أنظمة "البلاي ستيشن "

الأنظمة العربية هي الأنظمة الوحيدة في العالم التي تعيش شاذة عن العصر، فهي تعيش ا الجاهلية بكل تفاصيلها ولكن بتكنولوجية رقمية، رغم أنه يوجد أنواع من الأنظمة في العالم حتى وان لم يسمها المختصون أنظمة فضلت العيش في جاهليتها بكل تفاصيلها واتخذت من الغابات موطنا دون أن تعقد نفسها بالواقع الحديث والحداثة، مثلما هو الحال لبعض الأمم في أفريقيا وأمريكا اللاتينية التي تشكل أنظمة مهما حاول البعض إخراجها من واجهة " النظام" ، فالمتأمل لواقع أنظمتنا العربية يرى ذلك التناقض الصارخ في التفكير السياسي البدائي الذي لا يريد أن يتطور، وتظل فيه الأنظمة تفكر بطريقة الأبوة وشيخ القبيلة وتسير الدول كما تسير القبائل وما حولها من أنعام وبهائم ورغم ذلك تصر ذات الأنظمة على العيش في هذا القرن فارضتا نفسها على أجيال هي أحق بأخذ زمام المبادرة، وأكاد أجزم أنه حتى ولو تم إنزال الأنظمة العربية في لعبة " البلاي ستيشن" ويحاول أطفال العرب إدخالها لعصر وتوجيهها عن طريق الكمبيوتر من خلال الألعاب نحو التسيير الصحيح، فإنه سيعجز عن ذلك وستفشل الأنظمة العربية في تسيير شؤون الأمة حتى وهي لعبة بلاي ستيشن، لأنها ببساطة هي مجرد لعبة أصلا للكبار الذين يكبرون كلما صغرت أنظمتنا التي تشيخ وتهرم ولا تكبر . هذا العصر لا يجمع نقيضين، كما لا يحمل جوف المرء قلبان، فإما أن تأخذ الأنظمة بزمام الأمور وتعيش عصرها بناء على حضارتها وتصورات النخبة الصالحة فيها، وإما أن تظل في جاهليتها وتقفل على نفسها كما هو الحال بالنسبة قبائل الزولو والتوتسي في أدغال إفريقيا، فلا مكان لخط الوسط في عصر إن لم تتقدم فيه تتأخر.