يحاول الروائي الجزائري أمين الزاوي في روايته الجديدة "الخلان"، الصادرة حديثا عن منشورات "ضفاف" و"الاختلاف"، كتابة تاريخ الجزائر، لكن من باب آخر، بمعنى تاريخ الجزائر المتعدد والجزائر المتنوعة. تدور الرواية حول مصائر ثلاثة أشخاص الأول أرفولاي رشدي، الذي ينتمي إلى الأهالي قبل الثورة، ويشير إلى حد ما إلى إبيلي ديمادور، الثاني ليفي زيمرمان، الذي ينحدر من عائلة يهودية في مدينة تلمسان، والثالث أغوستين من أصول جزائرية (عن طريق الأب) قدم من شمال فرنسا.
يلتقي هؤلاء الثلاثة أثناء أداء الخدمة العسكرية داخل ثكنة عسكرية بمدينة وهران، إبّان الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبعد الحرب العالمية الثانية، ثم تتشكل علاقة صداقة بينهم وكل واحد منهم لديه همومه العاطفية وشخصيته، ويقررون الانضمام إلى الثورة، والالتزام بالمشاركة فيها بعد اندلاعها ضد فرنسا، ويغادرون الثكنة.
رواية مشحونة بالخيال
يستشهد ليفي أثناء الثورة ويدفن في الجبل، في حين يعود أوغستين ورشدي أرفولاي إلى الجزائر المستقلة، فيعمل الأول طبيا، ويعيش الثاني حياة عادية بصفته مجاهدا، لكن الدين يرجع من جديد، ويظهر الاختلاف مرة أخرى.
تِرتِر
تشدّ أحداث رواية "ترتر" التاريخية، للروائي العراقي نزار عبدالستار، الصادرة عن دار هاشيت أنطوان، من الصفحة الأولى، بشكلها السردّي الجديد، وأحداثها التي لا تهدأ حتى النهاية، والمشحونة بخيال يجعل القارئ لا يميّز بين ما هو واقعي مستمد من التاريخ، وبين ما هو من مخيلة الكاتب. يتداخل في الرواية ذات النفس السينمائي، الزمان بالمكان، وتبدو الشخصيات والأحداث والاشياء كأنها موجودة وغير موجودة.
تبدأ أحداث الرواية في أكتوبر 1898، حيث يقوم إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني برحلة إلى الشرق، ويلتقي في إسطنبول السلطان عبد الحميد الثاني، فيخطّطان لإنشاء سكّة حديد برلين- بغداد بهدف منافسة التجارة الإنكليزية، وقطع طريق الهند البرّي.
ولمواكبة هذا المشروع يجب قبل كلّ شيء إدخال التجّار الألمان إلى ولاية الموصل، والعمل على تأسيس صناعة نسيجية تتفوّق على تلك الإنكليزية، فتتولى هذه المهمة آينور هانز، وليدة الأب الألماني والأم التركية، التي تعمل مرشدة سياحية في وكالة توماس كوك للسفر، لكنّ هذه المرأة المسكونة بالأحلام، والمسيَّرة بالحبّ، تذهب إلى أبعد من ذلك، متحدّية جبروت ثلاث دول عظمى هي إنكلترا وفرنسا وروسيا القيصرية.
أغنية هادئة
تكشف الكاتبة المغربية ليلى سليماني في روايتها "أغنية هادئة"، التي صدرت ترجمتها إلى العربية حديثا عن المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء، أثر التناقضات الاجتماعية على الطبقة التي جبلت على خدمة طبقة أخرى، وألا يخدمها أحد. وقد استلهمت سليماني الرواية من جريمة قتل وقعت في نيويورك عام 2012.
نعومة قاسية ولغة طفولية تشبه الحلوى
تحكي الرواية قصة آل ماسي، الزوجة مريم وزوجها بول لهما ولد وبنت، وبسبب انشغالهما في العمل تتحكم الخادمة "لويز" في كل شؤون المنزل، وهي بطلة القصة الحقيقية. آل ماسي أسرة برجوازية، تعيش في باريس وتقضي العطلات في اليونان. الأم محامية، والأب يعمل في الإنتاج الموسيقيّ، وهما دائما الانشغال عن الطفليّن.
تروي سليماني، بنعومة قاسية ولغة طفولية تشبه الحلوى، عن الحياة الخشنة التي تعيشها الخادمة الهزيلة، التي نُذِرَت للوحدة والفقر وحياة الهامش، تأكل بقايا الطعام والأكل الحامض، وإذا تسنى لها أن تنام مطمئنة، فلا تحلم إلا بالمسئوليات التي عليها أن تنجزها في الصباح.
لقد جمحت لويز ثورتها وعذاباتها الداخلية والديون المتراكمة عليها، كي تستطيع غناء الأغنية الرقيقة التي تهدهد بها الأطفال. لكن بسبب استنزافها بالكامل نفد مخزون الحب واللعب لديها، فتحولت من شخص باسم شديد اللطافة إلى شخص حاد وعدواني، أنهكها الطبخ والبؤس وخدمة الجميع، حتى أصابها الجدب العاطفي وقادها إلى الجنون.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/12/2018
مضاف من طرف : litteraturealgerie
المصدر : alarab.co.uk