اجتمع مجلس الوزراء، أمس، تحت رئاسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وخلال هذا الاجتماع درس مجلس الوزراء وصادق على مشروع قانون تمهيدي يحدد قائمة المسؤوليات العليا في الدولة والوظائف السياسية التي تشترط لتوليها التمتع بالجنسية الجزائرية دون سواها. ويستمد هذا النص من المادة 63 من الدستور التي تنص على أن التمتع بالجنسية الجزائرية دون سواها شرط لتولي المسؤوليات العليا في الدولة والوظائف السياسية، وتشير إلى أن هذه الأخيرة سيحددها القانون. وفيما يتعلق بالمسؤوليات والوظائف المدنية، تخص أحكام مشروع القانون الرئيسي غرفتي البرلمان ورئيس المجلس الدستوري والوزير الأول وأعضاء الحكومة ورئيسي المحكمة العليا ومجلس الدولة ومحافظ بنك الجزائر ومسؤولي أجهزة الأمن وكذا رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات. وبالنسبة لوزارة الدفاع الوطني يشمل مشروع القانون المسؤوليات والوظائف الرئيسية ضمن الجيش الوطني الشعبي وينص على أنه يمكن توسيع هذه الأخيرة لتشمل أيَّة مسؤولية عسكرية يتم إقرارها بموجب مرسوم رئاسي. ويكون تنفيذ هذه الأحكام بتقديم المعني بالأمر لتصريح شرفي بالتمتع بالجنسية الجزائرية دون سواها.مجلس الوزراء يصادق على قانون المرور الجديدكما درس مجلس الوزراء ووافق على مشروع قانون تمهيدي يعدل ويتمم الأمر رقم 70-20 المؤرخ في 19 فيفري 1970 والمتعلق بالحالة المدنية. ويهدف هذا التعديل الذي يدخل في إطار إصلاح العدالة إلى تسهيل الإجراءات لفائدة المواطنين لدى الجهات القضائية من أجل تصحيح واستبدال أو إلغاء عقود الحالة المدنية. وفي هذا الصدد سيكون بإمكان المواطن المقيم في الجزائر أو في الخارج تقديم طلب تصحيح عقود الحالة المدنية لدى أي جهة قضائية عبر التراب الوطني بغض النظر عن مكان تحرير أو قيد عقد الحالة المدنية محل الإجراء، كما سيكون ممكنا تقديم هذه الطلبات إلكترونيا. كما درس مجلس الوزراء وصادق على مشروع قانون تمهيدي يعدل ويتمم القانون المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسلامتها وأمنها. وجاء اقتراح مراجعة التشريع المنظم لأمن حركة المرور نتيجة استمرار عدد كبير من حوادث المرور بحصيلتها الثقيلة خاصة من حيث الأرواح البشرية. وبالتالي وبشأن الإجراءات الوقائية تم أساسا اقتراح تعزيز تكوين وتأهيل السائقين وبالخصوص السائقين المهنيين وتحسين المراقبة التقنية وأمن حركة المرور ووضع هيئات وطنية للوقاية والتنسيق في مجال أمن حركة المرور عبر الطرق. وفيما يتعلق بإجراءات ردع المخالفات والجنح المرتبطة بحركة المرور، اقترح أساسا تشديد تصنيفات وعقوبات الجنح والمخالفات فضلا عن إدخال نظام رخصة السياقة بالتنقيط التي تمكن من المعالجة الآنية للمخالفات. ولدى تدخله عقب المصادقة على هذا النص دعا رئيس الجمهورية مصالح الأمن عبر الطرق إلى مضاعفة الجهود لاسيما خلال الموسم الصيفي من أجل التطبيق الصارم للتشريع ذي الصلة بغية الحد من آفة حوادث المرور. كما دعا رئيس الدولة جميع السلطات المعنية إلى تعجيل تطبيق مشروع القانون هذا، فور المصادقة عليه من قبل البرلمان. وعلاوة على ذلك درس مجلس الوزراء ووافق على مشروع قانون تمهيدي حول القواعد العامة للوقاية من أخطار الحريق وحالات الهلع. وجاء هذا النص لتحيين المقاييس المعمول بها في مجال الأمن والوقاية من أخطار الحريق في المقرات المحتضنة للجمهور وكذا في البنايات ذات الاستعمال السكني. كما يفرض التزامات على الأشخاص الماديين والمعنويين، المعنيين فيما يخص مراجعة تجهيزات كشف الحرائق ومكافحتها وكذا وضع تسهيلات للإجلاء في حالة حوادث. ومن جهة أخرى، يقترح مشروع القانون منح ضباط الحماية المدنية صفة أعوان الشرطة القضائية لمعاينة المخالفات. كما يقترح عقوبات أكثر صرامة ضد المخالفين لأحكام هذا القانون ويحدد في الأخير مهلة لجعل المؤسسات والعمارات مطابقة لهذا التشريع. واغتنم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سانحة دراسة مشروع هذا القانون للتذكير بالجهود الجبارة التي تبذلها الدولة من أجل تحسين ظروف حياة المواطن في القرى وفي المدن بما في ذلك من خلال القضاء على الأحياء القصديرية والسكنات الهشة. وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه من غير المعقول ترك هذه الجهود وثمارها تذهب هباءً بسبب خرق القوانين والتنظيمات المتعلقة بالسكن والعمران أو بمعايير السلامة الزلزالية أو مكافحة الحرائق. ومن ثمة، حث رئيس الدولة السلطات المعنية المركزية والمحلية على ضرورة السهر على الاحترام الصارم لكافة القواعد المتعلقة بالعمران والبناء وكذا أمن العمارات لاسيما من الحرائق والزلازل.المصادقة على القانون التمهيدي المتعلق بالتقاعدكما درس مجلس الوزراء وصادق على مشروع قانون تمهيدي يعدل ويتمم القانون المتعلق بالتقاعد. وجاءت هذه المراجعة حفاظا على الصندوق الوطني للتقاعد الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في حالات التقاعد دون شرط السن أو التقاعد النسبي وهما إجراءان تم إقرارهما في التسعينيات على نحو استثنائي وانتقالي عندما كانت البلاد تواجه موجات غلق المؤسسات وتخفيض عدد العمال. ويعزز النص الذي وافق عليه مجلس الوزراء مبادئ المساواة التي تضبط الإحالة على التقاعد ويحفظ مستقبل الصندوق الوطني للتقاعد ومصالح المتقاعدين ويأخذ في الحسبان انشغالات ممثلي العمال. وفي هذا الصدد، ينص مشروع القانون الذي سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الفاتح جانفي 2017 أساسا على: (1) إعادة إلزام السن الأدنى المحدد بستين (60) سنة (55 بالنسبة للمرأة) مع شرط استيفاء 15 سنة على الأقل من الخدمة. (2) إمكانية العمل خمس سنوات إضافية بموافقة المستخدم. (3) إمكانية الاستفادة من التقاعد قبل سن الستين (60) بالنسبة للعاملين في مناصب جد شاقة (التي ستحدد عن طريق القانون) (4) والإمكانية بالنسبة للعمال الذين يشغلون وظائف تتطلب تأهيل عالي أو غير متوفر (والتي ستحدد عن طريق القانون) العمل إلى ما بعد سن الستين (60). ومن جهة أخرى درس مجلس الوزراء ووافق على مشروع قانون تمهيدي توجيهي حول تطوير المؤسسة الصغيرة والمتوسطة. ويعكس هذا التحيين التشريعي الأهمية المتزايدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أجل تحقيق النمو في بلادنا وإنشاء مناصب شغل وتنويع الاقتصاد الوطني. وفي هذا المنظور، ورد اقتراح تعزيز مكيف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لاسيما في المجالات ذات الأولوية وكذا دعم استثمارات هذه المؤسسات في مجالات البحث والابتكار والمناولة. وسيسهل هذا النص أيضا بروز شركات ومجمعات مهنية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مما سيشجع تطوير التنسيق بين الفروع. وأخيرا يقترح مشروع القانون ترتيب عمومي متجدد لمتابعة وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفروعها المحلية. كما استمع مجلس الوزراء وناقش عرضا قدمه وزير المالية حول النموذج الجديد للنمو الاقتصادي. هذه المقاربة التي أعد مسودتها خبراء وطنيون تمت مناقشتها من طرف الثلاثية المجتمعة في جوان الفارط قبل إثرائها من طرف الحكومة.ويرتكز النموذج الجديد للنمو الاقتصادي على سياسة مالية متجددة قوامها (أ) تحسين عائدات الجباية العادية بشكل يسمح لها في آفاق 2019 بتغطية نفقات التسيير وكذا نفقات التجهيزات العمومية غير القابلة للتخفيض (ب) تقليص ملموس لعجز الخزينة في نفس الآفاق (ج) تعبئة موارد إضافية في السوق المالية المحلية على غرار القرض السندي الذي تم إطلاقه منذ أسابيع والذي تعكس نتائجه المرضية ثقة المشاركين في الآفاق الواعدة للاقتصاد الوطني. وبخصوص أهداف النموذج الجديد للنمو الاقتصادي فهي تتمثل أساسا في تحبيذ فيما يخص الاستثمارات العمومية تلك الموجهة للمنشآت القاعدية التي لها أثر محفز على القدرات الانتاجية للبلاد، كما تتمثل في الاستثمار في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية مثل الطاقات المتجددة والصناعات الغذائية والخدمات والاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة والصناعات البعدية للمحروقات والمناجم. كما يرتكز النموذج الجديد للنمو الاقتصادي على (أ) استئناف انتاج المحروقات (ب) تحفيز انشاء المؤسسات من خلال مواصلة تحسين مناخ الأعمال و(ج) فتح القطاعات غير الاستراتيجية للاستثمار الخاص والعمومي و(د) كذا ترقية الصادرات خارج المحروقات. ومن ثمة، يترتب عن هذا المسعى نمو اقتصادي أقوى بنسبة 5ر3 بالمئة سنة 2016 وبنسبة 4 بالمئة سنة 2017.الرئيس يدعو إلى المحافظة على سياسة العدالة الاجتماعيةولدى تدخله من جديد خلال أشغال مجلس الوزراء، أشار رئيس الجمهورية إلى أنه بالرغم من الأزمة المالية الحادة الناجمة عن انهيار عالمي لأسعار المحروقات خلال السنتين الأخيرتين فإن الجزائر تنوي الحفاظ على حركية النمو التي طورتها طيلة السنوات الأخيرة وتعزيزها مع السهر على الحفاظ على سياسة العدالة الاجتماعية وتحسينها. وأوضح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ذلك هو المعنى والهدف من مشاريع القوانين المتعلقة بالتقاعد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا النموذج الجديد للنمو الاقتصادي التي اعتمدناها اليوم . وأكد رئيس الدولة أن الحكومة ستواصل إصلاح التشريع والتنظيم الاقتصاديين من أجل مرافقة التنويع الضروري للاقتصاد الوطني وتطبيق أحكام الدستور المعدل فيما يخص دور الدولة من أجل تحسين مناخ الأعمال وضبط السوق وحماية المستهلكين.بوتفليقة يأمر الحكومة بإطلاع المواطنين على الوضعية المالية للبلادكما دعا رئيس الجمهورية المسؤولين الوطنيين والمحليين إلى مضاعفة الجهود بغية إطلاع الرأي العام الوطني حول الوضعية المالية الصعبة التي تمر بها البلاد وكذا حول آفاق النمو والشغل التي في وسع الجزائر تحقيقها على المدى المتوسط. وصرح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن المواطن إذا كان مطلع أحسن سيكون أقل عرضة للخطابات العديمية ويكون مجند أكثر للعمل والتضامن لمواجهة الظرف المالي الصعب حاليا . كما أشار رئيس الجمهورية إلى أنه بالرغم من التوتر الذي تشهده العائدات العمومية في الظرف الراهن فإن الدولة حافظت على المزايا الممنوحة للاستثمارات. وفي المقابل تنتظر البلاد من المتعاملين الاقتصاديين حركية أكبر في الاستثمار واستحداث مناصب الشغل وافتكاك حصص في الأسواق الخارجية. وبعد الإشارة إلى الميزة التي تتمتع بها بلادنا من خلال الحوار الاجتماعي، دعا رئيس الدولة الشركاء المعنيين وعلى رأسهم الحكومة إلى مواصلة وتوسيع التشاور لتحقيق إجماع حول الإصلاحات والتحولات الواجب القيام بها في المجال الاجتماعي لاسيما وأن هذه الإصلاحات والتحولات لا تمس بمبادئ العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني المكرسين في وطننا. واستئنافا لأشغاله، وافق مجلس الوزراء على إبرام صفقة بالتراضي بين ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية البليدة ومؤسسة أطلس لأشغال الهندسة المدنية من أجل إنجاز 4400 سكن اجتماعي ببلدية مفتاح. وتبلغ قيمة هذا العقد حوالي 12 مليار دينار جزائري في حين حددت مدة انجازه ب 48 شهرا. كما صادق مجلس الوزراء على إبرام صفقة بالتراضي تخص شطر أول لإزدواجية السكة الحديدية المنجمية بشرق البلاد بين الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة انجاز الاستثمارات في السكة الحديدية (انسريف) ومجمع لمؤسسات عمومية وطنية بقيادة شركة كوسيدار . ويخص هذا العقد أشغال إزدواجية وعصرنة شطر بطول 177 كم من السكة الحديدية بين الوادي الكبير وتبسة وجبل العنق. كلفة هذا المشروع تقدر ب 6ر50 مليار دينار جزائري ومدة انجازه 48 شهرا. وينتظر في آفاق 2020 أن تضمن السكة الحديدية المنجمية للشرق نقل حوالي 26 مليون طن من معدن الفوسفات ومشتقاته والحديد. وسيتم تأهيل هذا الخط بالموازاة مع انجاز استثمارات هامة في إطار الشراكة التي أبرمتها الجزائر من أجل تثمين أكبر لحقول الفوسفات في شرق البلاد. وأخيرا درس مجلس الوزراء وصادق على قرارات فردية تتعلق بتعينات وإنهاء مهام عليا في الدولة. وتم بالمناسبة أخذ صورة لأعضاء الحكومة مع رئيس الجمهورية بمناسبة اجتماع مجلس الوزراء هذا، الذي يعد الأول بعد التعديل الوزاري الذي تم في جوان 2016.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/07/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محيوز ن
المصدر : www.alseyassi.com