يفتتح، غدا، “مهرجان كان السينمائي الدولي”، أكبر تجمع لعشاق الفن السابع والأزياء وعالم الموضة وماركات التجميل في طبعته 69 بفيلم المخرج الأمريكي العالمي وودي ألان“مجتمع المقهى”، ويستمر إلى غاية 22 ماي الحالي بمشاركة 21 فيلما في المنافسة الرسمية وحضور 28 بلدا في مختلف الفعاليات. تنظم الدورة ال69 ل “مهرجان كان السينمائي” في ظروف استثنائية، ميّزتها العمليات الإرهابية التي هزت فرنسا منذ أشهر، وبلجيكا بعدها وحالة الطوارئ التي عاشتها المطارات أيضا، بالإضافة إلى فضائح “أوراق بنما” التي كشفت عن أسماء عدد من أهل الفن والسينما والأزياء والموضة، متورطين في التهرب الضريبي على رأسهم المخرج الإسباني الشهير “بيدرو المودوفار”.سيكون عشاق السينما على مدار 12 يوما، مشدوهين للشاشة الكبيرة، تتصدرها ملصقة المهرجان التي تم اختيارها بدقة لتكريم “السلالم” أحد رموز المهرجان الثابتة، صمّمها استوديو “لا جنسي” والمصمم “جيل فرابيي”، مستلهمين التصميم من فيلم “الاحتقار” للمخرج “جون لوك غودار”، اختيار رمزي مزج بين صعود السلالم واللون الذهبي الذي يرمز للسعفة الذهبية والسباق المتواصل نحو القمة، خاصة أن المهرجان سيحتفل السنة القادمة بدورته ال 70. وسيشد البساط الأحمر كعادته الأنظار وسيحتفظ وككل دورة بآثار أقدام نجوم الفن السابع وأيضا وسامة أهل الموضة والغناء وعرض الأزياء وغيرهم..فيلم الافتتاح.. “وودي ألان” والثلاثيةعرفت الدورة السابقة، إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة سواء كمخرجين أو ممثلين، لكن الدورة الحالية تعرف طوفانا من الحضور غير المسبوق للعائدين وكبار نجوم الفن السابع خاصة من هوليود. ويتنافس على “السعفة الذهبية” 21 فيلما، أربعة من فرنسا، وسيكرم المهرجان الراحل “برينس”، كما تقدم “السعفة الذهبية” الشرفية ل”جون بيار ليو” عن مجموع مساره السينمائي، ويعرض فيلمه الذي يتصدر ملصقته “موت لويس السابع عشر” في عرض خاص، بينما يفتتح لثالث مرة المخرج الهوليوودي “وودي ألان” فعاليات المهرجان، حيث سبق له أن افتتح المهرجان سنة 2002 بفيلم “نهاية هوليوود”، ثم سنة 2011 بفيلم “منتصف الليل بباريس”، أما هذه الدورة فجاء بفيلمه الأخير “مجتمع المقهى” الذي يعرض مساء اليوم بقلعة مسرح الأنوار الكبير بقصر المهرجانات خارج المنافسة الرسمية، ويروي الفيلم قصة شاب يتنقل إلى هوليوود سنوات 1930 بأمل العمل في الصناعة السينمائية.جوليا روبرتس .. لأول مرة بعد 50 سنة في “كان”رغم التخوف الذي أبدته الصحافة الفرنسية والعالمية على العموم، بإمكانية تأخر بعض النجوم عن الحضور بسبب الوضع الأمني بعد التفجيرات الأخيرة بباريس، إلا أن مندوب المهرجان “تيري فريمو”، أكد أن “كل شيء على ما يرام”، وأعلن عن حضور عدد كبير من النجوم من بينهم “راي غوسلينغ” و”إيفا لونغورا” و”بلاك ليفلي” و”كريستيان ستيوارد” و”شين بان”، مضيفا “وحتى حضور جوليا روبرت”، معلقا “بدون شك تعد الطبعة 69 بلحظات رائعة فوق السجاد الأحمر”.يفرش مهرجان “كان” بساطه للمتعوّدين على مداعبة سجاده الأحمر ومغازلة “السعفة الذهبية”، أمثال “بيدرو المودوفار” و”جيم جارموش” والاخوة “داردان” أو “أوليفيي أسايس” والوافدين الجدد من فرنسيين وأمريكيين وباقة من النجوم، من بينهم الممثلة جوليا روبرت التي تحضر لأول مرة في مشوارها الفني لتعرض فيلمها الأخير “وحش المال” الذي تخرجه “جودي فوستر”، ويقاسمها البطولة النجم الآخر “جورج كلوني”، كما نجد من النجوم “كريستيان ستيورد” و”راسل كراو” و”شارليز تيرون” و”جافيي باردم” و”ماريون كوتيار” و”جوليات بينوش”، و”كان لانش” والذين لا يحضرون كثيرا “كريستيان مورغي”، “ألان غيرودي”، “بول فرهوفن” وخاصة “ستيفن سبيلبرغ” الذي يسجل العودة القوية رغم انه لا يدخل المنافسة، ويقول مندوب المهرجان “إنه مهرجان النجوم ومهرجان المؤلفين ومهرجان مميز بالتنوع والتعدد الجغرافي”مهرجان “كان”.. تحت الضغط العاليتنطلق الدورة 69 لمهرجان “كان” السينمائي العالمي، مساء الغد، تحت ضغط كبير وفي ظروف استثنائية وإجراءات أمنية مشددة على بساط أحمر تسعى السلطات المحلية أن تجعله أحمرا بالورد والحب والفن وليس بالدماء، كما شهدته باريس مؤخرا إثر التفجيرات التي مست مسرحا وبعض الأماكن العمومية.وضعت السلطات الأمنية في “كان” مخططا أمنيا حازما على مدار أيام المهرجان، يسهر عليه وزير الداخلية الفرنسي برنار كازيناف. ويشمل المخطط مشاركة مئات من أعوان الشرطة الفرنسية ومختصين في تفكيك القنابل و400 عون أمن خاص، وعدد من الأفراد بلباس مدني تم زرعهم بين السكان والوافدين. وقد تم الإعلان عن المخطط من طرف وزير الداخلية الذي زار مدينة “كان” أمس، يوم قبل انطلاق الفعالية لمواجهة أي طارئ وأي سيناريو كارثي، مدينة “كان” وباريس في غنى عنه، وقد وضع المخطط وفق سيناريوهات متخيلة والكيفيات التي يمكن من خلالها السيطرة على الوضع، عن طريق خبراء أمنيين دوليين متخصصين في محاربة الإرهاب وخبراء في الإرهاب والمتفجرات لتوقع أي طارئ ومواجهته بسرعة وبقوة، عن طريق دراسة نقاط الضعف والمناطق الحساسة في المدينة خلال مدة المهرجان، ويتحكم فيه مركز قيادة تم تخصيصه الطبعة السابقة 2015، لكن العمليات الإرهابية ليست الوحيدة التي تهدد سكينة مهرجان “كان”، هناك أيضا العصابات الإجرامية والعصابات المتخصصة في السرقة والتي تستغل تركيز عناصر الأمن على حماية وتأطير المهرجان وتنفّذ خططها، فالطبعة السابقة شهدت سرقة محل مجوهرات بقيمة 17.5 مليون أورو وقبلها سرقة غرفة رجل أعمال ياباني.49 فيلما في المنافسةيشارك 49 فيلما في الإجمال في الفعاليات المختلفة، تمثل 28 بلدا، تم قبولها من بين 1869، من بينهم 20 فيلما دخل المنافسة على “السعفة الذهبية” وتحت أنظار لجنة تحكيم يرأسها “جورج ميلر”. وسيكون الموعد لعشاق الفن السابع مع ثلاثة أفلام أمريكية لرواد السينما “تشين بان” و”جيم جارمش” و”جاف نيكولس”، يقدّم الأول فيلمه “الوجه الأخير” فيلم روائي حول قصة إنسانية حقيقية يسجل على قائمة أبطاله المتألقة “شارليز تيرون” والرائع “جافيي باردم” و”ادال اكسارشوبولوس”.ويعود الثاني “جيم جارموش” مع فيلم “بتارسون” من تمثيل “ادام درافر” بينما يحاول “جاف نيكوزلس” أن يغري لجنة التحكيم بفيلمه “لوفينغ” أي “المحب” ويتحدث عن زوج يواجه ظاهرة العنصرية في “فرجينيا” سنوات الخمسينيات. يسطع نجم المخرج العالمي أيضا في “كان” هذه الدورة “ستيفن سبيلبرغ” لكن خارج المنافسة، حيث سيحضر بفيلم “العملاق الضخم الطيب” والمأخوذ عن رواية “راولد داهل”، كما تحضر أيضا الممثلة والمخرجة جودي فوستر مع طاقم فيلمها الجديد “وحش المال” مع المتألقة جوليا روبرت والرائع جورج كلوني، وسيحتفظ المصورون المحيطون بالبساط الأحمر بصور المميز “راشل كراو” و”ريان غوسلينغ” عن فيلم “الرفقاء الجيّدون” للمخرج “شاين بلاك”. كما يعود المخرج الحائز على جائزة لجنة التحكيم سنة 2014 عن فيلمه “المومياء” الكندي “غزافييه دولان” بفيلمه “فقط نهاية العالم” وهو دراما عائلية مع مجموعة من النجوم من بينهم الفرنسيين “ماريون كوتييار” و”فانسون كاسل” و”ليا سايدو”.فرنسا بأربع كاميرات رغم الانتقادتحاول السينما الفرنسية التي أصبح المتتبعون يجدونها تقريبا في كل الطبعات سواء بفيلم أو اثنان أو ثلاث، وهذه المرة ارتفع العدد إلى أربعة أفلام، تنافس من أجل “السعفة الذهبية” رغم كل الانتقادات التي سبق وأن تعرضت لموضوع “فرنسة المهرجان” وانغماسه أكثر في المحلية، وهذا ما يفسر ربما إدراجه لعدد كبير من الأفلام الهوليوودية والنجوم ولو خارج المسابقة الرسمية لتفادي هذا الوصف وإعطاء الانطباع بالحفاظ على عالمية وتعدد وتنوع المشاركة كما قال منذوبه. وتحضر فرنسا بالأفلام التالية، الأول “أوليفيي أساياس” المتعود على المنافسة، يقدم “برسونال تشوبر” قصة حول عالم الموضة والأزياء مع “كريستن ستيورد” الممثلة الأمريكية التي ستكون نجمة المهرجان، إذ تشارك في فيلم الافتتاح ل”وودي ألان” خارج المنافسة. ويحضر من فرنسا أيضا “ألان غيرودي” بفيلم “ابقى عمودي” و”نيكول غارسيا بفيلم “ألم الحجارة” مع “ماريون كوتيار” و”برينو ديمو” يقدم “مالوث” مع “فابريس لوتشيني” و”فاليريا بروني تيديشي”.المودوفار .. يشارك في فيلم “أوراق بنما”سيحضر المخرج الاسباني “بيدرو المودوفار” إلى مهرجان “كان” بعد أن ألغى الحملة الإشهارية لفيلمه في اسبانيا بسبب فضيحة “بنما بايبرز”، وينافسه الإخوة البلجيكيين “لوك وجون بيار داردان” الحائزين مرتين على السعفة الذهبية، ويسعيان لتحقيق ثلاثية بفيلمهما “الفتاة الغريبة” مع “ادال اينل”. ويطمح “بول فارهوفن” مخرج الفيلم الشهير “بزيك انستان” من جهته، للظفر بالسعفة الذهبية بفيلمه “هي” مع المميزة “ازابيل اوبار”، بينما يواجهه من الجهة الأخرى الدانماركي نيكولا ويندينغ رافل، بفيلمه “دو نيون ديمون” مع “ال فانينغ”. ويعود “كريستسان مونغو” مخرج الفيلم الشهير “أربعة أشهر. ثلاثة أسابيع. يومان” والحائز على السعفة الذهبية سنة 2007 بفيلم تحت عنوان “بكالوريا” ويحضر زميله “الكريستي بوي” بفيلم “سيرانيفادا”، بينما البريطاني “كان لوتش” سينافس بفيلم “أنا دانيال بلاك”، و”اندريا ارنولد” بفيلم “العسل الامريكي”. وستحضر ألمانيا بعد غياب طويل مع مخرج جديد “مارن آد” وفيلمه “توني أردمان” بمقابل غياب ايطاليا التي حضرت بقوة الدورة السابقة، بينما يمثل أمريكا اللاتينية البرازيلي “فيلهو كليبر” بفيلمه “اكواريوس”، وتكون قارة آسيا ممثلة بفيلم من كوريا الجنوبية بعنوان “هاندماندن” للمخرج “بارك سان ووك” ومن الفليبين يحضر فيلم “ماروزا” للمخرج “بريونث ماندوزا”، بينما تغيب إفريقيا نهائيا والعالم العربي وروسيا عن المنافسة الرسمية في “كان” وتحضر في الفعاليات الأخرى.أرقام يجب أن نحفظها عن “كان”انطلق المهرجان سنة 1946 يسجل دورته ال 69 التي تكلف 200 مليون اورو، الميزانية الكاملة للمهرجان الذي يحقق ارباحا مضاعفة كل دورة، ويشارك فيه 21 فيلما طويلا في المنافسة الرسمية ويستقطب اكثر من 130 ألف زائر، إذ يصل عدد القاطنين 200 ألف أيام المهرجان، بينما في باقي السنة سكان مدينة كان الساحلية الصغيرة هو 70 ألف نسمة، ويغطي فعالياته أكثر من 4500 رجل إعلام بين صحفي ومصور وتقني وفني. ويتداول على سلالمه ال24 بقصر المهرجانات ويمشون على طول 60 مترا على السجاد الأحمر، عشرات النجوم وشخصيات عالم السينما المجنون لمهرجان ينتظره عالم السينما كل سنة ليحكم على أعمالهم لجنة من 9 أعضاء للظفر بسعفة ذهبية قام بتصميمها المجوهراتي السويسري شوبار وتتكون من 19 جزء أو ورقة ذهبية.“كان” يكرّم برينسرغم أن الحدث لم يكن متوقعا، فبمجرد الإعلان عن رحيل أمير البوب “برينس” قررت إدارة المهرجان تكريم هذا الأخير الذي توفي يوم 21 أفريل المنصرم. يأتي تكريم المهرجان لأن الفنان لم يكن مجرد مغني، بل مؤلف أغاني وعاشق للموضة والفن ووجه من وجوه كان، وأيضا جرّب حظه في السينما سنوات 80 إلى 90. ألّف “برينس” عددا من الأغاني لأفلام معروفة، بل ألبومات كاملة مثل النسخة الأصلية لأول فيلم “باتمان” للمخرج “تيم برتون” مع عنوان “باث دونس” وفيلم “الفتاة” للمخرج سبايك لي وأيضا “باربل راين” للمخرج “البار مانيولي” والذي أصبح من كلاسيكيات السينما وقد عرفت موسيقى هذه الأفلام شهرة عالمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مسعودة
المصدر : www.elkhabar.com