أكسل أو كسيلة ملك مسيحي أمازيغي ولد في مدينة خنشلة الحالية، أسلم ثم أرتد عن الإسلام زمن الفتح الإسلامي للمغرب. حكم مملكة التافا الامازيغية والتي كانت تشمل الجزائر الحالية وأجزاء من تونس، وشمل مكله كسيلة الأراضي ما بين تاهرت (تيارت الحالية) و وهران و تلمسان غربا إلى القيروان بالشرق.
حارب كسيلة ضد قوات عقبة بن نافع وقوات قيس بن زهير البلوى، ممَّا تسبب بتأخير فتوحات المسلمين في شمال أفريقيا وغرب أوروبا.
كانت سياسة أبو المهاجر دينار في مدينة القيروان مرنة مع الأمازيغ أدت إلى تراجع الغنائم والجباية فقرر الأمويون إعادة تنصيب عقبة بن نافع على مدينة القيروان فكان ذلك عام 62 هـ/681 م، هذا الأخير الذي ما إن وصل إلى القيروان حتى أمر بالقبض على أبي المهاجر دينار وتصفيده بالحديد، كما أساء إلى الملك كسيلة
فتوعده الملك كسيلة بالانتقام. ورغم أن أبا المهاجر كان قد نصح عقبة بن نافع بعدم الإساءة إلى أكسل مما سيكون له عواقب وخيمة في مسار الفتح الإسلامي،[1] لكن عقبة لم يأبه لذلك. فلما وصل إلى القيروان احتفظ بأبي المهاجر دينار وسيره معه إلى غزو بلاد الأمازيغ, تصدى له الملك أكسل ونشبت معركة بين الفريقين في بسكرة جنوب جبال أوراس بجيش يضم 50,000 جندي يقودهم الملك كسيلة، وانهزم المسلمون في المعركة وقتل عقبة بن نافع سنة 64 هـ 684 م، ومثَّلت هذه المعركة نهاية لمرحلة من الفتوحات الإسلامية بالمغرب.
أستولى كسيلة على القيروان بسهولة، وأمن الرجال والنساء والأطفال وتركهم إلى أن تتحسن أحوالهم وأرزاقهم، وأمنهم أيضا ًفي أنفسهم وأبنائهم وأموالهم، وخلى حال سبيلهم ليواجهوا بأنفسهم مصيرهم، ومكث كسيلة في القيروان حاكماً لمدة خمس سنوات.
وبعد هذا الأنتصار، أسس كسيلة مملكة واسعة تمتد من الجزائر إلى تونس، أي من جبال الأوراس فمروراً بقسنطينة إلى القيروان عاصمة تونس القديمة في عهد عقبة بن نافع. وفتح كسيلة اتصالاً مع الروم، فتنبه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى ذلك على الرغم من انشغالات الخليفة بثورة ابن الزبير واضطرابات الشيعة.
وفي هذا السياق التاريخي أيضاً، أشتعلت فتنة الضحاك بن قيس في الشرق، وبقيت أفريقيا الشمالية بدون والٍ مدة خمس سنوات. وأرتد الكثير من الأمازيغ عن الإسلام كما يقول ابن خلدون اثنتي عشرة مرة بسبب تعسف الولاة، بيد أن الخليفة عبد الملك بن مروان، أمد القائد زهير بن قيس البلوي الذي ظل ماكثاً ببرقة بإمدادات عسكرية هائلة، فسار زهير بن قيس بجيش يتشكل من أربعة آلاف جندي عربي وألفين من الأمازيغ المسلمين حيال القيروان. ونشبت معركة حامية الوطيس بين جيش قيس بن زهير وقوات كسيلة في منطقة ممش قرب القيروان، ويذهب المؤرخون إلى أن كسيلة خرج من القيروان إلى ممش لأمرين وهما: "أولهما تضايق كسيلة من إمكانية الإضرار بسكان القيروان؛ لأن بها كثيراً من - يقول كسيلة- ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم". [بحاجة لمصدر]
كان حينها زهير بن قيس البلوي بالقيروان، وبلغه الخبر فخرج هارباً وارتحل بالمسلمين ونزل ببرقة (مدينة في الشرق الأدنى لليبيا) وأقام بها ينتظر المساعدة من الخليفة. واجتمع إلى كسيلة جميع أهل الجزائر من الأمازيغ المسلمين، وزحف إلى القيروان فخرج العرب منها وهربوا إلى الشرق. وأقام حاكماً على إفريقية خمس سنين. وكان زهير بن قيس مقيماً ببرقة مند وفاة عقبة فبعث إليه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بالمدد وولاه حرب الأمازيغ فزحف إليها في آلاف من العرب. من جهته، جهز الملك كسيلة حصانه، وحمل ترسه وسيفه، وأعد العدة صحبة فرسانه. وبعد أن جمع سائر الأمازيغ، ذهب لملاقاة جيش المسلمين. التقى الجيشان بنواحي شرق مدينة القيروان واشتد القتال بين الفريقين. ثم ربح المسلمون المعركة سنة 686 من الميلاد وقتل كسلية.
خليفة كسيلة
خلفت الملكة الأمازيغية ديهيا الملك كسيلة في حكم الأمازيغ، فطردت المسلمين من أفريقية في معارك طاحنة. وهكذا تمكنت الملكة ديهيا من بسط نفوذها على كامل بلدان المغرب من جديد وأعادت بناء مملكة كسيلة. إلا أن المسلمين تمكنوا سنة 90 هـ بقيادة موسى بن نصير من إتمام فتح المغرب، وذلك في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وتم ضمُّه إلى الدولة الأموية ومن بعدها الدولة العباسية.
المراجع
تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة ^ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 - الصفحة 107.
ابن خلدون، كتاب تاريخ ابن خلدون، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، الجزء الرابع والجزء السادس
عبد الله العروي: مجمل تاريخ شمال أفريقيا، ص:11؛
ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، الجزء6، ص:110؛
جميل حمداوي. من أبطال المقاومة الأمازيغية الملك أكسل
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/10/2018
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : wikipedia