الجزائر

أهالي خيران يطالبون بتصنيف المسجد العتيق



أهالي خيران يطالبون بتصنيف المسجد العتيق
يطلب سكان بلدية خيران جنوب ولاية خنشلة، من السلطات الولائية تسجيل المسجد العتيق بقصر خيران ضمن قائمة الجرد الوطني على مستوى اللجنة الوطنية المختصة في وزارة الثقافة، بهدف تصنيفه وطنيا، على أساس القيمة التاريخية لهذا المعلم التاريخي والحضاري الذي يعود إلى سنوات طويلة.سعى العلماء والمشايخ والأئمة الذين تعاقبوا على المسجد أثناء الثورة التحريرية إلى تنوير السكان بالقضية الجزائرية وإذكاء الحسّ الوطني، وبضرورة الدفاع عن الثوابت والهوية الجزائرية خاصة. ومع اندلاع الثورة المظفرة، كان يجتمع بعض أبناء المنطقة في المسجد العتيق بقرية خيران في سرية تامة، للتباحث حول مسار الثورة التحريرية كالشهيد سقني الصادق الذي كان يتواجد منزله العائلي بالقرب من المسجد وبشير بركة، حفيظي رشيد، بلمكي، الطاهر زبيري، عاجل عجول، لزهر شريط، خلاف بشير وعبد الله خلاف وغيرهم.. وبعد تفطّن الاستعمار لأمرهم، قام بقصف المسجد عام 1955، لكن هذا الهجوم ولحسن الحظ، لم يسفر عن سقوط شهداء في تلك العملية، ولطالما كان المسجد منارة ومركزا لتعبئة السكان ضدّ المستعمر الغاشم.المسجد تم تأسيسه بعد مسجدي «الشيخ عيسى البرجي» و«الشيخ عبد الرحمان» في بلدة خيران القديمة، ومع انتقال سكان هذه القرية للاستقرار في قصر خيران عام 1827م، فكّر المشايخ الذين تخرّجوا آنذاك من الزاوية الرحمانية في بناء مسجد جديد، يوحّد صفوف أهالي خيران بين عرشي آيث عمران وآيث خيران، ثم باقي أعراش المنطقة المجاورة، ومن بين هؤلاء العلماء؛ الشيخ عبد الحفيظ الخنقي.يتربّع المسجد على مساحة إجمالية تصل إلى 930 م2 لم يبن منه سوى 400 م، بطراز مغاربي يعتمد على البلاطات والأساكيب ومزوّد بقبتين، إحداهما لضريح الشيخ محمد الأزهاري بن عبد الحفيظ الذي توفي في 04 ذو الحجة 1313ه الموافق ل1896م في بلدية خيران، والضريح تم بناؤه بعد بناء المسجد بحوالي 75 سنة، وقد بني في الأصل بمواد تقليدية، مثل الحجارة والخشب والطين.أما قاعة الصلاة فهي مدعمة بالأقواس، تسع لحوالي 150 مصل مفتوحة على مدخل مشترك، زوّدت بمنبر خشبي أصلي يعود تاريخه إلى تاريخ بناء المسجد، تقابله قاعة صغيرة لحفظ المنبر ذات سقف خشبي، كما زوّد المسجد بمقصورة للإمام ذات سقف خشبي، حيث يستغل هذا المرفق كمكان لحفظ أغراض الإمام من كتب ووثائق وكلّ ما يتعلّق بشؤون المسجد، ولا تزال تحافظ على سقفها الأصلي.مئذنة مسجد قصر خيران تقع في ناحية الشمال الشرقي، هدّمت من قبل الاستعمار الفرنسي سنة 1954 وأعيد بناؤها سنة 1955، حيث بنيت بالخشب والحجارة والطين وزوّدت بسلالم حجرية للارتقاء إلى أعلى المئذنة، استعملت أثناء فترة الاستعمار كبرج مراقبة، ثم رمّمت سنة 1982، وأضيف لها طابقين بالآجر والإسمنت. أما المائضة فهي مستحدثة عن المخطط الأصلي، حيث بنيت حوالي 1982 وأعيد تحسينها بالبلاط والخزف سنة 2008. وبعد فترة الاستقلال واصل مسجد قصر خيران في احتضان حلقات الذكر وتحفيظ كتاب الله تعالى وتعليم الأجيال أحكام الشريعة الإسلامية.ومن بين أئمة المسجد من عام 1962؛ الشيخ لخضر سقني بن الشريف، البشير خيراني، خماجة عبد الكريم، بن حورية العايش والشيخ الجمعي بركة وهو الإمام الحالي لمسجد خيران العتيق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)