أنثروبولوجية الحوار وثقافة الإقناع

يسعى المقال إلى توضيح أنتروبولوجية الحوار ورصد آلياته وما يمكن أن يتأسس عليه من عناصر وشروط تجعله ذا فعالية في حل النزاعات التي تحدث في مجالات الحياة المختلفة؛ ولئن كان هذا النوع من آليات الحوار مطلب الجميع في حال عدم الاتفاق على حل واضح يرضي الأطراف المتخاصمة، فإن إدارته ليست بالأمر الهين ولا هي واحدة في نظر الأطراف المتنازعة ، ولعل ذلك عائد إلى كيفية تصور الحوار عند هذه الأطراف . ومع ذلك فالكل يطمئن إلى الحوار، ويرى فيه المخرج الأنسب لحل الإشكالات المطروحة للنقاش. من هنا ألفينا أغلب الناس يفضلون الحوار باعتباره وسيلة حجاجية لا غنى عنها في فض النزاعات والانتصار للحق. غير أن هذا الأسلوب المنتهج لا يمكنه أن يحقق الغاية المنتظرة منه ما لم يكن مؤسسا على ثقافة الإقناع التي تختلف هي الأخرى باختلاف الأفراد والجماعات كما تتباين المفاهيم بحسب قناعات الأشخاص وثقافاتهم.