تفاقم داء السيدا في الجزائر، بحسب ما يكشفه لنا الواقع، يفرض على الجميع ضمّ جهودهم، أسرة، مؤسسات تربوية، مساجد، وجمعيات مهتمة وسلطات للحد من استفحال الداء.يزداد الأمر خطورة إذا ما علمنا أن نسبة كبيرة من الشباب معرضون أكثر من غيرهم للمرض بسبب اقترافهم سلوكات في لحظة طيش، غير مدركين أنهم قاب قوسين أو أدنى من الموت.في هذا الصدد، كشف بوفنيسة حسان، رئيس جمعية "تضامن أيدز" ل "الشعب"، أن عدد حاملي فيروس السيدا يقدر بستة آلاف حالة، مقابل ثلاثة آلاف إصابة بالسيدا. وفي بداية جانفي إلى غاية 30 سبتمبر الجاري، تم تسجيل 900 حالة جديدة وهي الأرقام التي تم الإعلان عنها من قبل المخبر المرجعي لسيدي فرج التابع لوزارة الصحة.وأوضح رئيس الجمعية، أن هذه الأرقام لا تعكس حقيقة عدد المصابين بالسيدا في الجزائر، لأن هناك مرضى يلجأون إلى المخابر الخاصة بهدف الكشف عن المرض وبالتالي لا يتم الإعلان عن مثل هذه الحالات ولا إحصاؤها.وأرجع بوفنيسة سبب استفحال الداء، إلى الانحلال الخلقي السائد في المجتمع بسبب وسائل التكنولوجيا الحديثة، خاصة "المواقع الإباحية " و«السكايب" التي يستخدمها الشباب وحتى الأطفال، حيث أصبح الواحد منهم لا يتوانى عن تجسيد ذلك على أرض الواقع، يتجلى ذلك في سلوكاتهم المنحرفة وعلاقاتهم العاطفية خارج إطار الزواج، في ظل عدم اهتمام الأولياء بالجانب التربوي، وهو ما ساهم في استفحال الداء في أوساط هذه الفئة التي تشكل نسبة 75% من المجتمع الجزائري، بحسب ما أدلى به رئيس الجمعية.من هذا المنطلق، قال بوفنيسة حسان إن جمعيته ومن خلال نشاطاتها تسعى لاستدراج الشباب للقيام بكشف مبكر في المراكز التي أنشأتها الدولة لمكافحة الداء، بالتنسيق مع الجهات المعنية، خاصة وأن البرنامج الوطني المسطر لمكافحة الداء والذي سينتهي في 2015، لم يحد من عدد الإصابات. وعليه، يقع على عاتق الجمعية بذل مجهودات أكبر لنشر الوعي لدى الشباب من خلال تكثيف عمليات التحسيس والتوعية بخطورة المرض، بصفة منتظمة وعلى مدار السنة، مع وضع استراتيجية وطنية شاملة لتشخيص مرض السيدا، وأن يقتصر ذلك على مراكز متخصصة تابعة لوزارة الصحة دون مخابر التحاليل الخاصة حتى يتم ضبط عدد الإصابات بدقة وبالتالي ضمان عدم انتقال الفيروس إلى أشخاص آخرين ومنع استفحاله.الحملات التحسيسية تكتسي أهمية قصوىتكتسي حملات التحسيس والتوعية في أوساط الشباب أهمية قصوى في نشاط جمعية "تضامن أيذر". وفي هذا الصدد، أكد رئيسها بوفنيسة حسان، أن جهودهم كلها منصبة في هذا الاتجاه، فقد دأبت الجمعية على تنظيم ندوات في الوسط الطلابي بمختلف الجامعات للتعريف بالمرض وطرق انتقال العدوى والوقاية منه، حيث كان آخر نشاط لها بالمدرسة الوطنية التحضيرية لعلوم التجارة والتسيير الكائنة بالدرارية في 24 من نوفمبر المنصرم. كما ركزت الجمعية،ب حسب بوفنيسة، أيضا، على الشباب الأقل حظا من حيث المستوى التعليمي، باستخدام وسائل أخرى كالأفلام الوثائقية التي تعد أسرع وأفضل وسيلة لمكافحة هذا الداء القاتل. بالإضافة إلى تجنيد مرضى منخرطين في الجمعية وإشراكهم في حملات التوعية والتحسيس للإدلاء بشهادات حية وقوية تنقل معاناتهم ومسارهم العلاجي، معتبرا أن الصوت والصورة إضافة نوعية لعمل الجمعية تجلب إليها أعدادا معتبرة من الشباب، وهي طريقة مثلى يتجاوب معها عادة الكثيرون، دون نسيان التجمعات المنظمة عبر الأحياء من أجل نشر ثقافة الوعي وحماية الشباب من هذا المرض الذي يهدد حياتهم
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دليلة أوزيان
المصدر : www.ech-chaab.net