الجزائر

أوروبا تدمر كأس العالم


أوروبا تدمر كأس العالم
منذ أن بدأت الاستعدادات لدخول المعترك العالمي في البرازيل والأنباء تتوارد عن إصابات النجوم الكبار وغيابهم عن كأس العالم وآخرهم النجم الفرنسي الكبير فرانك ريبيري والشاب الألماني ماركوس رويس وقبلهم كان هناك فالكاو وألكنتارا ومونتوليفو وسواهم ، وإن كان معظم هؤلاء النجوم من الشبان والفرصة متاحة أمامهم للعب مونديال آخر فإن ريبيري المسكين مثلاً سيلعب آخر مونديال له وسيعتزل بعدها دولياً مما يعني أن هذه الإصابة تحديداً ستخلف غصة لا يمكن محوها رغم المسيرة الرائعة للنجم الفرنسي في الملاعب .‬‫الملامون على هذه الحال بالنسبة للجمهور كثر ، فهناك ‬من يلوم لاعبي الفرق والمنتخبات الصغيرة التي تواجه الفرق الكبرى سواء في الاستعدادات أو في المباريات الرسمية خلال الموسم وفيها يحاول اللاعبون الأقل مستوى التصدي للنجوم بكل قوة مما يتسبب في إصابتهم ، والبعض ايضاً قد يلوم الأجهزة الطبية التي لا تشخص الإصابات بشكل صحيح ودقيق ، لكن اللوم الأكبر والحقيقي يقع بشكل رئيسي على القارة الأوروبية واتحادها القاري وأسلوب مسابقاتهم الضاغط والصعب الذي بسببه يلعب اللاعب الكبير 65 مباراة تقريباً كمعدل سنوي حيث يخلق هذا العدد فرص احتكاك بدني كبيرة قد تسبب إصابات خطيرة ، كما أنّه يجبر الأندية على خوض تحضيرات قاسية وقوية بغية الاحتفاظ بالقدرة على المواصلة طوال العام ، وهذا الجهد العضلي الكبير تتجلى آثاره مع اقتراب نهاية الموسم حيث تبدأ الإصابات بالظهور في أواخر المباريات وما بعدها وهو أمر طبيعي لأنه هذا الوقت هو تاريخ بداية الإجازات والراحة ، لكن في سنوات البطولات الكبرى يدخل اللاعبون معسكرات أخرى ويلعبون مباريات استعدادية وهم مرهقون أصلاً مما يفاقم أي مشكلة صغيرة أو كبيرة إن وجدت أو يعرضهم لإصابات جديدة ما كانوا ليتعرضوا لها لو كانوا في وقت آخر من الموسم، وهنا يفترض أن يكون دور الاتحاد الدولي لكرة القدم في ضبط هذه المسابقات والتنسيق مع الاتحاد الاوروبي لإنهاء المسابقات قبل وقت كاف يتيح للاعبين الاستراحة والاستعداد للبطولات الكبرى لأن الخمسة عشر يوماً التي يفرضها الفيفا غير كافية على الإطلاق .قد يقول قائل أن اللاعبين يقبضون الملايين وبالتالي فإن ضغط المسابقات ووفرة المجهودات هي جزء لا يتجزأ من مهنتهم وعلينا تقبل الموضوع وهذا صحيح نظرياً، لكن في النهاية اللاعبون بشر وليسوا آلات وسينهارون تحت ضغط بدني وجسدي معين وهو ما سيضيع علينا كمشاهدين فرصة متابعة أفضل النجوم في البطولات العالمية الكبرى والجامعة لكل النجوم من جميع الأنحاء وبالتالي سيتراجع مستوى الامتاع ككل ، والأمور تتجه إلى الاسوأ خاصة في ظل سعي الاتحاد الأوروبي إلى توسيع مسابقاته بحجة تزايد عدد الدول الأوروبية نتيجة الانقسامات التي تحصل في بعض الدول كما هو الحال في يوغوسلافيا مثلاً وارتفاع مستوى دوريات دول أخرى كروسيا وأوكرانيا وضرورة حصولها على فرصتها مما يعني مباريات أكثر وضغطاً أكبر ، لكن في نهاية النهار كل من الاتحادين الأوروبي والعالمي محكومان بكمية الأموال التي تدرها هذه المسابقات خاصة من النقل التلفزيوني وبالتالي فإن الكلمة في النهاية لدافعي هذه المبالغ الضخمة أي أن المشكلة ستبقى دون حل حتى يتخذ قراران استراتيجيان أولهما احترام إنسانية اللاعبين والثاني إيجاد طريقة لإعلاء شأن المنتخبات الوطنية عن الأندية ...لكن المناخ العام السائد في كرة القدم وأسلوب الإدارة الاقتصادية لها لا يساعد، وبالتالي ستبقى أوروبا تدمر كأس العالم بأسلوب مسابقاتها إلى أجل غير مسمى .