أمينة بلمولود مختصة في تزيين معدات العرس ل «المساء»:‏ أسعى لجعل يوم العرس ذكرى لا تنسى

لم تعد الأعراس الجزائرية تنظم على النحو الذي كانت عليه سابقا، نتيجة الرغبة في التميّز ومواكبة كل المستجدات الحاصلة في مجال تنظيم الأعراس، ولعل ما شجع على ترك عادات زمان، هي المهن الجديدة التي تعنى بالإعداد للأعراس، والتي باتت تعرض خدمات تنافسية على العرسان مقابل أن يظل عرسهم ذكرى جميلة ومميزة في أذهان المدعوين. ومن بين المهن التي تفرض نفسها بقوة اليوم؛ مهنة تزيين معدات العرس من طاولات وكراسي، التي تخصصت بها الآنسة أمينة بلمولود، وحول الدافع إلى ممارستها لهذا النشاط ومدى الإقبال عليه، عدنا لكم بهذه الدردشة.
تروي لنا أمينة ابنة قسنطينة التي التقتها «المساء» في معرض أقيم مؤخرا بالعاصمة، عن بدايتها مع مؤسستها الخاصة بتزيين معدات الأعراس، فتقول؛ «فكرة الاهتمام بالأعراس، في حقيقة الأمر، بدأت عائلية، إذ كنت أولي أهمية بالغة لتزيين مكان جلوس العرسان، وكذا الطاولات والكراسي التي يجلس عليها المدعوون، بعدها شعرت برغبة كبيرة في ممارسة هذا النشاط، خاصة بعد طلب وإلحاح أصدقائي مني تزيين معدات أعراسهم بعد إعجابهم بطريقتي في تنظيم الطاولات والكراسي، لاسيما وأنني فتاة مبدعة، أحاول في كل مرة تقديم أفكار جديدة وغير مكلفة طبعا.
وتضيف قائلة؛ «بدأت فكرة تبني هذا النشاط تتخمر في ذهني شيئا فشيئا، وما جعلني أقبل على تكوين مؤسسة مصغرة تعنى بتنظيم أعراس العائلات، هو التشجيع الكبير الذي تلقيته من قبل أختي المقيمة بفرنسا، والتي تملك خبرة في مجال تنظيم الأعراس، كونها على دراية بالجانب التنظيمي للأعراس في المجتمع الغربي الذي يعتبر فيه الديكور شرطا لازما ومن هنا كانت الإنطلاقة.
لم تكن بداية ممارسة النشاط صعبة على أمينة، بحكم أن العائلات الجزائرية باتت اليوم تقيم أعراسها في أكبر وأفخم قاعات الحفلات، وبعد أن كان الطبخ من اختصاص الجدات والخالات من كبار السن، أصبح من اختصاص الطباخين، الأمر الذي سهل على محدثتنا إطلاق مشروعها الذي سرعان ما لقي إقبالا وترحيبا من طرف العرسان، حيث قالت؛ «ثبت لي أن رغبة المقبلين على الزواج هي أن تظل أعراسهم راسخة في أذهانهم وذكرى جميلة، من أجل ذلك، حاولت ترجمة هذه الرغبة من خلال جملة الأفكار التي أحوّل بها مستلزمات العرس؛ من كراسي، أواني، طاولات ومقاعد جلوس العرسان إلى تحف فنية.
وفي ردها عن سؤال «المساء» حول الأفكار التي جاءت بها في مجال تزيين مستلزمات العرس، قالت محدثتنا؛ «ابتكرت إعداد لائحة الطعام التي توضع على الطاولة التي يجلس إليها المدعوون، إذ يمكنهم الإطلاع على نوعية الحلويات والطعام التي تقدم، مع وقت تقديمها، وهي عموما فكرة لقيت إعجاب البعض من الباحثين عن الإنفراد والتميّز، إلى جانب المزاوجة بين ألوان الأقمشة التي تغطي الطاولات والكراسي، إذ نترك للعرسان الحرية المطلقة في اختيار الألوان، غير أننا نتدخل لإبداء الرأي وتوجيههم نحو الأفضل، وعموما، الموضة تسير نحو المزاوجة بين لونين أو ثلاثة ألوان لمزيد من الجاذبية، على غرار التزيين بالأبيض، الأسود، الفضي، وهي الألوان التي تعد من أكثر الديكورات رواجا. كما أعتمد كثيرا على الشموع التي أعتبرها من أجمل معاني الرومانسية، حيث أعمل على تجميل الطاولة بها بالنسبة للأعراس التي تستمر إلى وقت متأخر من الليل.
لا يزال نشاط أمينة في مجال الإهتمام بكل ما يخص تزيين معدات العرس حديث العهد، إذ لا يتجاوز عمر مؤسستها السنة، غير أنها تحمل بداخلها باقة من الأفكار التي سرعان ما تطلق لها العنان ما إن يتم استدعاؤها لتحضير عرس ما.