى دمية لأجمل دمية صامت 25 يوما.