وقعت في سحر الجزائر، وأصبحت مهووسة بجمال طبيعتها الفاتنة، وجسدت هذا الجمال في لوحات في الفن التشكيلي، إنّها الفنانة التشكيلية ماجدولينا هاتشر زيبريتش المعروفة بفاطمة الزهراء خالدي ماجدولينا، التقتها «المساء» بدار الثقافة «عبد المجيد الشافعي» بقالمة بمناسبة مشاركتها لأوّل مرة في الصالون الوطني للفن التشكيلي بهذه الولاية.في هذا السياق، عبّرت ماجدولينا عبر «المساء» عن حبها للجزائر حدّ النخاع، وتعلّقها بكلّ ذرة تراب من هذا البلد الشاسع، رغم أنّها ولدت في وسط عائلة روسية من أم فنانة تشكيلية، وأخت توأم كاترينا قائد أوبرا في بريطانيا، موضّحة أنّها من عائلة التوائم، حيث يتم تقديم عائلتها المنحدرة من التوائم أما عن جدة عند تنظيم المهرجانات في روسيا.وفي هذا الجوّ المليء بالفن والأدب، نما داخل ماجدولينا حبّ الرسم، فالتحقت بمدرسة الفنون الجميلة بمدينة موسكو في روسيا، ومكثت بها أربع سنوات، كما مارست الغطس في البحر، ومن ثم قرّرت زيارة عدّة دول من بينها المغرب، كوت ديفوار، جنوب إفريقيا وغيرها، لتستقر بالجزائر العاصمة بعد زواجها من جزائري لمدة من الزمن ومن ثم بوهران بطلب من ابنها الجزائري الذي يلعب في فريق مولودية وهران في كرة القدم، فئة أصاغر.حبها الكبير للجزائر جعلها تتقن اللغة العربية وتحتك بالمجتمع الجزائري للتعرّف على عاداته وتقاليده، كما أنّ امتلاكها للحس الفني النادر، سمح لها بأن تترجم الأحاسيس والمشاعر إلى خطوط وألوان تتكلّم وتروي الكثير في صمت هادئ، وفي هذا تقول فاطمة الزهراء إنّ المواطن الجزائري يتّسم بصفة نادرة تكاد تنعدم في البلدان العربية وهي الكرم ومدّ يد المساعدة لكلّ من طرق بابه دون مقابل لأن غايته إرضاء الرب، إضافة إلى اتّسامه بالشهامة والرجولة.كما عبرت عن سعادتها لحصولها على الجنسية الجزائرية في جانفي الماضي وهي مفاجأة كبيرة كانت تنتظرها لسنوات منذ زواجها من جزائري يعمل منتج لقناة تلفزيونية أوروبية، والذي ساعدته في تحضير أشرطة حول الجزائر، كما عبرت فاطمة الزهراء عن فخرها لاكتسابها الجنسية الجزائرية وانتسابها لشعب لا يرضى بالاستعمار والعبودية ويمتاز بالروح الوطنية وحب الوطن وعزة النفس.بالمقابل، شاركت ماجدولينا في عدة تظاهرات ثقافية وطنية في خنشلة، أم لبواقي، برج بوعريريج، الطارف، البويرة، عين تيموشنت والأغواط، كما عرضت أعمالها في السفارات العربية والأجنبية، وأقامت مجموعة لا تحصى من المعارض الفنية في مختلف بلدان العالم منها نيويورك ب45 لوحة خاصة بطاقم ألبسة جزائرية ووجوه جزائرية، وشرفت بذلك الجزائر بأعمالها الإبداعية ولوحاتها المعبّرة عن مشاعرها الصادقة التي تكنها لهذا البلد، ورسالة حب وسلام إلى كل من يراها. وفي حديث الفنانة فاطمة الزهراء التشكيلية عن تنظيم الصالونات في الفنون التشكيلية، قالت إن الجزائر هو البلد الوحيد الذي ينظم المعارض مجانا مقارنة بالدول العربية أو الأجنبية التي تفرض حق المشاركة، وهي فرصة للفنانين التشكيليين الجزائريين لتقديم أعمالهم.أما عن لوحاتها الفنية، فهي ترسم بتقنية وبمهارة منقطعة النظير، وهي تقنية خاصة باستعمال القماش رمز الألبسة التقليدية الجزائرية، وكذا استعمال الفرشاة والألوان للتعبير عن الفن والأصالة، وهو إبداع خاص لتسليط الضوء على اللباس الذي ترتديه النساء الجزائريات، مثل «حايك لمرمة» العاصمي، «الحايك لغواطي» وغيرها، مؤكدة حسب أبحاثها أن هناك 2055 طاقم لباس جزائري نسوي ورجالي خاص، بالإضافة إلى ذلك تفضل ماجدولينا رسم البحر وطبيعة الجزائر العذراء، قائلة: «كل ما يبهر عيني من جمال الجزائر أرسمه، لأن عشقي كله للجزائر» وتضيف: «لقد أوصيت زوجي إذا مت أن يدفنني في الجزائر، وإذا مات ولدي من بعدي أن يدفنه هنا في الجزائر البلد الرائع، وهو بلدي مهما يكن».
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/06/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وردة زرقين
المصدر : www.el-massa.com