الجزائر

أوضاع كارثية ببلدية بئر العاتر ومطالب بتدخّل المسؤولين



بلدية بئر العاتر الواقعة على بعد 97 كلم جنوب عاصمة الولاية تبسة، ثاني أكبر مدن الولاية بالنظر إلى عدد سكانها؛ حيث باتت تعرف توسعا عمرانيا متسارعا، لكن رغم ذلك تعاني نقصا في برامج مشاريع التحسين الحضري، وهو ما عبّر عنه العديد من سكان المنطقة، مؤكدين أنها بلدية محرومة من كافة أشكال التنمية، وأنهم يعيشون على وقع الإقصاء والتهميش؛ بسبب العديد المشاكل التي مرت عليهم؛ إذ لم يستفيدوا من أي عملية تهيئة، تساهم في دفع عجلة التنمية بهذه المنطقة إلى الأمام.ورغم أنها تحمل في طياتها ثروة طبيعية ضخمة وتاريخها لا يستهان به، إلا أن زائرها، اليوم، يقف على وضعية كارثية أسبابها عديدة؛ منها الانتشار الكبير للنفايات، التي حولت جل أحياء المدينة إلى أكوام من الأوساخ. تضاف إليها التسربات الواقعة بشبكات الصرف الصحي، التي تثير استياء كبيرا لدى السكان، وانتشار البنايات الفوضوية، واهتراء أغلب الأرصفة والطرقات، وغياب الإنارة العمومية، ناهيك عن تفشي البطالة.
أحياء بدون قنوات للصرف الصحي
زائر بلدية بئر العاتر يكتشف أنها تضم عددا كبيرا من الأحياء بدون قنوات للصرف الصحي؛ حيث يستعملون الحفر لقضاء حوائجهم؛ إذ تنبعث منها الروائح الكريهة، لتشكل محيطا ملائما لانتشار الأوبئة الفتاكة والأمراض بين المواطنين، وأصبح شكلها الخارجي عبارة عن مستنقعات من المياه الراكدة المليئة بالحشرات، التي تتسبب في نقل وانتشار الأوبئة والأمراض، خاصة وسط الأطفال.
ومن بين هذه الأحياء حي المطار الذي يعد من أكبر أحياء المدينة، وحي المجاهدين الذي بلغت به نسبة أشغال مشروع إنجاز قنوات الصرف الصحي، 50٪، بدون أن يكتمل المشروع لأسباب عديدة، حسب تصريحات السكان.
أزمة مياه حادة
ومن جهة أخرى، يشتكي سكان بلدية بئر العاتر من أزمة مياه حادة، انعكست سلبا على حياتهم، ودفعتهم للجوء إلى الصهاريج لاقتناء الماء بدون معرفة مصدره، وبأسعار مرتفعة جدا لا تقوى عليها العائلات المحتاجة وأصحاب القدرة الشرائية المحدودة، هذا إذا حالفهم الحظ، خاصة أن العديد من بلديات الولاية تعاني من نفس الإشكال.
ويضيف السكان أن حي المطار المحروم من جميع مقومات الحياة، استفاد من مشروع شبكة لتوزيع مياه الشرب منذ أكثر من سنة، ولكن لم تصلهم إلى حد كتابة هذه الأسطر، أولى قطرات المياه عبرها، بدون معرفتهم بالأسباب الحقيقية، مؤكدين أن تواصل الأزمة الخانقة وضع العديد منهم على حافة الانهيار، خاصة منهم العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل، والتي لا تقوى على التزود من الماء عبر الصهاريج غالية الثمن.
غياب الإنارة العمومية عن أغلب الأحياء
هي صورة أخرى لمعاناة سكان بلدية بئر العاتر، يرى من خلالها هؤلاء أن من بين النقاط السوداء بالمنطقة، غياب الإنارة العمومية عن معظم الأحياء، حيث تغرق الشوارع في ظلام دامس يكبح تنقلاتهم، خاصة في الحالات الضرورية والحرجة؛ كالحالات المرضية أو خلال توجههم إلى المساجد.
وأكد العديد من الشيوخ أن أداء صلاة الفجر في المساجد أصبح حلما يراودهم قد حُرموا منه، بسبب اهتراء الطرقات، وغياب الإنارة العمومية، فيما قال مواطنون آخرون إنهم يتجنبون التنقل في الظلام الدامس، بسبب انتشار مختلف الآفات الاجتماعية، وتجنبا للمشاكل اليومية التي يمكن أن تواجههم، ناهيك عن انتشار الكلاب الضالة، التي أصبحت، هي الأخرى، تهدد الصغير والكبير.
انتشار النفايات ينذر بكارثة صحية وبيئية
أصبحت النفايات المنتشرة بشكل فظيع في جميع أحياء مدينة بئر العاتر، ديكور يوميا، أثار استياء السكان، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل لوضع برنامج لرفع القمامة، مع إنقاذ المدينة من أخطار حقيقية؛ على غرار التخوف من الإصابة باللشمانيا الجلدية، التي انتشرت بقوة ببلدية بئر العاتر خلال سنة 2020، حيث تم تسجيل حوالي 1400 إصابة.
وأوضح أحد السكان في هذا الشأن، أن المواطن هو المتسبب الأول في الانتشار الرهيب للقمامة بشكل فوضوي بدون اختيار الأماكن المخصصة لها، فيما تكون السلطات المعنية في المرتبة الثانية، من خلال عدم رفعها في أوقاتها، مما أدى إلى الوصول إلى هذه الحالة الكارثية التي شوهت المنظر، أكثر مما هو عليه؛ بسبب غياب التهيئة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)