يلتقي، اليوم، وزير الطاقة نور الدين بوطرفة بنظيره الروسي الكسندر نوفاك في موسكو، يليه لقاء بين بوطرفة ووزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي، وقد التقى من قبل إيويولو خيوديل بينو وزير النفط الفنزويلي نظيره الروسي. فيما التقى وزير النفط السعودي خالد الفالح نظيريه الروسي والجزائري أيضا. وتكشف اللقاءات الماراطونية، لاسيما تلك التي تقوم بها الجزائر بصفتها رئيسة اللجنة التقنية عالية المستوى لدى منظمة "أوبك"، عن مخاوف من أي إخفاق سيؤدي إلى مضاعفات سلبية على سوق النفط .قبيل الاجتماع في فيينا، اليوم وغدا، فإن الضبابية والغموض لا يزالان يكتنفان الوضع العام، وهو ما ساهم في اضطراب سوق النفط. فمن جهة، هناك تصريحات متفائلة لعدد من الدول المحورية، ولكن بالمقابل يبقى عدد من البلدان، منها إيران والعراق وليبيا ونيجيريا، على مواقفها المتذبذبة، فلا إيران أبانت عن مواقفها صراحة بشأن مقترحات قدمت لها لتثبيت إنتاجها في حدود 3.92 مليون برميل يوميا، ولا العراق كشف عن مواقفه بشأن الانخراط في آليات التخفيض التي يراد أن تقدر ب2 في المائة من الإنتاج العالمي تقريبا، مع إشراك روسيا في آلية التخفيض مع عدد من البلدان خارج أوبك بحوالي 500 ألف برميل يوميا.وعكست الخرجة الليبية، أمس، ورفض طرابلس أي تخفيض لإنتاجها، وهي المتضرر الكبير من الوضع، حيث تدنى إنتاجها إلى مستوى يقدر حاليا ب550 ألف برميل يوميا، مقابل قدرات إنتاج تعادل 1.7 مليون برميل يوميا، عكست التباين القائم في صفوف منظمة "أوبك". سقف إنتاج ب34 مليون برميل يوميا في نوفمبر ومن بين أهم الرهانات التي تواجه "أوبك" حاليا، الارتفاع المعتبر لسقف الإنتاج، مع إسراع العديد من الدول إلى رفع مستويات إنتاجها، فقد قدر مستوى سقف الإنتاج بنحو 34 مليون برميل يوميا في شهر نوفمبر الجاري؛ أي أن المنظمة مطالبة بالتعامل مع وضع متسارع، قد لا يساهم اتفاق في فيينا بالضرورة على امتصاص كل الفائض المسجل، ولا ضمان انضباط الدول واحترامها لالتزاماتها. وتؤدي الجزائر حاليا دورا في تقريب المواقف سعيا منها لإنجاح اتفاق الجزائر، علما بأن العربية السعودية، أكبر المنتجين داخل "أوبك"، التزمت سابقا بتحمّل الجزء الأكبر من التخفيض بحوالي 400 ألف برميل يوميا من مجموع 750 ألف برميل يوميا، ومراعاة وضع بعض الدول، على غرار ليبيا ونيجيري.ويتضح أن الخلاف السعودي الإيراني لا يزال قائما، وهو ما عكسه قرار الرياض عدم حضور اجتماع الجمعة الماضي بين دول "أوبك" والبلدان غير العضو، في وقت لا يزال الموقف الروسي ضبابيا، لاسيما وأن روسيا ترغب في تجميد الإنتاج لا تخفيضه، رغم أن الإنتاج الروسي قارب رقما قياسيا باقترابه من 11 مليون برميل يوميا، فموسكو تعتبر أن التجميد لا التخفيض سيساهم في انخفاض بمستوى 200 إلى 300 ألف برميل يوميا مقارنة بتوقعات النمو.أما البلدان الأخرى، فإن المكسيك التي أممت صناعتها البترولية، تؤكد على أنها راغبة في فتح قطاع المحروقات على الأجانب، فيما تعتبر الحكومة البرازيلية بأنه لا سلطة لها على "بتروباس"، على غرار ثاني الشركات الروسية "لوكهويل".واعتبر الخبير الدولي جورج ميشال أن منظمة "أوبك" لا تمتلك خيارات كثيرة، وهي مضطرة إلى إيجاد نقاط توافق وحد أدنى من اتفاق لا يضمن في الواقع سوى استقرار نسبي لأسعار النفط، حيث بيّن الواقع صعوبة العودة إلى نظام حصص الإنتاج البترولي الذي تم التخلي عنها منذ أربع سنوات، بل إن الحفاظ على سقف إنتاج قار نسبيا غير متاح من الناحية العملية، يضيف الخبير؛ لوجود دول اعتمدت مخططات تنمية ودعم لإنتاجها مثل العراق، وأخرى تصبو إلى استعادة مستويات إنتاج فقدتها مثل نيجيريا وليبيا، هذه الأخيرة تدنى إنتاجها من مستوى 1.5 إلى 1.6 مليون برميل يوميا، إلى 350 إلى 550 ألف برميل يوميا. فيما تراجع الإنتاج النيجيري أيضا بحوالي 200 إلى 250 ألف برميل يوميا، نتيجة الأعمال التخريبية والوضع السائد في دلتا النيجر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/11/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حفيظ صواليلي
المصدر : www.elkhabar.com