يتواصل إقبال العائلات الأوراسية على الأسواق الشعبية لاقتناء مختلف مستلزمات الشهر الفضيل، حيث فضلت العديد منها إقتناء احتياجاتها تدريجيا وتجنب التواجد بالأماكن التي تشهد تواجدا مكثفا للزبائن في التزاما بالإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورنا المستجد.فضّلت هذه العائلات العودة للتسوق بأعرق وأشهر أسواق بيع التوابل بعاصمة الأوراس باتنة والولايات المجاورة لها، سوق «الرحبة» ذو الرمزية التجارية والحضارية والتاريخية بالمنطقة.
الفريك سيّد المنتجات
ميزة هذا السوق حسب ما وقفت عليه «الشعب»، توفره عل كل ما يحتاجه المطبخ الأوراسي الغني بأشهى الوجبات والأطباق، حيث يتحوّل السوق الى محج للعائلات من مختلف بلديات الولاية باتنة وحتى من بعض الولايات المجاورة كبسكرة وخنشلة وغيرها، زاده أهمية تواجده بقلب باتنة النابض ليلا ونهارا، كون المدينة تشهد حركية غير مسبوقة باتجاه مختلف أسواق المدينة، من بينها سوق الرحبة.
تتفق نساء الأوراس على أن كل مستلزمات مطبخها من توابل وفريك الطبق الرئيسي خلال رمضان والزبيب والبرقوق المجففين، والمكسرات وحتى بعض العجائن التقليدية لا يمكن اقتناؤها إلا من سوق الرحبة نظرا لجودة سلعه وحداثة جلبها من مختلف الأسواق الجزائرية.
للتسوّق بالرحبة نكهة لا تجاريها نكهة أخرى، رغم الزحام الكبير عبر ممراته الضيقة التي لا تتعدى 5 امتار عرضا تصطف على جنباتها أكياس مختلفة الألوان والأحجام بداخلها أشهى وألذ وأجود أنواع التوابل والمكسرات والخضر المجففة والعجائن التقليدية تسحر الزائر وتجعله يفرغ كل ما في جيبه من نقود لاقتنائها حتى وإن لم يكن بحاجة ماسة إليها.
ويتوفر سوق الرحبة على مجموعة من الدكاكين الصغيرة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار مربعة، نجح أصحابها في تحويلها إلى محلات تجارية رائعة الجمال من خلال طريقة عرضهم للسلع خاصة التوابل.
رغم الغلاء لا غنى عن توابل «الرحبة»
على غرار كل أسواق باتنة شهد سوق الرحبة هذه السنة ارتفاعا معتبرا في أسعار سلع مختلف المنتجات التي يوفرها خاصة التوابل والعجائن التقليدية والمكسرات، والحلويات، حيث اشتكت بعض النسوة من الغلاء غير أنهن أكدن اضطرارهن لاقتناء مستلزمات المطبخ من هذا السوق ككل سنة.
وعبّرت السيدة فهيمة عن امتعاضها من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بالرحبة مقارنة بالسنوات السابقة، خاصة الفريك الذي شهد سعر الكيلوغرام الواحد منه ارتفاعا قياسيا فاق ال380 دج، أما البرقوق فقفز إلى 600 دج، في حين ارتفع سعر رأس الحانوت من 450 إلى 650 دج، اما سعر «السينوج» المحلي المطلوب بكثرة في هذه السوق والذي لا غنى عنه في رمضان فتجاوز ال950 دج، أما الكسبر المرحي فبلغ 750 دج، والفلفل المرحي الذي تنتجه ولاية الوادي والمعروف بجودته العالية، ففاق ال950 دج وحبة الحلاوة ب 1500دج، والزبيب 1000 دج، الكمون والكروية فاق سعرها ايضا 1000 دج.
لم يمنع ارتفاع الأسعار النساء من الإقبال بقوة على السوق لإقتناء احتياجاتهن واستعمالها ولو لأسبوعين فقط فرضمان بالأوراس له نكهة مميزة خاصة المائدة التي تتزين بأشهى الأطباق وألذها رغم غلاء مكوناتها.
بدوره أرجع أحد أصحاب دكاكين سوق الرحبة، ارتفاع الأسعار إلى جودة التوابل التي غالبا ما تكون مستوردة من الهند وباكستان وحتى المغرب الشقيق وهي دول معروفة عالمية بإنتاج أجود انواعها، زاد من غلائها انتشار الفيروس الذي حال دون توفير كميات كبيرة من هذه التوابل.
الأواني الفخارية والدبشة أولوية
ككل سنة تحرص العائلة الأوراسية على الحفاظ على بعض العادات والتقاليد الغذائية خلال الشهر الفضيل كالطبخ في الاواني الفخارية أو وضع الاكل بداخلها، حيث تقاوم هذه العادة الضاربة في عمق التاريخ الزحف التكنولوجي وتفضل الاجيال الحالية اقتناء الاواني الزجاجية الحديثة بدلا من الفخارية التي تبرز حضارة المنطقة.
شهدت هذه الاواني أيضا ارتفاعا معتبرا ايضا حال دون اقتنائها، حيث فضلت النسوة استعمال القديمة منها المتواجدة بمطابخها، لتزينها بأجود انواع الدبشة والمعدنوس الذي يتم اقتناؤها يوميا وبيعه طازجا وسط تهافت غير مسبوق من طرف المواطنين عليه خاصة في الفترة المسائية التي تخصص غالبا لإقتناء الزيتون بأنواعه والفلفل «الطرشي» والفواكه والمكسرات.
التسوّق بالرحبة له نكهة خاصة في رمضان حيث يستهوي النسوة التواجد به في الفترة الصباحية لاقتناء المواد الاستهلاكية المختلفة، حيث تتزين موائد التجار بأشهى انواع الألبان ومشتقاته الطبيعية المطلوبة بكثرة في هذا الشهر الفضيل، بجوار باعة البيتزا والمكسرات التقليدية كالبسبوسة والزلابية وقلب اللوز وغيرها التي تعرف رواجا كبيرا ساعات قليلة قبل الإفطار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/04/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حمزة لموشي
المصدر : www.ech-chaab.net