الجزائر

أمهات حائرات وأخصائيون ينبهون احذروا على أولادكم من المسلسلات التركية


لم يعد الإدمان على مشاهدة المسلسلات، خاصة المصرية ومؤخرا التركية، حكرا على النساء بالجزائر، وهو الذي اتفق عليه منذ سنوات، بل باتت فئة الأطفال من بين المعنيين بمتابعة مختلف المسلسلات، حتى أنهم باتوا ينافسون أمهاتهم على ذلك، وهو ما أكدته لنا بعض السيدات اللواتي استطلعنا آراءهن، وجزمن بأن موضة متابعة مختلف المسلسلات من قبل الأطفال باتت تمثل مشكلا، خاصة إذا ما تمت برمجة تلك المسلسلات في أوقات متأخرة من الليل.  هن مجموعة من الأمهات اللواتي كانت لنا دردشة معهن حول متابعة أطفالهن للمسلسلات، وهي الظاهرة التي أكدن أنها دخيلة على البيوت الجزائرية، حيث أشارت السيدة نسيمة، أم لثلاثة بنات، أنها بدأت مع ظهور المسلسلات التركية واكتساحها لمختلف القنوات الفضائية العربية، مشيرة إلى أن ابنتها الكبرى التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، باتت تعاني من هوس المسلسلات التركية ''فمن قناة عربية إلى أخرى، أجدها تترقب موعد كل مسلسل، حتى أنه لم يعد لي حق في متابعة برامج أخرى كنت أحرص على مشاهدتها خلال رمضان، مثل برامج الطبخ''.  من جهتها، أكدت لنا السيدة زينب، أم لولدين يبلغان من العمر 9 و11 سنة، أنهما كانا من متتبعي المسلسلات المصرية بحكم رفضها لخروجهما إلى الشارع بسبب العنف المنتشر، وبعد الأحداث التي دارت بين مصر والجزائر، قاطع الولدان تلك المسلسلات وعوّضاها بالمسلسلات السورية والتركية التي يتربصانها عبر مختلف القنوات ''حيث لا أبحث على أحدهما إلا وأجده قبالة جهاز التلفاز، وقد أثر ذلك على تحصيلهما الدراسي، خاصة أن هذا الإدمان بدأ منذ أشهر''، لتضيف أنها لا تعرف كيف ستتصرف معهما مع اقتراب الدخول المدرسي، خاصة أن المعروف عن المسلسلات التركية التي يعشقانها حتى النخاع، أنها طويلة وكثيرة الحلقات وستستمر إلى ما بعد الدخول المدرسي بفترة طويلة، مشيرة إلى أن ''ريتم'' شهر الصيام والسهر طيلة الليل قبالة التلفزيون وقضاء النهار في النوم، زاد الطين بلة. وأصعب ما تخشاه هذه السيدة، حسب قولها، هو عدم قدرة ابنيها على التأقلم ثانية مع التوقيت العادي والاستغناء عن هذه المسلسلات التي باتت هاجسهم الرئيسي. وعن إدمان الأطفال على مشاهدة مختلف المسلسلات، ألقت السيدة لانية دواودة، اختصاصية علم النفس بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بالمسؤولية على الأمهات بصفة خاصة، لأنهن يمنعن أبناءهن من الخروج من البيت، وبالتالي يجبرون بطريقة غير مباشرة على متابعة المسلسلات التي تشاهدها الأم. كما أشارت إلى أنها استقبلت عددا كبيرا من الآباء الذين اشتكوا من إدمان أبنائهم على المسلسلات، وهو ما تسبب في فشلهم الدراسي، حيث شهد الآباء أن تزامن المسلسل الذي يتبعه أبناؤهم مع تواجدهم بالمدرسة، جعلهم يحرصون على مشاهدته خلال إعادة بثه في ساعات متأخرة من الليل، حيث يعتمدون على المنبه لإيقاظهم، وما لذلك من اختلال في النوم، لتنصح بالتالي بعدم تزويد غرف نوم الأطفال بجهاز تلفاز، وهو ما بات ملحوظا بكثرة، مع الحرص على عدم حرمانهم من اللعب خارج المنزل، مشيرة إلى أن الإدمان على بعض المسلسلات خاصة التركية التي تعرض بكثرة وفيها كثير من التشويق، من شأنه أن يتسبب في اكتساب الذكور لسلوك مخنث، مع تسببه في مراهقة مبكرة للبنات اللواتي يحلمن بأجواء عاطفية مشابهة للتي يعرفها المسلسل في أوقات مبكرة من أعمارهن.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)