الجزائر

أكثر من 53 سنة من النضال السياسي و المرافعة للقضايا العادلة



أكثر من 53 سنة من النضال السياسي و المرافعة للقضايا العادلة
اقتضت التحولات الحاصلة في محيط الجزائر القريب و البعيد تبنيها لغة حوار و تحركٍ نابعة من مبادئ سياستها الخارجية المستقاة مما رسمه لها الدستور و أيضا الخلفية الثورية التي مكّنت دبلوماسيتها من خوض غمار كفاح سياسي أضيف إلى الكفاح المسلح وأوصلها إلى الظفر بالاستقلال .و رغم التقلبات الحاصلة في محيط الجزائر على جميع الأصعدة و العمل على تلغيم الجغرافيات القريبة منها لا تزال الجزائر ترافع لنفسها و لكل القضايا العادلة عبر العالم سواء تعلّق الأمر بالسياسة أو الاقتصاد أو الأمن . ولأنّ الجزائر جزء ضمن الكل دافعت على كل القضايا العادلة في العالم ، من قضايا التحرر إلى المطالبة بعالم متوازن سياسيا و اقتصاديا متكافئ الفرص تسوده العدالة و الانصاف. و تحقيق مثل هذه الأهداف يقتضي أمرين أولهما الحفاظ على استقرار المجموعة الدولية وثانيهما تبني لغة حوار و حل سلمي للقضايا الحاصلة في بؤر التوتر الجديدة أو القديمة.و بالتالي على السياسة أن تلعب الدور الأمثل في تقريب وجهات النظر في كل الخلافات سواء في الدولة القُطرية أو العلاقات البينية بعيدا عن استعمال السلاح أو التدخل العسكري بعد أن أثبت هذا التدخل العسكري أنّه لا يحل مشكلة بل يفتح نزاعا جديد يلقي بتبعاته السلبية على الشعوب ، و غالبا ما يبقى ملفا مفتوحا في الهيئات الأممية و الإقليمية .المرجعية الثورية ، القيمة المضافة و إن كانت الجزائر تحتفل في 8 أكتوبر باليوم الوطني للدبلوماسية فإنّها تقف على أكثر من 53 سنة (باعتبار دبلوماسيتها بدأت قبل انضمامها إلى هيئة الأمم المتحدة ) انجازات تحققت و تسترجع نضالا طويلا في مسار دفاعها المستميت على مصالحها و قضايا العالم المنصفة و حركات التحرر و فك النزاعات و رأب صدع العلاقات المتوترة بين عديد الدول و السعي لدى أخرى لإقناعها بضرورة التعاون في مسائل ما كما حدث خلال سعيها الدءوب و نجاحها في تحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين في إيران من 79 إلى 81 مجنبة المنطقة نزاع جديد كان سيأخذ أبعادا خطيرة . و لعل ما يُسجل للسياسة الخارجية الجزائرية بشهادة العالم وقوفها على مسافة واحدة من جميع ملفات النزاعات الإقليمية و الدولية لا تحيد عنها في زمن صارت كثير من الدولة تغذي دبلوماسيتها بالنهل من أجندات معلومة لقاء مصالح آنية و لو كان ذلك على حساب الأمن الاقليمي . و عندما نقف عند انجازات الدبلوماسية الجزائرية نسترجع المفاوضات العسيرة التي قادها أبناؤها مع المستعمر الفرنسي طيلة سنوات من الصلابة و اللين ، و اسقاط الثورة الجزائرية لسبع حكومات فرنسية ، وهندسة الأمن الدولي النابع من الحوار و لا شيء سوى الحوار و تبنيها صوت الاعتدال المبني على المقاربات الأسرع لتحقيق الإجماع بين المتنازعين ما أكسبها احترام الشركاء و العالم من حولها. و عند الحديث عن هندسة الأمن القاري أو العالمي يشار إلى الجزائر حول السياسة التي انتهجتها في القضاء على الارهاب و نجاحها في توصيل الخطة إلى الأمم المتحدة و رفع اقتراحاتها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة . أما في الشق الاقتصادي فلا تزال الجزائر ضمن مجموعة كبيرة من دول العالم تطالب كما طالب الرئيس الراحل هواري بومدين خلال ترؤس الجزائر للجمعية العامة الأممية في 1974 بإعادة النظر في علاقة شمال جنوب و ايجاد نظام اقتصادي مبني على توازن المصالح .و عن الجانب السياسي لا تتخلى الجزائر عن منهجها في الوقوف جنبا إلى جنب مع قضايا التحرر و انصاف الشعوب بدءا بالمطالبة بمقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي و بإدخال حركة التحرير الفلسطينية إلى المنبر الأممي عبورا بإطفاء نار الحرب بين إيران و العراق و بحل النزاع بين إريتريا و اثيوبيا ووصولا على مواصلة دعم القضية الصحراوية و حل نزاع مالي و نزع فتيل الحرب في ليبيا دون أن ننسى الدور الرائد في اصلاح الاتحاد الافريقي و ايجاد إلية نيباد و مواصلة دعم حركة عدم الانحياز و جعلها المنبر الذي يدلو بدلوه في قضايا العالم .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)