الجزائر

أوقات سيئة للغاية



بقلم: عياش يحياوي/ الجزائر
في آخر الليل والكأس
بدا لي أن أمشي
ولو كان لي قدمان لمشيت
لاحظت أن الميم ملمومة
والشين بخاخة ترش الشارع فجرا
والياء محطة عبور السكارى
وتاء المتكلم ترتعش من بوليس الليل
***
لاحظت أني ارتبكت في فرزالألوان
لوحات الإعلانات توقظني من صحوي الزائد
قميصي أسود مثل نبأ مفرح
السواد بياض مغسول بماء الليل
سروالي أزرق ..الزرقة أفعى أو بنت ليل لم تدفع أجرة التاكسي
الصفرة.. طقس يجره ثعلب المعنى إلى وجره
الحمرة.. إسكافي حفظ ذاكرة الأحذية، ولم يجرب التعتعة، وكان أبوه إسكافيا
بالنسب، ومات مأزوما في كوخ كانت تسكنه ذئبة أكلت جراءها ..
***
في آخر الليل والليل
الأرصفة أفاع غير سامة تزحف تحت قدمي الكسولتين
والعمارات العالية أضراس المدينة والميترو لسانها
لسانها يلحس البشر والحقائب ويرمي بها في وسط البالوعة
هنا تحضر الآلهة عشاء غيلان التاريخ وكهوف الوهم والسوط
هنا .. يرسل الفقراء أطفالهم للتدرب على الطاعة
في آخر الليل ربما يفلح الضائعون
ربما تزيح المدينة النقاب عن فخذها
ويبدأ الرقص على إيقاع المكشوف
ربما تعود اللغة إلى الصحراء
ويبدأ ضحك التكنولوجيا..
***
في آخر الليل والخمر
طريق طويل ، آخره نافذة ودودة تبكي
الأشجار على جانبي الطريق نائحات في السواد
وأعمدة الكهرباء حراسة مشددة
حتى لا يهرب الشاعر من الزريبة …
ويحرض النمل على جثث من ورق
جثث في حانات شعبية
جثث ملقاة أمام أبواب بيوت عالية
جثث يأكلها القارىء في الصفحة الأولى
ويأكلها التاريخ في صفحته الأخيرة ..
***
في آخر الليل والنهار
انصرفي وحدك في هذا الليل
انصرفي ..هيا ..انصرفي
من هنا الباب ..
من هنا القبر ..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)