الجزائر - Sites et découvertes archéologiques

أو ما يعرف بالـTumulus (التومولوس) المدافن الآمازيغية القديمة I : الجثوات الجنائزية



أو ما يعرف بالـTumulus (التومولوس) المدافن الآمازيغية القديمة I : الجثوات الجنائزية

كان الإنسان الأمازيغي البدائي على غرار الشعوب الأخرى يسكن الأكواخ و الخيام المتنقلة و كان يلجأ عند الحاجة وفي الظروف الطبيعية القاسية إلى الكهوف و المغارات، التي إستخدمها إلى جانب الإيواء والمعاش كمراكز دفنٍ لأسرته و عشيرته. عندما حلَّ العصر النيوليتي Neolithic age (الحجري الحديث)، استطاع الإنسان الأمازيغي تدجين الحيوانات وتَعلّم زراعة الحبوب فتأقلم مع حياة الإستقرار. عندها، إهتَدى إلى ضرورة تخصيص أماكن معينة مستقلة، خارج مسكنهِ لمُوارات أمواته فكانت تلك اللبنة الأولى لظهور المقبرة. لقد أولى الأمازيغ القدامى، اهتماما بالغا لعملية دفن الميت، ومردّه، دون شك، إلى شدة اهتمامهم بظاهرة الموت وتشبثهم القويّ بمعتقداتهم الدينية. وخوفهم من أن يعبث الإنسان أو الحيوان، أو الظروف الطبيعية أو الزمن بمَيتِهم، ولذلك قام الأمازيغ بوضع رُكام من الأحجار والصخور الضخمة فوق حفرة الميت، التي وضعت فيها الجثة أو الرفات المحروقة.(1) تطورت هذه الصخور و أخذت أشكالاً متنوعةً فمنها : المخروطي، الأسطواني، الهرمي، البُرجي، والمربع. ولتنوعها أطلق عليها الباحثون مصطلحات عديدة؛ ومن هذه المدافن الآمازيغية القديمة، ما يعرف بالجثوات الجنائزية أو التومولوس [ Tumulus ] والتي عرّفها عالم الآثار الفرنسي “ستيفان ڨزال”(STÉPHANE GSELL) على أنها: عبارة عن كومة من الأحجار تُخلط غالبا بالتراب تشكل مخروطا مبتوراً يعلو الصندوق الجنائزي، و تأخذ قاعدتها أحيانا أشكالا إهليلجية و مربعة و غالبا دائرية . ويختلف عُلو هذه المدافن من جثوة لأخرى، أما قطرها يتراوح متوسطه بين 5-6 أمتار وأحيانا يصل إلى 130 متر (2)، كما تحاط في أغلب الأوقات بسياج من الأحجار أو البلاطات، تسند البناء و تقيه من الإنهيار. من بين خصائص الجثوات أنها شُيدت في زمن مبكر وتعد النموذج الأصلي للجثوات الأخرى المتطورة كـ :”البازينات”؛ ويشهد على هذا تقنيات بنائها البدائية وانتشارها في كامل شمال إفريقيا، حسب غابريال كامبس وستيفان قزال، وتوجد انواع كثيرة من الجثوات بعضها للدفن الجماعي المتتالي و البعض الآخر للدفن الوحيد سواء كان فرديا أو جماعيا.(3) وقد تم مؤخرا إكتشاف عدة جثوات Tumulus قرب سد “إيمي ن-وڨيس” بضواحي مدينة قايس ولاية خنشلة .(4) لم تعنى بعدُ بالدّراسة والتمحيص، رغم كونها عاملا مفتاحا في الكشف عن كثير من ألغاز العمارة الآمازيغية، وعنصرا مهمّا في عملية تسليط الضوء على مختلف مناحي الحضارة والعمران الآمازيغي القديم.

(1)Rabah Lahcen ,Les mausolées des rois numides et maures (2) Stéphane Gsell , Les monuments antiques de l’Algérie . (3) نفس المصدر (4) Jugurtha Hanachi ,Découverte de ruines mégalithiques à Kaïs . Inumiden.com




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)