تصويت المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي وضع الاتحاد في مواجهة أسوأ أزمة سياسية في تاريخه. توسع الاتحاد الأوربي بثبات منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، لكن منذ 23 جوان 2016، اختار 52 % من الناخبين الانسحاب من التكتل الأوربي متجاهلين في ذلك تحذيرات الخبراء من البؤس الاقتصادي الذي سيترتب عن خيار مماثل. وخلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين البريطاني في أكتوبر 2016، وعدت رئيسة الوزراء "تيريزا مي" بتفعيل نص المادة 50 (من اتفاقية لشبونة) والشروع رسميا في مفاوضات الانسحاب في أجل لا يتعدى السنتين، حسب نص المادة نفسها، وذلك ابتداء من مارس 2017. حاليا، وبالنظر لتصميمها على استعادة السيطرة على ملف الهجرة في مقابل تصميم القادة الآخرين للاتحاد الأوربي لجعل المملكة المتحدة عبرة للبقية، عبر ما اصطلح على تسميته "بريكسيت" قاسٍ، فإن الانسحاب من السوق المشتركة والاتحاد الجمركي على حد سواء يعتبر وبشكل متزايدا أمرا مرجحا. وإذا سارت الأمور على هذا النحو فإن ذلك سيضع حدا لفكرة سادت لفترة طويلة مفادها أن التكامل الأوربي بمثابة عملية لا رجعة فيها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/12/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عادل زقاغ
المصدر : المجلة الجزائرية للأمن والتنمية Volume 6, Numéro 1, Pages 580-588 2017-01-01