الجزائر

أكثر من‮ ‬9‮ ‬أشهر لتحديد أول جلسة علاج


‭ ‬مراجعة سياسة ضبط مواعيد التشخيص والعلاج‮.. ‬ضروري‭ ‬جمعية الأمل تصف ضبط مواعيد العلاج‮... ‬بالكارثية
يعتبر مرضى السرطان من بين الفئات التي‮ ‬تحتاج إلى رعاية واهتمام مضاعفين مقارنة بكافة الحالات المرضية الأخرى،‮ ‬وذلك لما تتسبب فيه أعراض المرض من تعب وإرهاق وفقدان للمناعة،‮ ‬ناهيك عن الألم الذي‮ ‬يكابده المريض سواء أكان نفسيا أو جسديا طيلة رحلة صراعه مع المرض المسمى بالخبيث،‮ ‬هذا الألم الذي‮ ‬يتضاعف إذا ما لم‮ ‬يتلق المصاب بالداء الرعاية اللازمة والتي‮ ‬تتطلب تكاثف كل الجهود من محيطه،‮ ‬وكذا المؤسسات الاستشفائية الذي‮ ‬يرى فيه المريض بصيص الأمل الذي‮ ‬ينتشله من ما‮ ‬يتخبط فيه من ألم ومعاناة‮. ‬تحدث العديد من المرضى المتواجدين على مستوى مركز بيار وماري‮ ‬كاري‮ ‬بمستشفى مصطفى باشا الجامعي،‮ ‬عن رحلة العناء التي‮ ‬يعايشونها طيلة فترة العلاج خاصة فيما‮ ‬يخص مواعيد جلسات العلاج بالأشعة التي‮ ‬أكد بعض المرضى الذين تقرب منهم‮ (‬السياسي‮)‬،‮ ‬أنها تحدد لهم بعد‮ ‬09‮ ‬أشهر من تاريخ دفعهم للملفات مما‮ ‬يزيد من حجم معاناتهم،‮ ‬حيث أوضحوا أن أخذ هذه المواعيد أصبح أمرا تدخل فيه كل أشكال الوساطة،‮ ‬ففي‮ ‬حديث المرضى عن هذا الأمر أوضحوا أنه ليس من المعقول أن‮ ‬ينتظر المصاب بالسرطان الذي‮ ‬يحاصره الألم من كل ناح وقتا طويلا كهذا ما قد‮ ‬يجعل حالتهم تتدهور أكثر نظرا لأهمية هذه الجلسات في‮ ‬تحقيق الشفاء كون أن هذا الأخير كثيرا ما‮ ‬يكون مصاحبا لعلاجات السرطان الأخرى،‮ ‬كالعلاج الجراحي‮ ‬والكيميائي‮ ‬الهدف الأساسي‮ ‬منه هو تقليص حجم الأورام وقتل الخلايا السرطانية‮.‬
‭ ‬قلة الأجهزة وارتفاع عدد المرضى‮.. ‬السبب الأول في‮ ‬الوضع
وفي‮ ‬محاولة قامت بها‮ (‬السياسي‮) ‬للبحث في‮ ‬أسباب طول هذه الفترة أوضح احد العاملين بالمصلحة والذي‮ ‬رفض التصريح باسمه أن عدم توفر العدد الكافي‮ ‬من الأجهزة المخصصة لهذا العلاج‮ ‬يأتي‮ ‬على رأس الأسباب التي‮ ‬تجعل تحديد موعد قريب للعلاج أمرا شبه مستحيل،‮ ‬كما أوضح ذات المتحدث أن العدد الهائل التي‮ ‬يستقطبه مركز‮ (‬بيار وماري‮ ‬كاري‮) ‬من مرضى للعلاج سبب محوري‮ ‬آخر في‮ ‬ذات الأمر حيث‮ ‬يعتبر هذا المركز القبلة الأولى للمرضى من مختلف ولايات الوطن حيث أن عدد الوافدين إليه من اجل تلقي‮ ‬العلاج‮ ‬يفوق بكثير طاقة استيعابه،‮ ‬كما أن حدوث عطب صغير في‮ ‬الأجهزة المعدودة به تجعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيدا‮.‬
‭ ‬‮ ‬عجز فادح في‮ ‬التكفل بالأطفال المصابين بالسرطان
ومن جهة أخرى،‮ ‬يشهد المركز نقصا فادحا في‮ ‬عدد الأسرة والغرف التي‮ ‬تستقبل أطفال السرطان الذين تتضاعف معاناتهم بسبب عدم قدرة المصلحة على استيعاب العدد الهائل من الأطفال المرضى،‮ ‬حيث تسجل الجزائر سنويا أزيد من‮ ‬1500‮ ‬حالة سرطان أطفال ما‮ ‬يخلق ضرورة إلى تشييد مشفى مخصص لأطفال السرطان الذين‮ ‬يحتاجون لعناية أكثر نظرا لما تثبته الدراسة من قدرة الخلايا السرطانية على الإنتشار أكثر في‮ ‬جسم الأطفال مقارنة بالكبار،‮ ‬حيث أوضحت بعض آباء الأطفال المصابين بالداء انه وفي‮ ‬كثير من الاحيان‮ ‬يضطر أبناؤهم إلى مقاسمة الأسرة وأطفال آخرين حيث تجتمع قساوة المرض والظروف المزرية،‮ ‬ليضيف الآباء قائلين أن المشفى بات مكانا لمضاعفة آلام أبنائنا عوض أن‮ ‬يكون هو بصيص الأمل الذي‮ ‬يعودون من خلاله إلى الحياة‮. ‬حيث طالب نفس المتحدثين بضرورة تشييد مشفى لعلاج سرطان الأطفال في‮ ‬اقرب الآجال ليكون الحل الجذري‮ ‬الذي‮ ‬يقضي‮ ‬على كل ما‮ ‬يعانيه أبرياء السرطان،‮ ‬أين اتبعوا قائلين أن بلادنا تتمتع بكل المؤهلات التي‮ ‬تسمح لها بإيجاد هذا المرفق الذي‮ ‬قد‮ ‬يساعد أطفال من بلدان افريقية مجاورة تعاني‮ ‬من نقص الإمكانيات‮.‬
‭ ‬دور الإحسان والفنادق وجهة المرضى بعد جلسات الكيماوي
وفي‮ ‬حديث مغاير،‮ ‬أبدى المرضى استياءهم الشديد من عدم توفير‮ ‬غرف تستقبل المرضى بعد جلسات الكيماوي‮ ‬أو العلاج بالأشعة نظرا للحالة التي‮ ‬تتبع هذه الجلسات والتي‮ ‬تصيب المريض بعدة أعراض تضعف جسده وتدخله في‮ ‬حالة من التعب التي‮ ‬تستلزم الراحة والعناية،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬تزيد حدته بالنسبة للمرضى الذين لا‮ ‬يقطنون بالعاصمة مما‮ ‬يجعل دور الإحسان والفنادق وجهتهم الأولى بعد الخروج من جلسات العلاج،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬يثير استياءهم بشدة أين طالبوا بتوفير‮ ‬غرفة تستقبلهم إلى حين استقرار حالاتهم الصحية‮.‬ ‭
‬ ‭ ‬ارتفاع تكاليف العلاج بالعيادات الخاصة‮.. ‬عقبة بوجه المرضى
ومن جهة أخرى،‮ ‬أوضحت بعض عائلات المرضى التي‮ ‬قابلها‮ (‬السياسي‮) ‬خلال زيارته الميدانية للمشفى أنها تضطر إلى متابعة حالة مرضاها بمؤسسات استشفائية خاصة داخل الوطن أو خارجه نظرا لعدة اعتبارات أولها حسن الخدمة والاستقبال اللذان‮ ‬يلعبان دورا ذا ثقل في‮ ‬إراحة المريض واحتوائه من جهة ولإمكانية الحصول على مواعيد في‮ ‬أجال قريبة من جهة أخرى،‮ ‬إلا أن ارتفاع الارتفاع تكلفة العلاج وخاصة العلاج بالأشعة هو الحاجز الأول الذي‮ ‬يواجهه المرضى الراغبين في‮ ‬العلاج فحسب معلومات تحصل عليها السياسي‮ ‬فإن تكلفة العلاج منذ بدايتها إلى‮ ‬غاية جلسات التداوي‮ ‬بالأشعة قد تصل كأقل تقدير إلى‮ ‬03‮ ‬ملايين سنتيم،‮ ‬وهو المبلغ‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يتماشى والإمكانيات المادية المحدودة للعديد من المرضى مما‮ ‬يجعل بين مطرقة الانتظار طويلا وسندال تسديد الفواتير التي‮ ‬تفوق طاقتهم‮.‬
‭ ‬الجمعيات‮... ‬رفقاء المرضى في‮ ‬رحلة العلاج
ومن جهة اخرى،‮ ‬أثنى العديد من المرضى على الدور الذي‮ ‬تلعبه الجمعيات الخيرية في‮ ‬مصاحبة المرضى خلال مشوار علاجهم،‮ ‬وذلك من خلال توفير العديد من الخدمات على رأسها توفير بعض الأدوية التي‮ ‬يحتجها المرضى مسكنات للألم ومختلف الوصفات الطبية،‮ ‬إلى جانب توفير دور الإحسان لأماكن للمبيت الحالات التي‮ ‬تأتي‮ ‬من خارج الولاية والتي‮ ‬تتعذر عليها العودة إلى مناطق سكناها خاصة بعد تلقي‮ ‬العلاج أين‮ ‬يكون المريض في‮ ‬حالة ضعف شديد ولا‮ ‬يقوى على التحرك،‮ ‬كما توفر العديد من الجمعيات سيارات إسعاف لنقل المرضى من وإلى المشافي،‮ ‬إضافة إلى تقديم المساعدات المادية للقيام بالعديد من التحليل التي‮ ‬يستوجب القيام بها على مستوى المستشفيات انتظار الكثير من الوقت وهوما لا‮ ‬يستطيع الكثير من المرضى تحمله،‮ ‬كما تقوم هذه الجمعيات بمحاولات التخفيف عن الحالة النفسية المتردية التي‮ ‬يعيش فيها المصابون بالداء خاصة في‮ ‬ظل‮ ‬غياب عائلاتهم عنهم،‮ ‬وذلك من خلال تنظيم رحلات تنزه وترفيه إلى الهواء الطلق والتي‮ ‬تلعب دورا كبيرا في‮ ‬رفع المعنويات وشحذ همة المرضى‮.‬
‭ ‬تنظيم‮ ‬يوم دراسي‮ ‬حول سياسة التكفل بمرضى السرطان
نظمت لجنة الصحة والعمل بالمجلس الشعبي‮ ‬الوطني،‮ ‬الأسبوع الجاري‮ ‬يوما دراسيا،‮ ‬حول سياسة التكفل بمرضى السرطان،‮ ‬بمشاركة مختصين في‮ ‬المجال وممثلين عن المجتمع المدني‮. ‬وخلال افتتاح هذا اللقاء،أوضحت رئيسة لجنة الصحة،‮ ‬عقيلة رابحي،‮ ‬أن هذا اليوم‮ ‬يندرج في‮ ‬إطار‮ (‬سلسلة الأيام الدراسية التي‮ ‬برمجتها اللجنة من أجل تدارس السياسة الصحية في‮ ‬الجزائر‮)‬،‮ ‬مبرزة أن الهدف من وراء تنظيمها هو تثمين المجهود المبذول من قبل الجهات المعنية بمجال التكفل الصحي‮ ‬بالمواطنين وكذا تشخيص النقائص المسجلة واقتراح الحلول‮. ‬وأبرزت ذات المتحدثة،‮ ‬أن اللجنة ستجمع مخرجات هذه الأيام في‮ ‬شكل تقارير ترفع إلى الوزير الأول ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من أجل توضيح الرؤى حول السياسة الصحية،‮ ‬مؤكدة من جهة أخرى على مواصلة اللجنة لسلسلة الزيارات الميدانية التي‮ ‬تنظمها إلى مختلف المؤسسات الصحية على المستوى الوطني‮. ‬من جهته،‮ ‬ركز البروفسور الياس رحال،‮ ‬في‮ ‬مداخلته حول ضرورة التشخيص المبكر للسرطان خاصة ما تعلق منها بسرطان الثدي،‮ ‬مشددا على أهمية تفعيل الاستراتيجية الوطنية الخاصة بمكافحة هذا الداء الذي‮ ‬يتصدر أنواع السرطانات المسجلة في‮ ‬الجزائر لدى النساء‮. ‬من جهته،‮ ‬دعا الاستاذ قادة بوعلاق،‮ ‬إلى ضرورة تنظيم دورات تكوينية لفائدة جميع المتدخلين في‮ ‬مجال الوقاية ومكافحة مختلف أنواع السرطانات وذلك من أجل مواكبة المستجدات الحاصلة على مستوى العالمي،‮ ‬وذلك بهدف التكفل الأمثل بالمرضى مقرا بتسجيل بعض النقائص سيما فيما‮ ‬يخص ضبط مواعيد العلاج الكيماوي‮.‬
‭ ‬دعوة إلى أجل توفير عدد من مراكز مكافحة السرطان عبر الوطن
من جانبه رافع البرفسور عدة بونجار،‮ ‬من أجل توفير عدد أكبر من مراكز مكافحة السرطان على المستوى الوطني‮ ‬والسهر على تجهيزها وتوفير الأطقم الطبية المتخصصة،‮ ‬وذلك لبلوغ‮ ‬تكفل أمثل بالمرضى خاصة ما تعلق بتقليص آجال تنظيم مواعيد إجراء حصص المعالجات الكيماوية،‮ ‬مشيرا إلى ضرورة مراعاة عامل الوقت في‮ ‬تشخيص السرطان ومعالجته في‮ ‬مراحله الابتدائية‮. ‬وفي‮ ‬ذات المنحى،‮ ‬ترى البروفسور ليلى محفوف،‮ ‬ضرورة مراجعة سياسة التكفل بمرضى السرطان،‮ ‬مشيرة في‮ ‬الوقت نفسه إلى تسجيل تحسن في‮ ‬هذا المجال مقارنة بالسنوات المنصرمة،‮ ‬داعية إلى إجراء أبحاث علمية معمقة للكشف عن أسباب انتشار داء السرطان خاصة منه المتعلق بالأعصاب‮.‬
‭ ‬‮ ‬جمعية الأمل تصف ضبط مواعيد العلاج‮... ‬بالكارثية
بدورها،‮ ‬نقلت رئيسة جمعية الأمل لمكافحة السرطان،‮ ‬حميدة كتاب‮ ‬،من خلال مداخلتها انشغالات مرضى السرطان،‮ ‬أبرزها الصعوبات الإدارية الخاصة بضبط مواعيد للعلاج واصفة الوضعية بالكارثية،‮ ‬حيث‮ ‬غالبا‮ -‬حسب قولها‮- ‬ما‮ ‬يتوفى المريض قبل موعد العلاج الكيماوي‮ ‬وهو الشأن الذي‮ ‬يستوجب مراجعة سياسة ضبط مواعيد التشخيص والعلاج والمتابعة الطبية‮. ‬وفي‮ ‬هذا الصدد،‮ ‬شددت ذات المتحدثة على ضرورة التجسيد الميداني‮ ‬للشبكة الوطنية الخاصة بضبط مواعيد العلاج الخاصة بالمرضى السرطان،‮ ‬مشيرة إلى أن المشكل المحوري‮ ‬في‮ ‬سياسة التكفل بهذه الشريحة من المرضى‮ ‬يكمن في‮ ‬سوء التسيير،‮ ‬وذلك بغض النظر عن الإمكانيات المتاحة،‮ ‬مقترحة إدماج مرضى السرطان ضمن قائمة المتكفل بهم من قبل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي،‮ ‬لتمكينهم من الاستفادة من الخدمات الصحية التي‮ ‬يقدمها الخواص في‮ ‬هذا المجال وتخفيف بذلك الضغط المسجل على مستوى المؤسسات الصحية التابعة للقطاع العام‮.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)