الجزائر

أمام فشل قوى الناتو في وقف زحف كتائب القذافي أجدابيا على وشك السقوط في قبضة نظام طرابلس



 اعترف مسؤولو حلف الناتو عن القيود المفروضة عليهم في توجيه الضربات على كتائب القذافي، بسبب خطأين ارتكبا في ظرف وجيز أدى إلى مقتل قرابة العشرين من المدنيين والعشرات من الجرحى، ما جعل كابوس أفغانستان يعود إلى الأذهان في طرح ماهية التدخل الأجنبي غير المجدي.
من جهة أخرى، قدرات القذافي لا تبدو متأثرة في ثالث أسبوع من القصف العشوائي. وقد تمكنت من استرجاع بن جواد وراس لانوف والبريقة والحرب دائرة اليوم بأجدابيا، آخر قلعة قبل بنغازي.
ومن جهة أخرى، الثوار أنفسهم أثبتوا أن قدراتهم القتالية محدودة، إن لم نقل منعدمة، وبعد مرور شهر ونصف على بداية الثورة، لم يتقدموا بشبر واحد نحو الغرب. ومصراتة هي الأخرى تعيش مأساة إنسانية والقناصة الموالون للقذافي يطلقون النار على المدنيين وغير المدنيين.
وبعد الضربات الأولى التي شهدت كثافة من القصف وبعدما أخذ الناتو قيادة العمليات، بدا وكأن العمليات توقفت، تارة بسبب الأحوال الجوية وتارة أخرى بسبب غياب التنسيق والإمدادات.
ومع مرور الوقت، تبين أن الهدف من اللائحة 1973 لم يأخذ في الحسبان تعنت القذافي. فالرجل لا يفكر بمنطق المجتمعين في مجلس الأمن الذين يقيّمون الحروب من برجهم العاجي. ففي صحراء ليبيا يواجه المسلحون  ـ معظمهم مدنيون ـ عسكريين متمرسين، يعرفون ويحسنون فن القتال، يقف وراءهم رجل غير واع بمدى الخطورة التي يشكلها التدخل الغربي على نظامه. وأثبت للصديق قبل العدو أنه ربح المعركة خلال 45 يوما الأولى. وشوهد، أمس، على التلفزيون الرسمي الليبي وهو يزور مدرسة في طرابلس، في إشارة منه إلى الغرب بأن الحياة عادية وأن مقاتلات التحالف الغربي تستهدف هؤلاء الأطفال.
ميدانيا، شنت، أمس، كتائب القذافي هجوما من ثلاث جهات على مدينة أجدابيا. في وقت يشهد خط البريقة ـ أجدابيا مواجهات عنيفة منذ أسبوع، في حرب الكر والفر حسب ما تأتي به الطائرات المحلقة في الأجواء. وبموازاة ذلك حلقت لأول مرة مروحية بألوان علم الثوار في السماء، فيما سمع دوي شديد بالمدينة، نفى الناتو مسؤوليته في وقوعه.
وفي مدينة مصراتة، مدينة المقاومة، يقف أحد جنود القذافي رفقة الصحفيين، بينما يرتفع دوي الرصاص غير بعيد عن شارع طرابلس. فيقول: ''لا تخافوا... إنها نيران صديقة''. تمر ثانية بعدها يتلقى رصاصة في خده، يسقط على الأرض وتحمله سيارات الإسعاف بسرعة، في اتجاه مستشفى زليتن. من حسن الحظ كان الجرح خفيفا. ويقول آخر: ''أنتم شاهدتم كيف يستهدفون الصحفيين''.
وفوق سطوح العمارات يتمركز قناصة القذافي منذ أيام يصطادون كل من يتحرك في المدينة التي سكنها الأشباح. ومن حين لآخر يُسمع صوت رشاش الكلاشنيكوف وصراخ يرتفع من بعيد ومنبهات سيارات الإسعاف وطائرات الناتو تحلق كنقط سوداء في زرقة السماء. وتدور المعركة بين الثوار وكتائب القذافي في شارع طرابلس على المنفذ المؤدي إلى الميناء. فمنه تأتي المؤونة والمساعدات الإنسانية، ومنه يتنفس السكان المحاصرون.
وفي الشوارع هنا وهناك ترى العين ''جثث'' دبابات وسيارات محروقة وعمارات محطمة ورائحة الموت والدمار تملأ المكان. والحصيلة الأخيرة تحصي أربعة قتلى من بينهم طفلان وعشرة جرحى، جراء قصف بالقذائف على بيوتهم.
وبالزنتان، على مسافة 100 كلم جنوب غرب طرابلس، يقذف جنود القذافي بالمدفعية مواقع الثوار المحصنين بالمدينة، ولا يتوقف سكان المدينة عن السؤال عن أسباب توقيف الناتو قصف قوات القذافي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)