أنهت معاناة السكان مع قارورات البوتان

لم يمر الشهر الأخير (ديسمبر) من العام المنقضي 2017 بولاية ميلة دون أن يترك بصماته على حياة قاطني المئات من المنازل بمناطق ريفية وجبلية باردة تقع بولاية ميلة، بعدما تم إيصالها بالغاز الطبيعي واستفادة سكانها بهذه النعمة التي تقطع مع واقع سابق تطبعه معاناة البحث الدائم عن قارورات غاز البوتان خاصة في فترات الشتاء. ولم يكن لذلك احتفال قرية بوعزيز خليفة بشلغوم العيد بجنوب الولاية بالفروسية والفنطازيا ولا بالتجمعين الريفيين لحمالة (مركز البلدية) والتجمع التابع لها شقليبي مخلوف غير بعيد عن سد بني هارون وعاصمة الولاية، أمرا غريبا بمناسبة ربط ما لا يقل عن ما مجموعه 1500 منزل بالغاز الطبيعي بحضور وزير الطاقة، مصطفى قيطوني، خلال زيارة عمل وتفقد قام بها في ديسمبر الماضي، تجسيدا لجهود السلطات العمومية لتحسين ظروف المعيشة وترقية التنمية المحلية. ولعل هذه الجهود التي تستهدف رفع نسبة اختراق الغاز الطبيعي للولاية برسم البرنامج الخماسي للتعميم العمومي لهذه المادة، قد مثلت أحد أبرز نتائج هذه الولاية على الصعيد التنموي خلال العام 2017. وقدر وزير الطاقة يومها نسبة اختراق الغاز الطبيعي بولاية ميلة بنحو 64 بالمائة حاليا مع هدف بلوغ أكثر من 80 بالمائة بعد استكمال تجسيد أهداف البرنامج المنشود والجاري حاليا. وأكد مدير الطاقة بالولاية، محند الشريف براهم، بأن نسبة الاختراق للغاز الطبيعي بولاية ميلة كانت إلى نهاية 2016 تقدر ب62,82 بالمائة بالنسبة لحظيرة السكن الولائية، بينما ارتفع عدد البلديات التي تتوفر على الغاز الطبيعي إلى 26 بلدية من أصل 32 بهذه الولاية. ويستهدف البرنامج الخماسي الجاري تنفيذه في هذا السياق، حسب نفس المصدر، تغطية كامل البلديات (أي توفير هذه المادة بكل من مركز البلدية بالإضافة إلى تجمع ثانوي هام بها) تحقيق ما لا يقل عن 21 ألف ربط تم إنجاز نحو 10 آلاف لفائدة مناطق ريفية كثيرة. ورغم الوضعية المالية الصعبة للبلاد فقد جرى، حسبما كما أكده محند الشريف براهم، ربط 2660 منزل جديد خلال العام الماضي 2017 فيما ينتظر خلال العام الجاري 2018 استكمال ربط 6 بلديات أخرى إلى جانب 12 تجمعا سكنيا تابعا لها بالغاز الطبيعي بفضل تنشيط ورشة مد أنبوب غاز جديد 12 بوصة سيخترق الشمال الجبلي للولاية. وسيربط هذا الخط الجديد الذي سيضمن 13 ألف إيصال بالغاز على طول 60 كلم بلديتي حمالة بولاية ميلة وجيملة بولاية جيجل.