يوصل الضابط السابق في اللواء الثامن المدرع عمر مڤعاش، شهادته حول مشاركته في حرب أكتوبر 1973، على الجبهة المصرية ضد القوات الإسرائيلية، ويروي في هذا الجزء وقائع مثيرة عاشها فيلق المشاة التاسع الذي احتل أقرب موقع من تمركز الجيش الإسرائيلي على بعد نحو 100 متر فقط. ويكشف عن تفاصيل تدخّله لإفشال محاولة استهداف الإسرائيليين لقائد اللواء الثامن المدرع سابقا، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع حاليا عبد المالك ڤنايزية، ويتحدث عن قوة الدفاع الجوي المصري، وخلل التنسيق بين القيادتين الجزائرية والمصرية، ووقائع أخرى مثيرة في هذه الحرب العربية الإسرائيلية.
هل جرى التنسيق بينكم وبين المصريين بعد وصولكم إلى القاهرة؟
وصلنا إلى القاهرة في الليل وبعد الانضمام إلى وحدات التجمع أحببت أنا ومجموعة من الجزائريين أن نتجول في أرجاء عاصمة المعزّ، فألقى علينا المصريون القبض ظنا منهم أننا إسرائيليون، ثم أرجعونا إلى وحداتنا ليلا بعد ما علموا بهويتنا.
تم تزويدنا بالذخيرة والضروريات وانطلقنا متوكلين على الله باتجاه الجبهة بالقرب من البحيرات المرة وكان وصولنا فجرا، لكن تحركنا شابه بعض الخلل بسبب غياب التنسيق مع المصريين أنفسهم لعدم علمهم بحضورنا، كما أننا وجدنا الجبهة فارغة من أي مصري بعد ما انسحبوا قبل مجيئنا، وكان يفترض انتظارنا لنتسلم منهم الموقع، وهذا شيء لا يشرف.
نحن في فيلق المشاة التاسع للواء الثامن المدرع وجدنا موقعنا على الجبهة شاغرا وكان يفترض انتظار وصولنا حتى يسلمونا الموقع، ولكننا لم نجد أحدا.
قضينا ليلتنا، وفي اليوم الموالي قمنا باستطلاع ودرسنا الأرض فاكتشفنا أن المسافة بيننا وبين اليهود كبيرة، وكان لا بد من تقليص حجم الثغرة لكي لا نترك المجال للجيش الإسرائيلي كي يناور، فقررت قيادة الفيلق التاسع مع قائد اللواء الثامن المدرع، ومع قائد الكتيبة الثالثة التي كنت تابعا لها الاستيلاء على المساحة الفاصلة بيننا وبين اليهود وكانت تقريبا من اثنين إلى ثلاثة كلم.
قدمنا تقرير استطلاع اليوم الأول، نؤكد فيه أن المسافة الواسعة بيننا وبين قوات الجيش الإسرائيلي لا تخدمنا ويجب أن نسترجع كل متر، وحاولنا إقناع القيادة المصرية بكل الطرق، وبالفعل وافقت في النهاية بالتنسيق مع القيادة الجزائرية واستولينا على المناطق الشاسعة التي كان المصريون قد تركوها وأصبحنا أقرب نقطة في الجبهة كاملة إلى القوات الإسرائيلية أي على بعد نحو 100م أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/05/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : توفيق وشهرزاد ل
المصدر : www.essalamonline.com