أكثر من 300 عائلة بحي الزمالة مهدّدة بالتشرّد

تواجه أزيد من 300 عائلة بحي الزمالة أحد أكبر أحياء بلدية سغوان جنوبي المدية وأقدمها خطر التشردّ في أيّة لحظة مثل ما حدث مع أحد سكان المنطقة الذين هدم سكنه الذي كان يوشك على الفراغ من بنائه، فيما قاوم آخر رفقة عائلته عملية التهديم بالقوة العمومية، وهو ما جعل هاجس التشرد يمس أزيد من 300 عائلة قاطنة بذات الحي منذ الثمانينيات، في حين يقطن بالحي عشرات العائلات النازحة خلال العشرية السوداء التي تركت جرحا عميقا بذات الحي، أين أحرقت ما لا يقل عن 27 شخصا في ليلة رعب لازال يذكرها من عايشوا ذاك الزمن العصيب.ويرجع هذا التوجس لكون العائلات القاطنة بالحيّ حتى منذ الاستعمار لا تملك وثائق تثبت ملكيتها للسكنات التي تقطنها، حيث دأب وقتها أحد الخواص المعروف بسعة رزقه على منح أي باحث عن السكن قطعة ليبني عليها، غير أنه وبمرور الوقت اختفى من يتحدث بملكية هاته الأراضي الشاسعة ما وسّع عملية البناء عليها، إلى حين وصل تعداد قاطنيه حوالي 1000 نسمة، ليظهر بعدها ورثة صاحب الأرض الذين طالبوا بحقهم غير أنّ هؤلاء وحسب السكان لم يظهروا أيّ وثائق تثبت ملكيتهم لهاته الأراضي.كما ظهر آخرون بعدهم ليسوا من نفس العائلة يدّعون أيضا ملكيتهم لهاته الأراضي دون إثبات، وقدموا حتى اعتراضات لدى المجلس البلدي، ما جعل الأمور تبدو أكثر تعقيدا وصعوبة على المجلس البلدي الذي لا يستطيع حلّ مثل هكذا مشاكل، والتي تتطلب تدخلا من أعلى مستوى لإيجاد صيغة تسوية للعائلات المعنية، لاسيما وأنّ الحيّ به حتى مؤسسات عمومية كملحقة بلدية سغوان والمدرسة الابتدائية.وإذا كان سكان الزمالة قاطبة يشتركون في مشكل العقود فإنّ ما يناهز الخمسين عائلة بالجهة الشمالية للحي تعاني العزلة في ظلّ الحالة الكارثية المتواجد عليها الطريق الذي يربطهم والطريق الوطني رقم 1 على امتداد ناهز الكيلومتر والمفضي لوسط المدينة، وتزداد عزلة السكان في حال تساقط الأمطار إلى درجة منع أبنائهم من الذهاب إلى مقاعد الدراسة خوفا عليهم، خاصة وأنّ الطريق ينتهي بواد لطالما شكّل تهديدا مباشرا لحياتهم وحياة أبنائهم، كما يفتقر الجزء الشمالي من الحيّ إلى الإنارة العمومية، ما يجعله يغرق في ظلام دامس مباشرة بعد غروب الشمس.وأمام هاته النقائص ناشد قاطنو الحي والي الولاية التدخل شخصيا لإيجاد صيغة تسوية ترضي الجميع ولم يمانعوا تسديد مستحقات الأراضي التي بنو عليها سكناتهم بالتقويم الذي يتلاءم والمنطقة، كما طالبوا بالإنارة والتهيئة الحضرية بحيهم وفك العزلة عنه.