الجزائر

ألقت محاضرة بالمعهد الثقافي الفرنسي بالجزائر، الباحثة صوفي بسيس تؤكد ”الجزائر لن تصنع التميز داخل الحراك التغييري في العالم العربي”



شددت الباحثة صوفي بسيس، خلال اللقاء الذي نشطته أول أمس، بالمعهد الفرنسي بالجزائر، على أن الوقت غير مناسب للحكم على نجاح أو فشل الثورات التي يشهدها العالم العربي معتبرة ذلك بمثابة هزة ثورية حقيقية حركت المحيط العربي والعالم بأكمله. وركزت الباحثة  في حديثها على السيناريوهات المتعددة لمرحلة ما بعد الحراك الثوري التي سترسم مستقبل كل الدول العربية بما فيها الجزائر التي قالت أنه لا يمكن وصفها حالة خاصة. اللقاء الذي جمع المهتمين بالشؤون العربية من أساتذة وباحثين وكذا الأسرة الإعلامية، ركزت فيه الباحثة على الأسباب المشتركة التي لعبت الدور الأساسي في الحراك التغييري الذي شهده ولازال يعرفه العالم العربي وعلى رأسها المعالم الثقافية الموحدة بين الدول العربية واصفة ذلك بالحمض النووي الثقافي المتطابق في العالم العربي، خاصة منها ما تعلق بالعوامل السياسية على رأسها الممارسة الديكتاتورية للسلطة على الشعب، إضافة إلى الأسباب الاقتصادية التي ولدت اللامساواة وعدم التوازن الاجتماعي، وهي أسباب عبأت الشعب العربي ودفعته إلى إخراج تشكيلة الكبت لديه في شكل ثورات اختلف التعبير عنها من بلد عربي إلى آخر، لكنها فصلت في العديد من النقاط التي تميز دولة عربية عن أخرى وهو ما جعل الأحداث تتباين حسب التركيبة الداخلية لكل مجتمع خاصة منها درجة النمو الديمغرافي في كل بلد وكذا وضعية المرأة في المجتمعات العربية التي شكلت أهم محاور الخطابات والنقاشات في الآونة الأخيرة، مما جعل درجة حدة هذا الحراك الثوري تختلف بين دول الخليج والمغرب العربي. من جهة أخرى أشارت الباحثة إلى أن ما حدث في الدول العربية الثائرة على أوضاعها لم يكن صدفة، وتساءلت في الوقت ذاته هل يتغير الكل من أجل تغيير لا شيء؟ وقالت الباحثة أن وضعية الجزائر حالة خاصة لأنها عرفت العديد من التحركات التي أسهمت في التغيير وعلى رأسها أحداث أكتوبر 1988، لكن هذا يجعلنا حسب ذات المتحدثة نطرح نقطة استفهام مهمة تتعلق بالممارسات الحرة أو بالأحرى أي طريق نحو الديمقراطية ستسلك الجزائر وغيرها من الدول العربية؟ وهل ستصنع الجزائر التميز في الوطن العربي باتجاه التغيير المنتظر؟ وأجابت على سؤالها بأن الجزائر لن تكون حالة خاصة لما يحدث في العالم العربي، لأنه كما قالت لا يمكن تغيير الأنظمة في أسابيع لكن يمكن الإطاحة بالأنظمة في أسابيع فقط، ومهما كانت الأسباب الخارجية تلعب دورا في تحريك عجلة التغيير في العالم العربي غير أنها تبقى ثانوية، لأن حقيقة ما يفجر هذه الثورات هي الأوضاع الداخلية لكل بلد. الطاوس. ب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)