الجزائر

أكواخهم ومخابئهم تحولت إلى أطلال سكان قرى المدية: ''أغيثونا.. نحن نموت''


عادت الثلوج وبكثافة، أمس، إلى مختلف ربوع المدية، ليتخطى سمكها العشرين سنتمترا بأغلب بلديات الولاية، وتتسبب منذ أولى ساعات الصباح في شل حركة المرور بأغلب الطرق الثانوية.
  عرفت الطرق الرئيسية أدنى سيولة في حركة المرور، إلا أنها كانت أكثـر وقعا على القرويين قبل استعادة عافيتهم من آثار العاصفة الثلجية السابقة، حيث حولت العديد من أكواخ ومخابئ العشرات من العائلات القروية إلى مجرد أطلال بين أوحال الثلوج الذائبة، وسيولها المتدفقة حتى في مخادع نومهم، وتسببت في نفوق دواجنهم ومواشيهم، كما في منطقة الفرنة والبدارنة بالعمارية شرقي الولاية.
وخلال اطلاعنا على وضعيات اجتماعية منهارة رفقة الحملة التضامنية التي تنفذها مصالح أمن الولاية بتوزيع وجبات قتالية على أشد العائلات عوزا بمختلف الأحياء والتجمعات السكانية القريبة من عاصمة الولاية، بات مسلما بأن أية عاصفة بنفس الحجم لن تمر بعافية على عائلات أصبحت تفترش الصقيع وأصبح مصيرها في حكم التغيرات الجوية، ولم تعد تعني لمسؤوليها أكثـر من أوعية انتخابية حسب العرض والطلب. العوز الذي رأيناه بقريتي تيبحيرين ببلدية ذراع السمار على مسافة لا تتجاوز 12 كلم شمالي عاصمة الولاية، أو بذراع بن غانيف بالمنحدرات الواقعة أسفل مدينة المدية ذاتها، كان أبغض من أن يحتمله بصر، أو يصمت له وعي، فالقرويون هنا أصبحوا في حكم المجهولين إداريا أو صحيا ومعيشيا، بأجساد أنهكها الجوع والبرد، ولم يجدوا غير سواعدهم المنهارة لتكرار مقارعة ثلوج بسمك متر ونصف المتر بالمعاول وقطع الزنك، والاستنجاد بأية قطعة حطب للتدفئة في ظل أزمة الغاز. والأكثـر مرارة، أن بين عائلاتها مصابين بأمراض عقلية أو معاقين، لا حيلة لذويهم في التكفل بمعاناتهم غير عزلهم في أكواخ مجاورة، لأنهم لا أولوية لديهم أمام حاجة الأولياء لإنقاذ الأصحاء من عائلاتهم. ولم يجد أسوأهم حالا بعد وقوف أعوان الشرطة في حملتهم التضامنية على حالاتهم المأساوية بقرية ذراع بن غانيف مثلا، غير اختصار أحوالهم في صيحة طلب النجدة أغيثونا.. نحن نموت .

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)