❊ س: ما هي آداب الصيام وما يكره وما يستحب للصائم؟
❊❊ ج: من آداب الصيام لزوم تقوى اللّه عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة الآية 183)، ولقول النبي صلى اللّه عليه وسلم "من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" ومن آداب الصوم أن يكثر من الصدقة والبر، والإحسان إلى الناس، لاسيما في رمضان، فلقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام فيدارسه القرآن، ومنها أن يتجنّب ما حرم اللّه عليه من الكذب والسب والشتم، والغش والخيانة، والنظر المحرم، والاستماع إلى الشيء المحرم إلى غير ذلك من المحرمات، التي يجب على الصائم وغيره أن يتجنبها ولكنها من الصائم أوكد.
ومن آداب الصيام أن يتسحر وأن يؤخر السحور، لقول النبي صلى اللّه عليه وسلم "تسحّروا فإنّ في السحور بركة"، ومن آدابه أيضاً أن يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ومنها أن يبادر بالفطر من حين أن يتحقق غروب الشمس، أو يغلب على ظنه أنها غربت، لقول النبي صلى اللّه عليه وسلم "لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر".
هل تكفي نية واحدة من أول الشهر؟
❊ س: أريد معرفة مدى وجوب النية المسبقة للصوم بالنسبة للمرأة التي أفطرت في شهر رمضان بسبب الحيض وتريد أن تصومها بعد ذلك، فهل النية تكون كل يوم مستقل بذاته أم تكون مجتمعة لعدد الأيام التي سيتم صيامها. وإن كانت مجتمعة فما حكم التي تفطر يوماً في منتصفها؟
❊❊ ج: من أراد صيام رمضان فإنه لا بد له من نية مستقلة لكل يوم، لأن صوم كل يوم عبادة مستقلة فلا بد لها من نية، هذا مذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة، وقال مالك وهو رواية عن أحمد: تكفي نية واحدة عن رمضان كله، وما في حكمه من كل صوم يجب تتابعه ككفارة الظهار ونحوها، لأنه عبادة واحدة فتكفيه نية واحدة كالصلاة والحج، أما ما لا يجب تتابعه كقضاء رمضان وكفارة اليمين فلا بد فيه من تجديد النية لكل يوم.
وعلى القول الأول وهو الراجح فلا بد لصحة الصوم من نية مبيتة من الليل لكل يوم من الأيام المذكورة، سواء تتابع صيام تلك الأيام أو تفرق.
ومن بدأ صيام يوم واجب فلا يجوز له الإفطار لغير عذر، فإن أفطر لغير عذر أثم، وعليه أن يصوم يوماً آخر مكانه، ولا أثر لذلك على صيام بقية الأيام. واللّه أعلم.
❊ س: ما حكم صائم رمضان إذا اغتاب أو كذب أو نظر إلى أجنبية بشهوة. أيصحّ صيامه أم يبطل ؟
❊❊ ج: الصوم النافع المقبول هو الذي يهذب النفس، ويقوي إرادة الخير، ويثمر التقوى المذكورة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة الآية 183).
والواجب على الصائم أن يكف عن كل قول أو فعل يتنافى وصومه حتى لا يكون حظه من صيامه الجوع والعطش والحرمان. وفي الحديث: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإذا سابه أو قاتله أحد فليقل: إني صائم" (رواه الشيخان). وقال عليه السلام: "ربّ صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع، وربّ قائم ليس له من قيامه إلاّ السهر" (رواه النسائي وابن ماجة والحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري. وقال صلوات اللّه عليه: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري وأحمد وأصحاب السنن)، قال ابن العربي المالكي: مقتضى هذا الحديث ألا يثاب على صيامه، ومعناه أن ثواب الصيام لا يقوم في الموازنة بإثم الزور وما ذكر معه.
وقال أبو ذر لطليق بن قيس: إذا صمت فتحفظ ما استطعت، فكان طليق إذا كان يوم صيامه دخل فلم يخرج إلا إلى صلاة. وكان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد وقالوا: نطهّر صيامنا.
الشيخ محمد شارف رحمه اللّه
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net