الجزائر

أنواع الخطاب



أنواع الخطاب
يستخدم بعض الدارسون مصطلح نوع الخطاب ومصطلح صنف الخطاب دون التمييز بينهما،غير أن المصطلح الذي انتشر هو نوع الخطاب للدلالة على أساليب التبليغ والاتصال المحدد تاريخياً واجتماعياً:الخبر العام،الافتتاحية،الاستشارة الطبية،الاستجواب البوليسي،الإعلانات الصغيرة،المحاضرة الجامعية،تقرير تدريب...إلخ،إن تحليل الخطاب من حيث أنه يربط الكلام بالمكان يهبهما دوراً مركزياً ، إن تنوع أنواع الخطابات جمّ للغاية وأكبر مشكلة تواجه الدارسين تتمثل في وقف تكاثر الأنواع.
أولا:يمكن تصنيف الخطاب من حيث النمط إلى:
1. الخطاب السردي:النصوص التي تسرد تحقيقات أو أحداث وروايات تاريخية قصصية.
2. الخطاب الوصفي:يغلب على النص الطابع الوصفي.
3. الخطاب التعبيري:الخطاب الذي يشمل مجمل تعبيرات شخصية كالأعمال الأدبية والرسائل الخاصة.
4. خطاب الأمر:ويشمل الوثائق الإدارية والتقارير ومحاضر الاجتماعات والتعليمات.
ولابد من المخاطب استخدام نمط خطابي مناسب ليسهل الحوار مع متلقيه،لذا يلزمه اختيار أحد نمطين ذكرهما معظم اللغويين وهما:
• الخطاب المباشر ويتسم بحواريته التي تمكنه من الاستغناء عن الكثير من التقنيات المجازية لامتلاكه إحالات بسيطة ألى الأشياء.
• الخطاب الضمني أو ما يعرف بالخطاب غير المباشر،إذ يتعارض مع المباشر بامتلاكه قدرة حدسية بالمرجعية وقدرة على توليد مستويات التأويل إلى مالا نهاية.
ثانياً:تصنيف الخطاب من حيث النوع:
1. الخطاب الديني: سواء أكان مقدسا أم دنيويا، إلهيا أم إنسانيا وحيا، أو إلهاما، نقلا أم عقلا، هو أكثر الخطابات عمومية بكل مدارسه لأنه سلطوي أمر تسليمي إذعاني يطالب بالإيمان بالغيب وبالعقائد، يعتمد على التصوير الفني وإثارة الخيال، والحياة المستقبلية وما بها من وعود وخلاص من آلام البشر، قد يكون خطابا عقائديا كما هو الحال في علم الكلام أو باطنيا كما هو
الحال في التصوف أو تشريعيا كما هو الحال في الفقه وأصوله، يقدسه الناس حتى يصبح بدلا عن المقدس ذاته له أصول وفروع وله قلب وأطراف وبه حق وباطل فرق ناحية وفرق باية يعتمد على سلطة النص أكثر من اعتماده على سلطة العقل يعتبر نفسه حما ومقياسا لأنواع الخطابات الأخرى.
يتوحد به الحكام بحيث يصبح الخطاب الديني والخطاب السياسي خطابا واحدا، تثير المذابح والحروب ويتم تكفير المخالفين يؤدي أحيانا إلى الغرور والتعالي والتعصب ولا يقبل الحوار لأنه خطاب أخلاقي يعتمد على سلطة القائل وإرادته،لا يحتاج إلى مقاييس للصدق إلا من صدق القائل.
2. الخطاب الفلسفي هو تطوير للخطاب الديني ووارث له ينزع منه الجانب العقائدي القطعي النقلي السلطوي ويحيله إلى خطاب عقلي برهاني يقبل الحوار،والرأي الآخر،ويحتوي على مقاييس صدق الإنسان ونطابق النتائج والمقدمات إذا كان استنباطيا،ومع الواقع إذا ان استقرائيا ومع تجربة الإنسانية إذا كان خطابا من العلوم الإنسانية،وهو قادر على التعميم والتجريد والصياغات النظرية للقوانين،إنساني النزعة،متفتح على الحضارات الأخرى ، يخاطب جمهور العقلاء بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والسياسية،يعاديه الخطاب الديني لأنه يعتبره منافسا له على المعرفة والسلطة استشهد أصحابه مثل سقراط،والجعد ابن درهم،وسيد قطب.
تقدمت به البشرية،وأحيانا لا يفهمه إلا الخاصة وأحيانا تفهمه العامة إذا كان بسيطا واضحا بعيدا عن المصطلحات الفلسفية،أخلاقي النزعة يدعو إلى المثل الفاضلة تزدهر به الحضارات وتعرفه مثل الحضارة اليونانية والحضارة الإسلامية والحضارة الأوروبية الحديثة.
3. الخطاب الأخلاقي :وهو الخطاب الذي يقرأ الخطابين الديني والفلسفي في الحد الذي يتفق عله الناس،وهو خطاب الفضائل والتمييز بينهما وبين الرذائل،يختزل العقائد والنظريات إلى سلوك فاضل ومعاملة حسنة ولذلك اشتهرت مدرسة فلسفية أخلاقية اعتبرت الأخلاق جوهر الأديان،وأشهر أعلامها مسكويه والراغب الأصفهاني،الصوفية،البروتستانتية،الليبرالية عند هارنك ومندلسون،الكاثوليكية التجديدية عن لوزي واليهودية الإصلاحية عند اسبينوزا ومندلسون.
4. الخطاب القانوني :هو بمثابة اختزال للخطاب الديني والفلسفي والأخلاقي إلى مجموعة من الأوامر والنواهي على النحو التالي:
الدين شريعة،الفلسفة مواعظ،والنظر عمل،ولذلك ازدهر الخطاب القانوني داخل الخطابين الديني والفلسفي،مثل القياس في الشريعة وفي الحلقة اليهودية والقانون الكنسي في المسيحية،بل توحدت الشريعة مع الدين وأصبحت أهم من العقائد والفلسفات النظرية مثل الشريعة الإسلامية والشريعة اليهودية.
ويتميز هذا النوع بعدة مميزات نذكر منها الآتي:
 خطاب عام للناس جميعاً يضع قواعد السلوك وعقوبات في حالة خرق القانون.
 يعتمد على العقاب أكثر من الجزاء،وقد يصل العقاب إلى الموت.
 عادة ما تحدث خروقات بين القاعدة والتطبيق،وبين صورة القانون،وماديته وشدته ولينه،وبين حسن النية وسوئها،وبين المصلحة العامة والخاصة.
5. الخطاب التاريخي :وهو الخطاب الي يركز على المواعظ واستعادة نماذج بطولات التاريخ ومفاخره،فالحاضر كله في الماضي،والمدينة الفاضلة كانت في عصر النبوة والخلفاء الراشدين،وستعود بعد الموت في الحياة الآخرة،فالخبر في هذا الخطاب أحد مصادر المعرفة ويتم التحقق من صدق الروايات أولاً،فمثلاً علم الحديث وضع أسساً من أجل التحقق من الخبر من حيث صدق الرواية عن طريق اتصال السند أو النقد الخارجي للنص،فقط أكثر من تحليل المتن الداخلي وهو ما سماه المحدثون نقد المصادر ونقد النص.

6. الخطاب السياسي:هو خطاب السلطة الذي يوجه عن قصد نحو المتلقي للتأثير بهو اقناعه بمضمون الخطاب الذي يتضمن أفكاراً سياسية أو يكون موضوعه سياسياً،ويلجأ غالباً إلى استثارة الرموز في عقول المخاطبين من أفراد المجتمع ليتمكن من تحقيق هدفه،لأن الخطاب السياسي إفرازاً للمثيرات الاجتماعية والسياسية التي تنعكس عليه،والواقع الذي يتناوله هو التفاعلات والصراعات والأزمات بين المجتمعات السياسية وما ينتج عنها.
ويحدد جولد شيلغر نوعين من الخطاب هما خطاب الكلمات وخطاب البنية:
 خطاب الكلمات:ويتجلى في عملية التواصل اللساني ويتميز بالآتي:
- استخدام اللغة المشتركة بين المرسل والمتلقي.
- أن يمتلك طرفا الاتصال نسقاً واحداً.
- وضوح الرسالة لأن الوظيفة إبلاغية إفهامية ولهذا ينبغي على المرسل أن يلتحم مع موضوعه وأن يتناسب الموضوع مع المتلقي حتى تتحقق وظيفة التواصل والتي تكمن في التأثير فيه وإقناعه بمضمونها أو غرض المرسل.
 خطاب البنية:وهي الصيغ اللغوية التي يستخدمها المرسل حيث لا يشكل الوضوح الهدف الأساسي للخطاب،بل يسعى إلى تعتيم وتضبيب الرسالة عن طريق وضع الصيغ اللغوية المضادة والملتبسة من أجل قطع الطريق على كل جدلي وعقلي أو معارضة منطقية،ولهذا يحدد صيغ خاصة بمضامين خاصة يراها من منظوره صواباً ويفرضها على المتلقي.
7. الخطاب الاجتماعي :وهو الخطاب الذي يتحول من الديني بعد اختزاله عدة مرات إلى الخطاب الإنساني الذي يبدأ بالمجتمع ويصدر عنه،خاصة خطب الزعامات السياسية والحزبية وقادة الدول والرؤساء والحكومات وعيرهم.
8. الخطاب الأدبي :وهو الخطاب الذي يقوم بتحليل الأعمال الأدبية والفنية لبيان جمالياتها وصورها وأساليبها وقدرتها على التأثير في المتلقي،وإثارة خياله ومقدار ما فيها من ابداع من جانب الأديب أو الفنان...ويمتاز هذا الخطاب بما يلي:
 الجمع ما بين الذاتية والموضوعية.
 يجمع بين رؤية الأديب والفنان.
 يجمع بين الواقع الذي يصوره ويعبر عنه الأديب والفنان.
 الحقيقة تكمن في الجمال على المستوى الوجداني والانفعالي وليس على مستوى التجريد العقلي كما هو الحال في الخطاب العلمي.
9. الخطاب الإعلامي :هو الخطاب الذي يهدف إلى الإخبار عن الحوادث بهدف التأثير في اتجاهات القراء والمستمعين والمشاهدين وتوجيههم في اتجاه خاص بكيفية الخبر والإعلام وصياغته،وإلى الهدف الرئيسي للإعلام كما يجري الآن،وخاصة لدى الإعلام العربي.
ويتناول عملية تصوير الواقع وفق إدراك مسبق لما يجب أن يكون،ويتم تمثيله في مفاهيم وتصورات تتميز بمنطق داخلي يحكمها،هدفه الإقناع والاستجابة السلوكية لما يقوله.
10. الخطاب العلمي المنطقي:وهو أشد أنواع الخطاب صرامة ودقة،يعتمد على تحميل القضايا العلمية والرياضية بأسلوب المنطق،فالرياضة هي العامل المشترك الجامع بينهما،ويبتعد هذا
الخطاب عن الخيال،ويحاول تجاوز اشتباه اللغة العادية ويسعى للوصول إلى الدقة والموضوعية والتخلص من الجوانب الذاتية والشخصية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)