الجزائر

ألعاب القوى والجيدو والملاكمة وحدها التي حققت ميداليات أولمبية


لم تشكل انتخابات رئيس اللجنة الأولمبية التي جرت السبت الحدث، لدى غالبية الجزائريين، بل إن بعضهم لا يعرفون اسم رئيس اللجنة الأولمبية السابق الذي عمّر طويلا السيد بيراف مصطفى، فما بالك باسم الرئيس الجديد، لأن الرياضة في الجزائر صارت شعبيا وإعلاميا وحتى رسميا مختصرة في لعبة كرة القدم فقط، بالرغم من أن اللعبة الشعبية لم تحقق للجزائر في تاريخها أي لقب فردي أو جماعي ذي بعد عالمي واقتصر تفوقها على لقبين لأمم إفريقيا وبعض الألقاب الخاصة بفرق مولودية العاصمة وشبيبة القبائل ووفاق سطيف وبعض الكرات الذهبية التي حصل عليها بلومي وماجر ومحرز ولكن على الصعيد الإفريقي فقط، ومع ذلك تبقى شعبيتها جارفة، ففي الوقت الذي يحفظ الجزائريون أسماء كل لاعبي الكرة بما فيهم الذين ينتمون إلى أقسام دنيا لا يكاد يحفظ الجزائريون اسما لرياضيي ألعاب القوى أو غيرها من الرياضات الفردية والجماعية.إذا نظرنا تاريخيا، فإن الرياضات الفردية هي التي منحت المجد للجزائر، فلم يكن اسم الجزائر مذكورا في المحافل الدولية إلى غاية أولمبياد لوس أنجلس سنة 1984، أي بعد 22 سنة من الاستقلال، في دورة غاب عنها المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وخاصة كوبا التي كانت قوة عالمية في الملاكمة، حيث فاز الثنائي المكون من المهاجر محمد زاوي وابن وهران موسى مصطفى بميداليتين برونزيتين في الملاكمة، وكان فتحا عظيما للرياضة الجزائرية، حيث تحقق الإنجاز بعد سنتين من أول مشاركة لمنتخب الكرة في كأس العالم ولكن من دون تأهل حتى للدور الثاني، وأيضا بعد أربع سنوات من وصول منتخب الكرة لدورة الألعاب الأولمبية في موسكو 1980 وبلوغه الدور ربع النهائي وخروجه أمام يوغوسلافيا بثلاثية نظيفة وأيضا في غياب المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وانتظر الجزائريون بعد ذلك إلى غاية 1992 ليحصلوا على أول ميدالية ذهبية في دورة برشلونة بواسطة رياضية ألعاب القوى في مسافة 1500 متر، حسيبة بولمرقة التي أهدت الجزائر أول ميدالية ذهبية في تاريخها، ثم تهاطلت الذهبيات وبقية المعادن بين فضة وبرونز، في ألعاب القوى، وجميع الذهبيات كانت في مسافة 1500 مترا إناثا وذكورا، من الرباعي حسيبة بولمرقة 1992 ونور الدين مرسلي 1996 وبنيدة مراح 2000 وأخيرا توفيق مخلوفي 2012، إضافة إلى فضية علي سعيدي سياف وفضيتين لتوفيق مخلوفي، وإذا كانت الجزائر قد حققت ميدالية برونزية وأخرى فضية في الألعاب الاولمبية في لعبة الجيدو بواسطة صورية حداد ودحماني، فإنها فازت أيضا بالذهب في الألعاب الأولمبية في أطلنطا في الملاكمة بواسطة المرحوم حسين سلطاني بطريقة أشبه بالمعجزة في لقب بلاد الملاكمة، وجاءت الذهبية في سنة 1996، وعجزت بقية الرياضات على كثرتها من منح الجزائر أي ميدالية بل إنه في الدورتين السابقتين 2012 في لندن و2016 في البرازيل، لم تحصل الجزائر سوى على ذهبية وفضيتين من طرف رياضي واحد وهو توفيق مخلوفي، مما يعني أن الرياضة في الجزائر تراجعت بشكل رهيب، ولحسن الحظ أن أولمبياد طوكيو تأجل حتى يتسنى للرياضيين التحضير الجيد، وربما يتحصلون على دفع قوي من إدارة اللجنة الأولمبية الجديدة، وأيضا من الوزيرة سليمة سواكري المصارعة السابقة التي حصلت على المركز الخامس في الألعاب الأولمبية.
حتى الرياضات الجماعية تراجعت بشكل كبير، وإذا كانت كرة السلة لا أمل حتى في بلوغ قمتها على الصعيد الإفريقي فإن الكرة الطائرة التي فازت الجزائر مرة بلقبها القاري في مصر أمام البلد المنظم، وكرة اليد، تراجعت وصار التتويج بلقبها القاري أقرب للمعجزة فما بالك بحصد ميدالية أولمبية، ولا تكاد الجزائر تقترب من المستوى العالمي إلا ببعض الرياضيين إما من المهاجرين أو الذين يعيشون في أوروبا مثل السباح أسامة سحنون الذي يحلم ويحلم معه الجزائريون بميدالية ولو برونزية في الألعاب الأولمبية القادمة، كما تمتلك الجزائر بعض الحظوظ في رياضة رفع الأثقال أما بقية الرياضات فإن الفارق فيها بين مستوى الجزائريين ومستوى أبطال العالم، فهو كبير جدا، ويحتاج إلى عمل كبير وبعيد المدى من أجل أن تنافس الجزائر البلد القارة على أن تكون ضمن البلدان التي تخرج من كل دورة أولمبية بكم من الميداليات لا ينزل عن العشرة، خاصة أن توفيق مخلوفي لا يمكنه أن يشارك بعد أولمبياد طوكيو مرة أخرى.
ب.ع
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)