الجزائر

أوباما ينقلب رأسا على عقب حول الملف النووي الإيرانيترجيح المقاربة العسكرية على الدبلوماسية



حقق الوزير الأول فلاديمير بوتين فوزا عريضا في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الروسية بـ 82,61 بالمائة حسب النتائج الأولية التي شملت 15 بالمائة من مكاتب التصويت حتى مساء أمس.وجاء منافسه غينادي ريوغوناف في المرتبة الثانية بـ 82,17 بالمائة وفلاديمير جيرينوفكس (8')، ثم ميخائيل بروخوروف (5,7') وسيرغاي ميرونوف (67,3').
وكان حوالي 109 مليون ناخب روسي على موعد أمس مع صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد أكدت كل المعطيات أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الطامح للعودة مجددا إلى قصر الكرملين سيكون الفائز في هذه الانتخابات.
وقال هذا الأخير لدى أدائه واجبه الانتخابي رفقة زوجته لودميلا، التي نادرا ما تظهر أمام وسائل الإعلام بأحد مراكز الاقتراع بالعاصمة موسكو، ''لقد نمت جيدا ومارست الرياضة ثم أتيت إلى هنا''، في تأكيد ضمني على اطمئنانه على فوزه، معبرا عن أمله في أن تحقق هذه الانتخابات مشاركة قوية، خاصة وأنها بلغت نسبة 30 بالمائة خلال الفترة الصباحية.
من جانبه؛ حث الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، أمس، الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع بكثافة، معربا عن ثقته بأنهم ''سيتخذون الخيار الصحيح لأنهم يعون أن المستقبل يعتمد على نتائج الانتخابات المقبلة''.
ويعتبر بوتين الذي يوصف بـ''الرجل القوي'' في روسيا من بين المرشحين الأوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات، خاصة وأن آخر نتائج سبر الآراء أكدت أن 60 بالمائة من المستجوبين يفضلونه على المرشحين الآخرين.
وينافس بوتين في هذا السباق الرئاسي أربعة مرشحين آخرين ويتعلق الأمر بالمرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف والمرشح الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي والملياردير ميخائيل برخروف والقادم الجديد إلى الساحة السياسية مرشح تيار الوسط سيرغي ميرونوف.
وحتى يفوز أحد المرشحين بالرئاسيات في جولتها الأولى عليه أن يحصل على  50 بالمائة زائد صوت واحد من أصوات الناخبين المشاركين في عملية الاقتراع.
ويأمل أنصار بوتين في تحقيق فوز كبير رغم تشكيك المعارضين في شرعية الانتخابات بعد التأكيد على تسجيل حالات تزوير لصالح المرشح الأقوى.
وقامت السلطات الروسية، من أجل تفادي الوقوع في متاهة هذه الاتهامات، بنصب 91 ألف كاميرة - فيديو في 96 ألف مركز اقتراع في البلاد من أجل ضمان شفافية الاقتراع.
كما سمحت لممثلي الأحزاب السياسية بمراقبة العملية الانتخابية وبحضور 700 مراقب دولي بينهم مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا واتحاد الدول المستقلة، إضافة إلى 176 ألف مراقب روسي.
لكن ذلك لم يكن كافيا لممثلي منافسي بوتين والمعارضة، إضافة إلى منظمات غير حكومية ووسائل إعلام مستقلة، الذين أكدوا رصدهم لحالات تزوير منذ الساعات الأولى للعملية.
ولأن هذه الانتخابات تجري وسط حركة احتجاجية غير مسبوقة مناهضة للسلطة الحاكمة فقد تم تجنيد 380 ألف عنصر من الشرطة و30 ألف متطوع و31 ألف حارس أمني خاص لضمان أمن العملية.

ينتظر أن يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم بنظيره الإسرائيلي شمعون بيريز  عشية لقاء حاسم بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بما يؤكد القناعة أن طبول الحرب بدأت تدق وبقوة هذه الأيام باتجاه شن إسرائيل وبدعم أمريكي لضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وتقاطعت عدة معطيات في المدة الأخيرة كرست مثل هذه القناعة وبكيفية أعطت الاعتقاد أن حلم إيران لإتمام مشروعها النووي كما تصر على ذلك قد يعرف نهايته هذه المرة، بعد أن روجت مصادر إسرائيلية أن إيران أوشكت على تصنيع أول قنبلة نووية ودخولها النادي النووي في العالم ضمن إيجاد المبرر لقصفها.
فلم يسبق لأي رئيس أمريكي أن استقبل عددا من المسؤولين الإسرائيليين بهذا المستوى من المسؤولية وفي ظرف قياسي لولا أن الأمر استدعى استنفارا عاما في إسرائيل من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية لرفع تحفظاتها على أي عمل عسكري ضد إيران.
ويمكن القول أن المعطى الأكثر أهمية يبقى التحول الذي عرفه الموقف الأمريكي من البرنامج النووي الإيراني في تحول مفاجئ باتجاه الأسوأ عندما شدد من لهجة خطابه تجاه إيران، وأكد أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع مأزق الأزمة الإيرانية.
وهي المرة الأولى التي يلمح فيها الرئيس باراك أوباما لوجود احتمالات متزايدة للجوء قوات بلاده إلى خيار القوة العسكرية لردع إيران عن مواصلة أبحاثها النووية بدعوى أنها تحمل نزعة عسكرية.
ولم يكن صدفة أن يغير الرئيس الأمريكي موقفه عشية انعقاد المؤتمر السنوي للاجتماع السنوي لمنظمة ''ايباك'' أكبر لوبي يهودي في الولايات المتحدة الأمريكية بل انه يبقى ـ حسب خبراء ـ في صناعة القرار الأمريكي أن بصماته كانت حاضرة في كل قرار تتخذه الإدارات الأمريكية بفضل تشابك علاقات أعضائه وتغلغلهم في كل دوائر صناعة القرار الأمريكي إلى درجة أصبح يمثل أهل العقد والحل في اكبر قوة في العالم.
والمؤكد أن الحكم على موقف الرئيس الأمريكي وكل الولايات المتحدة سيتحدد اليوم في الخطاب الذي سيلقيه أمام المؤتمر السنوي اليهودي في الولايات المتحدة والذي سوف لن يخرج عن لغة التودد لإسرائيل والالتزام بالدفاع عنها ضمن صورة كاريكاتورية وكأنها الأضعف بين جيرانها مع أنها اكبر قوى نووية في العالم وليست في حاجة للدفاع عنها حتى من الولايات المتحدة.
وكان الرئيس باراك أوباما يشير في كل مرة عندما يسأل ما إذا كانت إدارته تعتزم ضرب إيران بأنه يفضل تغليب لغة العقوبات الاقتصادية وخيار الدبلوماسية حتى تأتي بثمارها وهو الرد الذي عادة ما كانت تدافع عنه وزيرته للخارجية وكل المسؤولين الأمريكيين الآخرين.
ولكن ما هو الطارئ الذي جعل الرئيس الأمريكي يتحول عن موقفه واستبدال لغة المهادنة الدبلوماسية بقرع طبول الحرب في منطقة لا تعرف الاستقرار؟ الإجابة قد تبدو صعبة بنفس درجة تعقيدات أزمة الملف النووي الإيراني وتداخلات مصالح القوى الكبرى المؤيدة والرافضة لأي عمل عسكري ضد إيران.
ولكن عندما نحيط بالموضوع في آخر التطورات التي عرفها ندرك أن تصريحات الرئيس الأمريكي أملتها انتخابات رئاسية مصيرية بالنسبة للمستقبل السياسي للرئيس اوباما شهر نوفمبر القادم وبالتالي بمسألة تمويل الحملة الانتخابية التي يبقى اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة من أكثر الفاعلين فيها وكل مرشح مرغم على التودد له من اجل إنجاح حملته وبالتالي إمكانية الوصول إلى البيت الأبيض.
وعندما ندرك أن اللوبي اليهودي المتغلغل في دواليب دوائر صناعة القرار الأمريكي يملك بفضل تشعب شبكاته احتكارا على وسائل الإعلام الأمريكية وحتى العالمية ندرك الأسباب التي جعلت الرئيس اوباما ينقلب على عقبيه منتهجا لغة التشدد في كيفية تعامله مع إيران، حتى لا يتحول من المرشح المفضل إلى المرشح غير المرغوب فيه.
ولم تكن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك منتصف الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة ولقائه بأقطاب هذا اللوبي وسياسيين في الكونغرس الأمريكي المعروفين بدفاعهم المستميت على أمن إسرائيل ''المهدد من طرف جيرانه'' إلا مجرد ''إنذار'' أول باتجاه الرئيس الأمريكي الذي يتعين عليه فهمه قبل فوات الأوان.
ويبدو أن أوباما وعى الدرس واستوعبه جيدا، مما جعله يؤكد بطريقة ضمنية أن خيار العقوبات الاقتصادية والمفاوضات الدبلوماسية لم يعد مقتنعا بها لصالح طغيان بديل القوة العسكرية الذي أصبح في نظره الوسيلة المثلى لوضع حد لهذا المأزق الدولي.
ولم يكن من الغريب أيضا أن نسمع مسؤولين إسرائيليين يؤكدون علنا أنهم لن يعتمدوا على أي احد في حال اتخذوا قرارهم بضرب المنشآت النووية الإيرانية متى رأوا ظروف ذلك مواتيه لتحركهم.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)