الجزائر

أمينة سعيداني، مفتشة أسعار متقاعدة لـ''المساء'':‏التعامل الجيد مع التاجر يجنب ردود الفعل العنيفة




أمينة سعيداني مفتشة أسعار منذ 15 سنة، تم تكريمها مؤخرا من طرف وزير التجارة مصطفى بن بادة مع مجموعة من زملائها المتقاعدين، نظير المجهودات المبذولة من طرفهم خدمة للقطاع طيلة سنوات، اِلتقينا بها وتطرقنا معها لمشوارها في هذا المجال ولأهم تطلعاتها.
-''المساء'': تم تكريمك من طرف وزير التجارة، ماهو واقع هذا التكريم عليك؟
* أمينة سعيداني: أعتبر أن هذا التكريم - والحمد لله- اِلتفاتة لابأس بها لأنها دليل على أن مسؤولي القطاع تذكرونا وتذكروا المجهودات التي بذلناها في مسارنا المهني، يجب القول أننا كنا ''مغبونين''، لأن الأجر الذي كنا نتقاضاه زهيد، واليوم تقاعدنا بمبلغ 25 ألف دج. ورغم ذلك، فإن فرحي كبير بهذا التكريم الذي أعتبره اِلتفاتة جيدة، لم تكن موجودة في السابق.
- ماذا يمكنك قوله عن مسارك المهني؟
* الأكيد أننا في وقتنا بذلنا مجهودات كبيرة، كنا متفانين في عملنا، وعملنا بكل طاقاتنا، لأننا كنا نحب بلدنا وكثيرا ما قبلنا بالعمل لساعات إضافية بدون أي مقابل في وقت كان أجرنا فيه متواضعا، كما أن عملنا كان متعدد الأوجه، فبالإضافة إلى تواجدنا في الميدان للمراقبة، فإننا كنا كذلك نحضر النصوص القانونية ونترجمها، يمكنني القول أننا كنا نخلق العمل. وما أتمناه اليوم أن يقوم الجيل الذي بعدنا بنفس الشيء، أي أن يتحلى بخلق العمل، ولايكون سلبيا وجامدا. للأسف، اليوم ما ألاحظه في من حملوا المشعل بعدنا هو حبهم الشديد للمادة وبحثهم عن الكسب السريع، في غياب التفاني في العمل. إن شاء الله يتغير هذا السلوك ويكونوا خير خلف لخير سلف.
- ماهي أهم الأشياء التي ميزت عملك؟وكيف كان التعامل معك كمفتشة أسعار؟
* أولا، تجدر الإشارة إلى أننا في السنوات التي مارسنا فيها عملنا كانت الأسعار تحدد من طرف الدولة، وكانت وظيفتنا هي مراقبة مدى احترام التجار لهذه الأسعار، أي أنه كان بإمكاننا مراقبتها نظرا لوجود قائمة أسعار. اليوم أصبحت المهمة الرئيسية هي مراقبة النوعية والنظافة والغش. أما الأسعار، فلا يمكننا التدخل فيها لأنها أصبحت تخضع لمنطق السوق أي العرض والطلب، لكنني أعترف لك بأني أتمنى أن يعود ضبط الأسعار كالسابق، حتى نحمي المستهلكين. أما بالنسبة للتعامل، فإنني أؤكد أننا في وزارة التجارة كنا دائما نتعامل مع بعضنا البعض مثل عائلة من الوزير إلى عون الأمن. أما في عملي الميداني، فالحمد لله، لم أشهد طيلة مساري أي مشكل مع التجار، فتعاملي معهم كان جد عادي.
- وماهو السر في هذه العلاقة العادية بين مفتشة وتاجر؟
* السر هو طريقة التعامل مع التاجر، فإذا ضحكت معه وتحدثت معه بلطف، فإنه أكيد سيتعامل معي بالمثل ويكون رد فعله إيجابيا، لكن إذا تعاملت معه من فوق كما نقول، أي من منطق إنني في موقع قوة وهو في موقع ضعف، فإنه أكيد سيلجأ إلى رد فعل قد يكون عنيفا لاسيما مع المستهلكين. طيلة مشواري لم أتعرض لأي حادث أو شيء سلبي... والحمد لله أنني لم أخل بمبادئي أبدا كمفتشة، الحمد لله، مالي نابع من عملي الحلال فقط. ولم يسبق لي أن قمت بأي تصرف لايليق أو أخذت أي شيء بالمجان من تاجر مقابل سكوتي عن أي مخالفات، لأن مثل هذه الظواهر موجودة فعلا، ليس فقط في قطاع التجارة، ولكن في كل القطاعات. لكن أظن أنه مع الزيادات في الأجور التي استفاد منها العمال، فإنهم سيستحون من اللجوء إلى هذه الممارسات المرفوضة. كما يجب الإشارة إلى أن تاجر اليوم ليس مثل تاجر الأمس، لأنه واع ومثقف لايهاب أي شخص حامل لمحفظة. إنه يعرف القوانين والخطوط الحمراء والتجاوزات التي يجب تجنبها. وأصدقكم القول أنه رغم تقاعدي من مهنتي، فإنني لحد الآن أتحدث مع التجار وأوعيهم وأوصيهم بكيفية التعامل مع المفتشين. لكن أنا أعتقد أنه من الضروري أن يطلع التجار على القوانين والنصوص التشريعية حتى يعرفوا حقوقهم وواجباتهم، فلايجب أن تظل النصوص حكرا على المفتشين فقط...
- ماهي تمنياتك؟
* أولا، أقول أن أحلى هدية أتمنى الحصول عليها هي عمرة إلى البقاع المقدسة، لأن مبلغ التقاعد لايسمح لي بأداء هذه الشعيرة الدينية. كما أتمنى الصحة لي ولزملائي، وأقول إن بلادنا اليوم -الحمد لله- في وضع جيد بفضل مجهودات رئيس الجمهورية، نشهد تشييدا وعمرانا، أرجو أن تتواصل هذه الإنجازات هكذا، وإن شاء الله، من يأتون بعدنا يعرفون قيمة البلاد.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)