لعلّ نظم قواعد النّحو في قصائد طوال عُرفت بالألفيات في تاريخ النّحو العربي هي ظاهرة متميّزة انفردت بها اللّغة العربية عن غيرها تعظيما لشأن نحوها، وقد عرف تاريخ النّحو أكثر من ألفية أشهرها ألفية يحي ابن معطي وألفية ابن مالك وألفية السّيوطي وسواها، فهذه الألفيات على تباين ناظميها أبانت عن مدى اقتدار القدماء في التحكّم بناصية اللّغة ومعجمها وأساليب تعابيرها وممّا يشهد بقيمة هذه الألفيات أنّها حازت الفضل عند علماء الفنّ، كما أنّها عُنيت بالشّروح الكثيرة والتعليقات المختلفة وصاحبت نصوصها بعض المؤّلفات المعروفة كخزانة الأدب للبغدادي وشرح ابن عقيل وغيرهما.
ولمّا كانت ألفية ابن معطي أوّل تلك الألفيات فقد منحها الشرّاح اهتمامهم من الدّرس والتّفسير قصد الكشف عن غوامضها وتبيان ملامح الدّرس النّحوي في ثناياها، ولكي تتحدّد جهود ابن معطي وما أضافه من جديد وتأثير في من بعده كان لا بدّ من تتبّع ذلك في شرح من شروح ألفيته الذي به يتّضح مقدار تفوّقه وميزة خصوصيته وذلك بموازنة عمله هذا مع أعمال غيره في الفنّ نفسه، لاسيما في مجال النّظم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/05/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن موسى زين الدين
المصدر : Revue Des Sciences Humaines Volume 24, Numéro 1, Pages 257-269