تقتضي الضرورة المنهجية من الدارس في بداية هذا المقال وقفة مع مفهوم البنية، ولعلا لرجوع إلى معاجمنا العربية يمدنا بنظرة ندرك من خلالها الأساس العميق الذّي تقوم عليه هذه الظاهرة اللغوية.
مفهوم البنية:
إذ نلفي ابن منظور في اللسان يقول:" البِنْيَة والبُنْية: ما بنيته، وهو البِنى والبُنى ...ابن الأعرابي: البنى من الكرم... يقال بِنية، وهي مثل رِشْوَةٍ ورِشاً كأن البنية الهيئة التي بُنِيَ عليها مثل المِشْيَة والِّكْبَة، وبنى فلان بيتا بناءً وبَنىً".1
أما في وضعها الاصطلاحي فتعني مجموع العلاقات التي تربط بين العناصر المؤلفة للبنية2، ومنها أخذ مصطلح البنيوية (Structuralisme).
والبنية في نظر أندري لالاند (André Lalande) تستعمل بهدف تعيين وتحديد كل مكون من ظواهر متضامة بحيث يرتبط كل عنصر بالعناصر الأخرى، ويتجرد من الدلالة بمنأى عن الكل ويفقد قيمته3، فالبنية تقدم الكل على الجزء وهذا الأخير لا يفهم خارج وضعه داخل المنظومة الكلية4، ومنه أصبح النظام الإسنادي ينعت بالبنية التركيبية سواء في صوره البسيطة أو المركبة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد ملياني
المصدر : أبحاث Volume 3, Numéro 3, Pages 38-49 2015-12-01