الجزائر

أول صيام شعيب ينام 10 ساعات ويوزّع ''الغرايف'' على الجيران



شعيب فتى في السابعة من عمره، لا يكاد يذكر رمضان حتى تجده يطير فرحا.. ثـم يقسم لك بأغلظ الأيمان بأنه لن يترك يوما واحدا يفوته دون أن يصومه. يقول والده حسان مستفزا ابنه: لقد صام شعيب رمضان السنة الماضية كله، لكنه كان يشرب الماء إذا غلبه العطش، ولا يأكل حتى يجوع . غير أن شعيب بدا مصرّا هذا العام على خوض تجربة الصيام، ففي أول يوم من الشهر، تعمّد الوالدان عدم إيقاظه باكرا، ومع استيقاظه وحتى لا يفكر في وجبة الفطور، يأخذه عمه ياسين مباشرة إلى السوق حتى يلهيه، ولا يعود به إلا بعد الزوال.  وإذا ما بدت عليه علامات العطش والجوع، يلجأ والده إلى تشغيل جهاز التلفاز والضغط على زر القنوات المفضلة لابنه، ويجلس معه يلاعبه حتى يخلد إلى النوم. وفعلا، لا يستيقظ شعيب إلا مع أذان العصر، لتصل عدد ساعات نومه إلى 10ساعات كاملة، ليرافق جده العلمي إلى المسجد. أما والدته، فقد اهتدت إلى حيلة ذكية، تتمثـل في إلهائه بأشغال المنزل، فتكلفه بإعداد الحلوى وبتقطيع الفاكهة وإعداد المائدة. الغريب في الأمر أن شعيب بدا متحمسا جدا لمواصلة صيام يومه، رغم التعب والإرهاق. وفي غضون ذلك، تجتهد الأم في الانتهاء من إعداد ما لذ وطاب من الأطباق التي يطلبها بنفسه، فيما الجدة لويزة تحضر له أكلة الغرايف (البغرير في مناطق أخرى). وقبيل موعد الإفطار بدقائق، يقوم شعيب بتوزيع الغرايف بنفسه على كل الجيران، كدليل على صومه لأول مرة، مقابل تلقيه تهانيهم وهداياهم ودعواتهم له بأن ينشئه الله عزّ وجلّ في طاعته وبر والديه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)